<!--<!--<!--<!--
كواكب المجموعة الشمسية
معلومات عامة عن كواكب المجموعة الشمسية
1/عطارد:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 57,9
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 0,387
ميل مداره على مستوى الارض: 7°
الدورة اليومية(المحورية): 88 يوم
الدورة السنوية ( حول الشمس): 88 يوم
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 0,378
عدد اقماره: ـــــــ
نصف قطره/كم: 2439
نسبة تفلطحه: 00
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 0,40
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 0,39
***********************************************
2/الزهرة:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 108,2
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 0،723
ميل مداره على مستوى الارض: 3,24°
الدورة اليومية(المحورية): 243يوم
الدورة السنوية ( حول الشمس): 225يوم
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 0،894
عدد اقماره: ـــــــ
نصف قطره/كم: 6052
نسبة تفلطحه: 00
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 0,70
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 0,72
***********************************************
3الارض:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 149,6
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 1
ميل مداره على مستوى الارض: ــــــــ
الدورة اليومية(المحورية): 23ساعة،56 دقيقة،4ثوان
الدورة السنوية ( حول الشمس): 365يوم وربع
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 1
عدد اقماره: 1
نصف قطره/كم: 6378
نسبة تفلطحه: 0,003
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 1
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 1
***********************************************
4/المريخ:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 227,9
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 1,523
ميل مداره على مستوى الارض: 1,51°
الدورة اليومية(المحورية): 24ساعة،37 دقيقة ،23ثانية
الدورة السنوية ( حول الشمس): 687 يوم
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 0,379
عدد اقماره: 2
نصف قطره/كم: 3397
نسبة تفلطحه: 0,009
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 1,60
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 1,52
***********************************************
الكويكبات:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: ــــــــــ
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: ــــــــــ
ميل مداره على مستوى الارض: ــــــــــــ
الدورة اليومية(المحورية): ــــــــــ
الدورة السنوية ( حول الشمس):ـــــــــــــــ
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض:ـــــــــــ
عدد اقماره:ــــــــــــــــ
نصف قطره/كم:؟؟؟؟؟؟
نسبة تفلطحه:؟؟؟؟؟؟
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 2,8
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: ــــــــــــــ
***********************************************
5/المشترى:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 778,3
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 5,203
ميل مداره على مستوى الارض: 1,19°
الدورة اليومية(المحورية): 9 ساعات و 50 دقيقة
الدورة السنوية ( حول الشمس): 11سنة,317 يوم, 13ساعة ,12دقيقة
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 2,54
عدد اقماره: 16
نصف قطره/كم: 71398
نسبة تفلطحه: 0,061
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 5,2
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية:5,2
***********************************************
6/زحل:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 1427
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 9,539
ميل مداره على مستوى الارض: 2,29°
الدورة اليومية(المحورية): 10 ساعات ،14 دقيقة
الدورة السنوية ( حول الشمس): 29 سنة،171يوم 13ساعة،12دقيقة
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 1,07
عدد اقماره: 17
نصف قطره/كم: 60000
نسبة تفلطحه: 0,098
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 10
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 9,54
