هواجس
كلُّ شيءٍ قد تغيّر. الحيّ القديمُ الذي رحلنا عنهُ ،لم يبقَ شاخصاً في مكانهِ.عدّتُ أسألُ عنهُ ، قيل لي : ليس هناك ما تبحثُ عنه.أعطيتهم أوصافَ أزقتهِ وألوانَ حجارة بيوته، طيبةَ ناسهِ، المجنون الذي كانَ يجوبُ الطرقاتِ ويصرخُ بصوتٍ عالٍ: أنا العاقلُ الوحيدُ بينكم ، فتعلّموا مني أيها المغفلون ... شككتُ في ذاكرتي وأخذتُ أردّدُ مع نفسي ربما كان حلماً ...أردتُ مغادرة المكان فقفزَ أمامي ظلُّ شبحِ أعرفهُ،إنّه المجنونُ بعينه، نفسُ الملامحِ وسحنةُ الوجه ، السخريةُ المرتسمةُ على مبسمهِ مازالتْ موجودة ، نعم إنّه هو ،ولكنّ هذا الرّجل يرتدي( بدلةً رسمية) وهو نظيفُ البشرة عليه ملامحُ العقلِ والوقار . اقتربتُ منهُ وأنا متردّدٌ في سؤالهِ:
عفواً هل لي بسؤال؟.
ابتسمَ في وجهي ثمّ قال: إنّه كان حلماً فلا تتعبْ نفسك ،وارجعْ وراءَكَ وابحثْ عن نظائركَ في أكوام النفايات...
ذ.عبد الله خزعل