بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر في الآونة الأخيرة كثرة الوسطاء والدلالين في العقار كثرة بالغة ، وغالبهم لا يعرف من عالم العقار إلا اسمه ! ولا من عالم السمسرة إلا كم هي ؟ وكيف نقسمها ؟!
وقد وجدت كثيراً منهم للأسف الشديد أساء للوسطاء والسماسرة المحترفين بإضاعة أوقاتهم ، وإهدار جهدهم ، وفقد الناس لثقتهم ، ولهذا رسب في عالم العقار .
ولست بالمتحدث هنا عن الجانب الأخلاقي في هذا المجال مع أهميته الشديدة ، فله موضوع آخر إن شاء الله .
إنما أتحدث هنا عن الجانب المهني أو الفني _ وسمه كما شئت _ .
فأهم شرط في العقاري المحترف أن يعرف السلعة التي يعرضها .
فإن كانت أرضاً عرف موقعها ، ومساحتها ، وأطوالها ، وشوارعها ، وطبيعتها ، ونظام البناء فيها .
وإن كانت عمارة أو فلة زاد في المعرفة : عمرها ، وتفصيلها ، ومستوى تشطيبها .. الخ .
فبالله هل وجدتم شريطي سيارات يعرض سيارة لا يعرف اسمها أو موديلها أو لونها أو .. الخ ؟!
ولكن للأسف انظر في عالم الوسطاء اليوم وتأمل !
( وأنا أحكي بعض ما وقفت عليه لا كل ما وقفت عليه ! )
_ فأحدهم يعرض عقاراً وإذا طلبت معرفة موقعه قال : ( هذا العقار توه جاني ، وأنا ما وقفت عليه !! )
إذا لم تقف عليه فلماذا تعرضه ؟؟!! وتضيع وقت غيرك !
_ وآخر : يعرض عقاراً وإذا طلبت معرفة موقعه قال : ( هذا العقار جاني من واحد ثاني أبعطيك رقمه واتصل عليه يعلمك موقعه ، لكن خلني أول أكلمه إنك جاي من طرفي ، وتتصل على الثاني ، ويحيلك على ثالث ، وأحياناً الثالث ما وقف على العقار !! ).
لماذا الأول ما أخذ التفاصيل كاملة وأراح من قبله ومن بعده ؟؟!!
_ وثالث تسأله عن عرض الشارع فيقول 20م فإذا جئت إلى الطبيعة وإذا هو أقل من ذلك !
فإذا سألته عن سبب الغلط يقول : كنت أظن ، أنا قدرته ، صاحبي قال لي ، وخذ من الأعذار ما شئت .
وأسوأ منه أن يقول : لا فرق بين 20 و15 !
أو : أهم شيء إن السعر طيب ! طبعاً يقصد أن الدلالة هي الطيبة !
أما المشتري الذي تفاجأ باختلاف البيانات فسيفقد الثقة من الوسيط المباشر الذي يتعامل معه إن أكثر من الأخطاء ، وسيكون راسباً في عالم العقار !
أيضاً : مما ينبغي على العقاري أن يهتم به معرفة السعر السوقي للعقار ، فالعقاري الناجح يعرض العقار الذي سعره مقبول ومعقول ، أما المبالغ في سعره فلا يلتفت إليه .
وللأسف كم نسمع : لقطة ، وفرصة ، ومغري .. الخ وإذا جئت إلى الواقع وجدت سعره أعلى من سعر السوق فضلا أن يكون مساوياً له !!
فلا تدري أهو مغفل ؟! أم يظن المستمع مغفل ؟!
ولهذا صار الكثير لا يلتفت إلى كلمة فرصة ولقطة ومغري !
لكن الأكثر أسفاً وألماً أن من يردد هذه الألفاظ وهو غير صادق فيها _ بحسن نية أو بدونها _ قد فقد المصداقية عند العقاريين المحترفين ، وهو راسب في عالم العقار .
بل حتى العقار الذي سعره رخيص رخصاً غير معقول ولا مقبول ينبغي عليك ألا تلتفت إليه ، فضلا أن تعرضه فتفقد المصداقية عند العقلاء وترسب في عالمهم !
لأن القاعدة : إذا كان المتحدث مجنون فينبغي أن يكون المستمع عاقل .
وأخيراً : أخي الوسيط العقاري ، انتبه لا تكثر أخطاؤك فترسب في عالم العقار والعقاريين !
نشرت فى 24 يونيو 2010
بواسطة trkhes
عدد زيارات الموقع
92,238
ساحة النقاش