***********************************************
6/زحل:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 2871
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 19,191
ميل مداره على مستوى الارض: 0,48°
الدورة اليومية(المحورية): 10ساعات ،49 دقيقة
الدورة السنوية ( حول الشمس): 84سنة ،25يوم ،13 ساعة،12دقيقة
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 0,919
عدد اقماره: 5
نصف قطره/كم: 25400
نسبة تفلطحه: 0,060
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 19,60
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 19,19
***********************************************
8نبتون:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 4497,1
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 30,04
ميل مداره على مستوى الارض: 1,46°
الدورة اليومية(المحورية): 15 ساعة
الدورة السنوية ( حول الشمس): 164سنة،299يوم، 7ساعات, 12دقيقة
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض: 1,19
عدد اقماره: 2
نصف قطره/كم: 24300
نسبة تفلطحه: 0,021
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 38.8
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 30,07
***********************************************
9/بلوتو:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات: 5913,5
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية: 39,529
ميل مداره على مستوى الارض: 17,19°
الدورة اليومية(المحورية): 150 ساعة أي 6 ايام ،6ساعات
الدورة السنوية ( حول الشمس): 248سنة،193يوم، 10ساعات,48دقيقة
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض:؟؟
عدد اقماره: 1
نصف قطره/كم: 2500
نسبة تفلطحه:؟؟
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية: 77,2
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: 39,5
***********************************************
10/خيرون:
بعده عن الشمس بملايين الكيلومترات:؟؟؟
بعده عن الشمس بالوحدات الفلكية:؟؟؟
ميل مداره على مستوى الارض:؟؟؟
الدورة اليومية(المحورية):؟؟؟
الدورة السنوية ( حول الشمس):؟؟؟
جاذبيته بالنسبة لجاذبية الارض:؟؟؟
عدد اقماره:؟؟؟
نصف قطره/كم:؟؟؟
نسبة تفلطحه:؟؟؟
بعده عن الشمس حسب قانون بود /وحدة فلكية:154
بعده عن الشمس حسب القياسات الفلكية/ وحدة فلكية: ـــــــــــــ
***********************************************
***********************************************
قانون بود
يوهان الرت بود عالم فلكي ألماني 1747ـ1826 م ومما جاء في قانونه /
إننا إذا أعطينا للكوكب عطارد وهو أقرب كوكب للشمس رقم ( 00 )علينا أن نعطي الكوكب الذي يليه وهو الزهرة رقم ( 3 ) و أن نعطي للأرض رقم ( 6) وللمريخ رقم ( 12 ) وللكويكبات رقم ( 24 ) وهكذا للكواكب الأخرى زيادة هندسية
وعندما نضيف الرقم (4) إلى الرقم الذي أعطيناه لكل كوكب ونقسم الناتج على (10) فنكون حصلنا على بعد الكوكب عن الشمس مقدراً بالوحدة الفلكية المساوية لبعد الأرض عن الشمس وقدره (149,6 )مليون كيلومتر
وقد كانت نتائج قانون بود قريبة جداً من القياسات الحديثة والاختلافات البسيطة ربما حدثت بسبب عوامل فلكية منها تأثير جاذبية الكواكب بعضها لبعض باستثناء كوكبي بلوتو ونبتون وارجع ذلك إلى سبب الشذوذ الذي يتبعه كوكب بلوتو وتأثير ذلك الشذوذ على نبتون حيث يتقاطع مداره مع مدار نبتون
كما كان لقانون بود دور كبير في اكتشاف الكويكبات
***********************************************
قوانين كبلر
القانون الأول إن مدارات الكواكب السيارة ليست دائرية بشكل تام كما كانت تقضي قوانين كوبرنيكوس بل هي على شكل قطع ناقص أو اهليليجي وأن الشمس تحتل احدى بؤرتي القطع الناقص
القانون الثاني إن الكواكب السيارة تزداد سرعتها عندما تقترب في مداراتها البيضاوية من من الشمس مقارنة بسرعتها في أقسام مداراتها البعيدة عن الشمس
القانون الثالث إن مربع زمن الدورة لأي كوكب يدور حول الشمس يتناسب مع بعده عنها
نشأة الكواكب
تعددت النظريات العلمية والفلسفية حول نشأة الكواكب وقاربت العشرين نظرية منها ما بنيت على مبدأ محض الصدفة ومنها ما بني على المعلومات المتوفرة لدى قائلها إلى أن ظهرت نظرية التكاثف وهذه النظرية احتلت المركز المرموق في صدارة هذه النظريات حيث تفادت أمر الصدفة أو الأمور والمشاكل التي تعرضت لها غيرها من النظريات لذا نتحدث عنها بشيء من التفصيل : ـ
((إن كتلة سديمية ضخمة من الغبار الذي كان يغلف كل ذرة فيه غازات متجمدة والذي كان نصف قطر كل ذرة من ذراته لا يزيد طوله على 3×10-5 أيّ تلك الذرات الغبارية , كانت على درجة كبيرة من الدقة والصغر
وكانت تلك الكتلة السديمية مزودة بقوة الدوران حول نفسها متخذة شكل دوامة كبيرة وبنتيجة ذلك الدوران السريع اخذت الجسيمات الغبارية المغلفة بالغازات المتجمدة والموجودة في مركز تلك الدوامة السديمية , بالتكاثف والالتحام مع بعضها عن طريق التصادم المرن وهو التصادم الذي يؤدي إلى التحام الأجسام المتصادمة ببعضها بدلاً من تهشمها وتناثرها , عندما يكون التصادم عنيفاً ، وقد أدى التحام تلك الذرات السديمية مع بعضها إلى تشكيل نواة كروية ، كانت تدور حول نفسها ، كما كانت تدور معها الذرات السديمية المحيطة بها ، ومع تضخم حجم تلك النواة كانت قوة الجذب فيها تزداد مما جعل ذلك السديم ملتحماً بها محولاً إياها إلى كرة ضخمة ، وقد أدت شدة الضغط الذي احده جرم تلك الكرة على باطنها إلى ارتفاع الحرارة في نواتها إلى درجة كبيرة وعندما وصلت تلك الحرارة إلى مقدار 18 مليون درجة مئوية ظهرت التفاعلات النووية في تلك النواة ، وكان ذلك إيذاناً بتحول تلك الكرة إلى جرم ملتهب شديد الحرارة ، ساطع النور اطلقنا عليه فيما بعد اسم الشمس، والتي لا تزال تلك التفاعلات النووية القائمة فيها حتى اليوم هي سر الحرارة والنور اللذين تمد بهما المجموعة التابعة لها ثم تحول ما تبقى من ذلك السديم والمسمى دبش الشمس إلى 10 كتل تدور حول الشمس وبتكاثف مركبات كل كتلة على شكل كرة ، فيما بعد تحولت كل واحدة منها إلى كوكب له مدار خاص حول الشمس ويخضع لجاذبيتها ، وتختلف احجام الكواكب بسبب اختلاف كمية الغبار الكوني والغازات التي ضمها
***********************************************
الكويكبات هي بنفس الطريقة السابقة ولكن بسبب قوة جاذبية المشتري بسبب كبر حجمه واكتمال تكونه حال دون تكاثف ذراتها وبقيت على شكل صخور وجلاميد وحصى وأتربة وهي تدور بين مداري المشتري وزحل وقد سلب كوكب المشتري معظم الغازات والغبار التي كانت موجودة بين الكويكبات
***********************************************
الكوكب خيرون
في يوم 22 حزيران 1978م اعلن عن نبأ اكتشاف كوكب جديد عاشر اضيف إلى كواكب المنظومة الشمسية التسعة واطلق عليه اسم الكوكب خيرون دون أن تنشر عنه أية تفاصيل
<!--<!--<!--<!--الكواكب الكونية الأخرى
اعلن العالم الفلكي الكندي بروس كاند أستاذ الفلك في جامعة فكتوريا بكندا أنه استطاع بواسطة مرقب راداري من اكتشاف كوكب بحجم كوكب المشتري يتبع نجماً يبعد عنا بمقدار 30 سنة ضوئية واكد هذا العالم أن هناك حوالي 5 مليارات نجم من نجوم مجرتنا درب التبانة هي عبارة عن منظومات شمسية كمنظومتنا ويتبع كل منها كوكب أو عدة كواكب احدها يشبه كوكبنا الأرض من حيث الموقع
الزحف القاري وقطع الأرض
أ- الزحف القاري:
وقبل أن نذكر أساسيات نظرية " ألواح الغلاف الصخري " أو ما نسميها " قطع الأرض " بلغة القرآن الكريم، يحسن أن نشير إلى نظرية الزحف القاري باعتبارها الأساس الذي تولدت منه النظرية الحديثة.
الزحف القاري(Continental Drift)
يعني حيود القارات وزحزحتها في المكان على سطح الأرض، بمعنى أن قطع الأرض المتمثلة في جبالها وقاراتها ليست جامدة في مكان واحد، ولكنها تنزاح في الفراغ. وقد لاحظ الأقدمون ذلك التشابه العجيب بين حواف القارات على جانبي المحيط الأطلسي(Atlantic Ocean). فلو حاولنا أن نقرب خريطتي قارتي أفريقيا وأمريكا الشمالية لوجدنا تطابق حوافهما تطابقاً عجيباً، وكأنهما كانتا قطعة واحدة، وكذلك الحال بالنسبة لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية، حيث لم يكن للبحر الأحمر وقت التحامهما وجود.
وفي نهاية القرن الثامن عشر لاحظ الجيولوجي الأسترالي إدوارد سوس Edward Suseأن السجل الجيولوجي يكاد يكون متماثلاً في القارات الجنوبية في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، والهند، وأستراليا. ومن هنا فكر في أنهن كن متحدات في وقت ما من الزمن الماضي مكونات قارة عملاقة، أسماها جندوانالاند (Gondanaland).
ولقد أشار ألفريد فاجنر (Alfred Wegner)(1880م ـ 1930م) إلى وجود كتلة كبيرة جداً من اليابسة كونت قارة عملاقة اسمها بانجيا Pangeaتكونت من التحام القارات القديمة، وذلك منذ قرابة 250مليون سنة. وكانت تتكون من أسلاف قارات العالم الحالية، ثم أخذت هذه القطعة تتقطع إلى عدة قطع، ثم أخذت أجزاؤها تتباعد تدريجيا حتى أخذت أشكالها ومواضعها الحالية. وهكذا يتضح الإعجاز في كلمة (قطع) التي وردت في القرآن الكريم نكرة إشارة إلى تقطيع الأرض عبر الزمن.
ولربما قال البعض إن ذلك محض خيال وظن، حيث لم يكن أحد قد شهد خلق تلك القطع أو رآها وهي تنزاح، ولكن أليس من الظن ما يقرب إلى الحقيقة؟ فشواهد وحدة اليابسة عبر الزمن الأرضي كثيرة. منها شواهد جغرافية، مثل تشابه حافات القارات التي أشرنا إليها من قبل وشواهد في توزع بقايا الكائنات القديمة المعروفة بالأحافير، مثل تواجد أحافير نبات الجلوسوبتيرز في صخور عمرها واحد في قارات متباعدة اليوم، حيث يدل ذلك على أن تلك القارات كن يشغلن إقليماً مناخياً واحداً. يا سبحان الله !!!
فقد كانت الصحراء الليبية والصحراء العربية في يوم ما جنوب خط الاستواء في منطقة جليدية ضمن قطعة هائلة من اليابسة كونت قارة عملاقة سميت " بانجي " أو كل الأرض (Pangea). وقد لوحظ أن رواسب الحريث الجليدية لم تكن موجودة فقط في أماكن بعيدة عن الأقطاب الحالية مثل الهند وأفريقيا، ولكن اتجاهات الزحف الجليدي تتجه بعيداً عن خط الإستواء ونحو الأقطاب، وهذا يشير إلى التحام القارات في أزمنة ماضية، وكانت الثلاجات تزحف عبر مساحة واحدة من الأرض.
***********************************************
الشكل رقم (1): البانجا (أو القارة العملاقة) التي تمثل كل الأرض، التي تخيل فاجنر وجودها منذ 200 مليون سنة مضت حيث أطلق على الجزء الشمالي منها اسم " لوراسيا " وعلى الجزء الجنوبي منها اسم " جندوانالاند" .
***********************************************
***********************************************
الشكل رقم (2) التالي يبين إعادة تصوير جندوانا في ضوء توزيع بعض حفريات النباتات القديمة والزواحف، مثل زواحف الميزوسورس في صخور نظام البرمي، وليستوصورس، مثل زواحف الميزوسورس، في صخور نظام البرمي، وليستوصورس وسيانوجناش في صخور نظام البرمي والتراياسي.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب كما كانت مروجاً خضراء) فمن أدراه منذ ما يزيد على 1400سنة بتلك الحقيقة !! وصدق الله تعالى الذي قال عن نبيه (وما ينطق عن الهوى).
نظرية " الألواح الحركية " بين العلم والقرآن
قال الله تعالى:(وفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة الرعد].
ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أن هناك أرضاً يجاور بعضها بعضاً، مع أن هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس، وهذه مالحة لا تنبت شيئاً، ويدخل في هذه الآية اختلاف ألوان بقاع الأرض، فهذه تربة حمراء، وهذه بيضاء، وهذه محجرة، وهذه سهلة، وهذه رقيقة، والكل متجاورات، فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار، لا إله إلا الله هو.
وينحصر وجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة في كلمة " قطع " وفي كلمة " متجاورات " إذن بنص الآية تتكون الأرض من عدد من القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أن عدد القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أ، عدد القطع غير ثابت، حيث الكلمة غير معرفة، وبالتالي فمن الممكن أن تتغير هذه القطع عبر الزمن. وهذا ما أثبتته أحدث النظريات العلمية في مجال علوم الأرض، وهي نظرية " قطع الأرض " أو " ألواح الغلاف الصخري"، وقد أحدثت النظرية ثورة كبيرة في فروع علوم الأرض المختلفة، فقد مكنت العلماء من تفسير كثير من الظواهر، مثل توزع أحزمة الزلازل، وأحزمة الجبال في العالم، وفتح وغلق المحيطات، ونطق التمعدن، وهلاك الكائنات عبر الزمن الأرضي، وغير ذلك.
تمثل نظرية الألواح الحركية نموذجاً لحركة الغلاف الصخري فوق نطاق المور (Asthenosphere) اللدنة الساخنة. ووفقاً لهذه النظرية فإن الأرض تقسم إلى عدة قطع كبيرة وأخرى صغيرة وهذه القطع تمر مر السحاب فوق الطبقة العليا من وشاح الأرض التي تسمى نطاق المور.
وتقدر سرعة حركة القطع الحالية ما بين 1ـ 18 سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-18سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-6سم كل عام. وتتميز أطراف القطع هذه بالنشاط، وتقسم إلى ألواح متقاربة الحواف(Convergent Plate Boundaries)،حيث تتحرك الألواح متقربة بعضها من بعض، وإلى ألواح متباعدة الحواف (Divergent Plate Boundaries)،حيث تتحرك الألواح مبتعدة بعضها عن بعض، وأخيراً هناك الألواح المنزلقة الحواف (Transform Plate Boundaries)،حيث تنساب الألواح أفقياً وجانبياً.
وتلعب حركة وطبيعة الألواح التكتونية دوراً هاماً في فهم الجغرافية القديمة والحركات التجبلية وغيرها من الأحداث الجيوليوجية عبر الزمن الجيولوجي يلخص طبيعة الألواح البنائية وأمثلة من الظواهر الناتجة عنها.
***********************************************
الشكل التالي يبين حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض وتشكل قطع القارات
<!--<!--<!--<!--شواهد نظرية قطع أو ألواح الغلاف الصخري من القرآن الكريم :
تبدو ملامح نظرية قطع أو ألواح الأرض في آيات القرآن الكريم منذ أن أنزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400سنة، وذلك قبل أن تظهر نظرية الزحف القاري ونظرية اتساع قاع البحر. ويذكر القرآن ثلاث مراحل في تكوين الأرض، يمكن اعتبارها ثلاث مراحل هامة في تطور النظرية، وهي :
1. مرحلة فتق الرتق:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[سورة الأنبياء].
2. مرحلة الدحي وإخراج الماء:
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا )[سورة النازعات].
3. مرحلة إرساء الجبال وبداية حركة قطع الأرض:
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)[سور فصلت].
وفيما يلي نشير إلى أساسيات نظرية ألواح الغلاف الصخري (Theory of Plate Teconics)وشواهد الإعجاز التي ذكرت حولها في القرآن الكريم:
1. قطع الأرض:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[سورة الرعد].
يذكر القرآن ـ كما أشرنا من قبل ـ أن الأرض تتكون من قطع. ولم يكتشف العلم هذه الظاهرة إلا منذ عام 1960م، حيث أصبح معروفاً أن قشرة الأرض تتكون من عدة قطع كبيرة بجانب عدد من القطع الصغيرة. ونذكر من القطع الكبيرة قطعة أفريقيا، وقطعة أمريكا الشمالية، وقطعة أمريكا الجنوبية، وقطعة أوربا وآسيا، وقطعة المحيط الهادي، وقطعة المحيط الأطلسي، وقطعة القارة القطبية الجنوبية. ومن القطع الصغيرة القطعة العربية، وقطعة الكاريبي، وقطعة الفلبين، وغيرها. وكما كان الناس أمة واحدة فتقطعت إلى أمم شتى، كذلك كانت الأرض قطعة واحدة وتقطعت إلى قطع شتى. وعلى ما يبدو، يستمر تقطيع الأرض بعد تجميعها، ثم يعاد تجميعها مرة ثانية في كتلة أو كتل كبيرة بصفة دورية، حيث تبدأ قطع الأرض في التجمع في قارة وحيدة عملاقة وتنتهي بتقطيع أوصال هذه القارة إلى قطع مشتتة. والأرض المجمعة والتي تمثل كل اليابسة تسمى بانجيا، وكلما تجمعت القارات فإنها تكون بانجيا جديدة.
2. البحر المسجور، ونظرية اتساع قاع المحيط
(Sea Floor Spreading):
قال الله تعالى:(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)[سورة الطور].
وقد اختلف في معنى قوله : (المسجور) فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله : (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)أي أضرمت فتصير ناراً تتأجج بأهل الموقف، وقال قتادة: المملوء، وقال مجاهد: الموقد، وقال الضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش: بأنه الموقد المحمي، بمنزلة التنور المسجور. ومنه قيل للمسعر: مسجر، ودليل هذا التأويل قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت) أي : أوقدت، سجرت التنور أسجره سجرا، أي: أحميته. وقال سعيد بن المسيب : قال علي ـ رضي الله عنه ـ لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: البحر. قال : ما أراك إلا صادقاً: (وإذا البحار سجرت).
ولقد أثبت العلم الحديث الذي لا يرقى إليه الشك صدق حديث القرآن عن البحر الموقد أو المسجر بالنار، وتلك ظاهرة تلازم البحار منذ مولدها، حيث يبدأ تكوين البحر بخسف في الأرض يتسع رويداً رويداً. وتتميز قيعان البحار اليوم بوجود ما يعرف بالأحيد أو أعرف منتصف المحيطات التي تمثل نطاقات انفراج يتسع عندها البحر، ويخرج منها الحمم الصاعدة من جوف الأرض، ويلتقي الماء والنار، وبهذا يكون البحر مسجراً بالنار.
الشكل رقم (4): يبين ظاهرة اتساع قاع المحيط ويظهر نطاقات الانفراج التي يتسع عندها البحر وظهور الحمم التي تلتقي بماء البحر أو ما يسمى بالبحر المسجور
3. مد الأرض وإلقاء الرواسي:
حينما يتحدث القرآن عن مدر الأرض يقرنها بإلقاء الرواسي. والحكمة من ذلك أنه إذا مدت الأرض فقط فإنها لن تقر، بل ستمور وتضطرب، فيثبتها الله بالجبال الراسيات. ووفقاً لنظرية ألواح الغلاف الصخري فإن الأرض سواء اليابسة أو قاع البحر تمد عند حواف الألواح المتباعدة، كما في حالة انتشار قاع البحر عند حيط وسط المحيط الأطلسي، ونشأ البحر الأحمر، وخسف شرق أفريقيا. وصدق الله العظيم حيث يقول :
(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[سورة الرعد:3].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ {19} وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا
مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)[سورة الحجر].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)[سورة ق:7].
وقد اكتشف العلم حديثاً أن الأرض تمد من عند منتصفات قيعان المحيطات. وتم معرفة ذلك عن طريق دراسات الفيزياء الأرضية، حيث تنبين قاع البحر Sea Floorصخوراً تتميز مرتبة موازية الأحيد وسط المحيطات، وتتبادل فيها القطبية العادية Normal Polarityوالقطبية المنعكسة Revesed Polarity. ويحدث تبادل القطبية بسبب انعكاس الأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن، فيصير القطب الموجب سالباً والسالب موجباً. وتختلف الآراء في تفسير أسباب هذا الانعكاس.
وتكون أعمار الشرائط المغناطيسية حديثة بالقرب من حيد أو حافة وسط المحيط، وتتدرج في الزيادة في العمر بعيداً عنه. بل وجد أن الشرائط على جانبي العرف تكون ذات تركيب صخري واحد، وذات عمر واحد. وتجدر الإشارة إلى أقدم أعمار الصخور في قاع المحيط لا تزيد عن العصر الجوري، حيث لا يزيد عن 200مليون سنة.
4. سير الجبال والأقطاب المهاجرة:
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)[سورة النمل:88].
الهجرة الظاهرية للقطب (Apparent Polar Wandering):
ومن المعروف أن الصخور تحفظ بصمتها المغناطيسية التي تكونت عند تبريد الصهير أو لحظة ترسيب مكونات الصخر الرسوبي، وتعرف هذه الظاهرة بالمغناطيسية القديمة (Paleomagnetism). ومن دراسة المغناطيسية القديمة ثبت أن أقطاب الأرض شغلت مواقع كثيرة مختلفة عبر الزمن الأرضي.
ومنحنى القطب المهاجر ظاهرياً يأخذ طريقاً متعرجاً، ويعرف بمحنى هجرة القطب الظاهرية.
وقد أثارت ظاهرة القطب المهاجر ظاهرياً حيرة شديدة، لأنه توجد أسباب معقولة تشير إلى أن الأقطاب المغناطيسية يجب أن تكون قريبة من الأقطاب الجغرافية، ولما كان تحرك محور دوران الأرض بهذا المعدل غير وارد من الناحية الفلكية، علاوة على أن منحنى القطب المهاجر ظاهرياً للصخور المتكونة في الزمن الواحد لا تتشابه في القارات المختلفة.
وإذا سلمنا أن الأقطاب المغناطيسية بقيت قريبة من الأقطاب الجغرافية، فمعنى ذلك أن القارات نفسها هي التي تتجول أو تزحزح في الفراغ، ويعد هذا دليلاً قوياً يؤيد نظرية الحيود القاري. أي أن القطب يشغل موقعاً ثابتاً، ولكن الأرض هي التي تتحرك بالنسبة له، كما أن موقع القبلة ثابت ولكن تختلف وجهة الناس عند الصلاة تبعاً لموقعهم بالنسبة لمكة المكرمة. وفي الآية دليل على حركة الجبال، وبالتالي حركة قطعة الأرض التي تحمل الجبال ذاتها. ومن الجدير بالذكر أن آية سورة النمل السابقة قد اتخذت من قبل كدليل على دوران الأرض، ولكننا نتخذها دليلاً على الحركة الذاتية لقطع الأرض.
من الظواهر المثيرة التي كشف العلم الحديث ظاهرة انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية،ويعرف ذلك بانعكاس القطبية، بعمة أن القطب الشمالي المغناطيسي الحالي الذي هو المجال العادي (Normal) كان منعكساً من قبل (Reversed) . وبالرغم من أن هذه حقيقة إلا أنه لم يعرف حقيقة تفسيرها.
هل تستطيع أن نقول ـ والعلم عند الله ـ إن القرآن قد أشار إلى هذه الظاهرة بمنتهى اللطف في قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) .
5. انتقاص الأرض من أطرافها :
ذكرنا من قبل أن الأرض تمد باستمرار من أطرافها عند حواف الألواح الحركية المتباعدة، واستمرار المد يجعل أبعاد الأرض قابلة للتغير عبر الزمن، الأمر الذي يجعلنا غير مستقرة فتضطرب ويصعب القرار فيها. هنا تتدخل رحمة الله فتنقص أطراف الأرض باستمرار أيضاً.
ومن عند أطراف أخرى للأرض تقاس أطراف المد وتعر فالأماكن التي يحدث عندها الانتقاص بنطاقات السحج أو الغوص على النحو الذي سوف يذكر عند الحديث عن البحار والمحصلة أن تكون الأرض موزونة لأن معدل المد يساوي معدل الانتقاص. فسبحان من خلق كل شيء بقدر.
6. مشارق الأرض ومغاربها:
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ)[سورة الأعراف:137].
تشير الآية إشارة واضحة إلى أن المشارق تتتابع على الأرض بصفة مستمرة، ففي الوقت الذي تشرق فيه الشمس على مكان أو نقطة ما على سطح الأرض فإنها تغرب عن مكان أو نقطة ما. وقد استخدم التعاقب ذلك كدليل على كروية الأرض كما أشرنا من قبل. ولكن سوف نستخدم هذه الحقيقة في الدلالة على صحة نظرية ألواح الغلاف الصخري. فلو فرضنا أن مشرق الشمس في مكان على الأرض كان يقع عند س مثلاً، وأن المكان س ليس جامداً ولكنه يتحرك مع مرور الزمن، فإن هذا يعني أن المكان الذي كان يشغله مشرق الأرض ينتقل، وبالتالي يقع المشرق عند نقاط مختلفة لا يمكن حصر عددها بافتراض ثبات المشرق بالنسبة لخطوط الطول. فالحقيقة إذن تكمن في حركة الأماكن التي تشرق عليها الشمس، حتى وإن قلت مسافة الحركة اليومية لتقارن بالوحدات الضئيلة جداً كوحدات الفمتو.
الدورة الجيولوجية والسنن المتداولة
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[سورة فصلت:52].
الوتيرة الواحدة (Uniformitarianism):
كثيراً ما ننخدع ببعض الآراء البراقة من قبيل ما عرف بمبدأ الوتيرة الواحدة، وهو مبدأ فلسفي اخترعه جيمس هاتون، وهو مبدأ مغرق في المادية حيث يرى صاحبه أن الكون أبدي وليس له نهاية، وإن هاتون لا يرى فوق الإنسان شيئاً.
وينطبق على القول الشهير " الحاضر مفتاح الماضي " أو مبدأ الوتيرة الواحدة المقولة التي نعرفها جميعاً " إنها كلمة حق أريد بها باطل " .
والمبدأ إذن يعني ـ ببساطة ـ أن الحاضر مفتاح الماضي (The Present is key to the ).
إن مجرد التصور بأن العلميات الفاعلة على سطح الأرض في أيامنا هذه هي نفسها التي سادت عليها منذ القدم لا يعني بالطبع أن العمليات الحالية هي صورة معادة تماماً أو مكررة لعمليات الماضي.
نعم إن الكون يعمل بنظام دقيق، ولكنه ليس رتيباً لدرجة أنه يعمل مثل الساعة، حيث تحدث أشياء تبدو خرقاً للناموس، لأن الله له في كل يوم شأن، وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ قيوم السماوات والأرض .
(إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)[سورة فاطر:41].
<!--<!--<!--
وقد تغير المفهوم للعمليات الجيولوجية من تصور أنها تسير على وتيرة واحدة باستمرار
إلى أنها تسلك سلوكاً دورياً، ولذا فقد أدخل مصطلح جديد ليعبر عن ذلك عرف باسم " دورية الوتيرة الواحدة " ب(Uniformily Continuoius)، ومن هذا المنطلق أصبحت العوارض أجزاء من دورات تحدث نتيجة سنن أصيلة، فعلى سبيل المثال: لا يستغرب المرء حدوث ب(Cyclical Uniformitarianism) زلازل في كل من إيران وأفغانستان مثلا بالرغم من أن الزلازل شيء عارض، وذلك لأن هذا الحدث الفجائي يقع ضمن دورة تقارب وتباعد القارات. وهناك دورات كونية (Extraterrestrial) تمارس فعلها خارج نطاق الأرض، وينعكس تأثيرها على الدورات الأرضية (Terrestrial Cycles).
وتعددت الدورات لتشمل دورة الصخر، ودورة الماء، ودورة العصور الجليدية، ودورة الجبال والتعرية، ودورة تكوين القارة العملاقة، ودورة هلاك الكائنات.. الخ.
الدورة الجيولوجية (Geologic Cycle) :
السجل الجيولوجي:
يتميز السجل الجيولوجي بالدقة المتناهية، وتمثل الصخور بأنواعها المختلفة أرشيفاً تحفظ به الأسرار والعجائب. وتتنوع السجلات، فهناك سجل للصخور ذاته مدون به طريقة تكوين الصخر ومكوناته والعمليات المعاصرة واللاحقة لتكوين الصخر. وأعجب ما في السجل الصخري سجل الساعة الذرية التي بدأت تدق مع مولد الصخر، أي تشع بمعدلات ثابتة لكل عنصر، وما تزال الساعة تدق، ولسوف تستمر دقاتها، وأيضاً من روائع السجل الصخري ما يدونه عن المغناطيسية القديمة في الصخور وما تعكسه البصمة المغناطيسية من انعكاس للأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن.
ويحتوي السجل الجيولوجي على أرشيف رائع للحياة سجلت به الكائنات ابتداء من البكتيريا والطحالب مروراً باللافقاريات والفقاريات ونباتات البر والديناصورات العملاقة والثديات المتنوعة والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم.
ويا لروعة السجل الذي يحفظ جناح الحشرة وتعرقات الورقة وهيكل الديناصور وجمجمته الإنسان. يا له من سجل يحفظ زحف الجليد في الأزمنة الماضية كما يحفظ حبات الرمل وما يعتريها من تغيرات. سجل يحفظ ثورات البراكين، واتساع وإغلاق المحيطات، وبناء وتآكل الجبال. سجل يحفظ قطرات المطر التي سكنت في الأرض. وأني لعلم البشر معرفة تاريخ ومسار كل ورقة قد سقطت من شجرتها؟ وكل حبة اختفت تحت الثرى؟ وصدق الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث يقول:
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)[سورة الأنعام].
الدورة الأرضية
تمثل الدورة الأرضية نموذجاً للكيفية التي تعمل بها الأرض، وهي تعبير عن محصلة التقاء ثلاث دورات رئيسية :
أ- دورة الصخر
ب- الدورة المائية أو الهيدرولوجية
ت- الدورة البنائية أو التكتونية
وينتج عن التفاعل بين هذه الدورات الغلاف الصخري، والغلاف الجوي، والغلاف الحياتي.ويبحث علم الأرض التاريخي (Geology Historical) عن كيف ومتى تكونت هذه الأغلفة، وتدرس التغيرات التي حدثت في أثناء تطور الأغلفة الثلاثة:
أ- دورة الصخر:
تشمل دورة الصخر العلاقة بين أنواع الصخور الثلاثة: النارية والمتحولة، والرسوبية. وتعكس هذه الدورة عدم ثبات الصخور على حالها وتحولها المستمر خلال الزمن الجيولوجي، كما تشير إلى عدم فقد المادة عند تحولها. وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم إذ يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في معرض الحديث عن قدرته في البعث: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ)[سورة ق:4].
والله الذي يعلم مسار حبة الرملة ومآل ورقة الشجر وما إلى ذلك من قطر الأمطار وغيرها لا يعجزه إعادة جمع ما تنقص الأرض من أجساد البشر.
والعجيب أن أجساد البشر بعد موتها تدخل ضمن مكونات الصخور الرسوبية، وتتحول من صورة إلى صورة، وتمتزج بغيرها من المواد، وتتعرض لما تتعرض له الصخور في دورتها، والله وحده هو القادر على إعادتها أجساداً كما كانت مرة أخرى.
2. دورات القارة العظمى (Wilson Cycle) Supercontinental Cycle)
يعد الجيوفيزيائي ت. توزر من جامعة تورنتو من أوائل الذين نظروا إلى ما وراء ألواح الغلاف الصخري حيث توقع دورية حركة الكتل القارية على سطح القشرة. فالقارة التي تقع فوق مركز اتساع جديد New formed spreading centerتبتعد ويتكون محيط جديد بين القطع على حساب تلك القارة وحينما يتسع المحيط أكثر فأكثر بنفس القدر يستبدل نطاق الغوص (Subduction zon) المركز المتسع بين القارات ثم تبدأ القارات في التحرك نحو بعضها البعض لتصطدم معاً.
ولتفسير دورة القارة العظمى اقترح ورسلي ونانسي ومودي (Worsley.Nancy and Mody) نموذجاً يستغرق عملية حوالي 440مليون سنة حيث يحدث خسف في قارة بانجيا يستغرق عمله حوالي 440مليون سنة حيث يحدث خسف في قارة بانجيا نتيجة التقبب الحراري (Thermal Doming) ويظهر مركز اتساع (Spreading center) يؤدي بدوره إلى بزوغ محيط جديد، ثم تتجمع القارة بعد ذلك مرة أخرى مكونة بانجيا جديدة، وهلم جرا.
الباقي في النصف الثاني من المقال
(نشأة القارات)
<!--[if-->
ساحة النقاش