[ 69 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن زائدة بن قدامة قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب قال ذكروا عند عبد الله الشهداء فقيل إن فلانا قتل يوم كذا وكذا شهيدا وفلانا قتل يوم كذا وكذا شهيدا فقال عبد الله لئن لم يكن شهداؤكم إلا من قتل إن شهداؤكم إذا لقليل إن من يتردى من الجبال ويغرق في البحور وتأكله السباع شهداء عند الله يوم القيامة
[ 70 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن حيوة بن شريح قال أخبرني بكير بن عمرو أن صفوان بن سليم حدثه أن أبا هريرة قال أيستطيع أحدكم أن يقوم فلا يفتر ويصوم فلا يفطر ما كان حيا فقيل له يا أبا هريرة ومن يطيق هذا فقال والذي نفسي بيده إن يوم المجاهد في سبيل الله أفضل منه
[ 71 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن إبراهيم بن أبي عبلة قال حدثنا أبو العبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن عبد الأعلى بن هلال السلمي قال قال عثمان بن عفان لقومه لقد تبين أي والله لقد شغلتكم عن الجهاد حتى حقت علي وعليكم فمن أحب أن يلحق بالشام فليفعل ومن أحب أن يلحق بالعراق فليفعل ومن أحب أن يلحق بمصر فليفعل فإن يوم المجاهد في سبيل الله كألف يوم للصائم لا يفطر والقائم لا يفتر
[ 72 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن أبي معن قال حدثنا أبو عقيل عن أبي صالح مولى عثمان قال قال عثمان بن عفان في مسجد الخيف بمنى يا أيها الناس إني سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت كتمتكموه ضنا بكم وقد بدا لي أن أبديه نصيحة لله ولكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه فلينظر كل امرئ منكم لنفسه
[ 73 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن جويبر عن الضحاك في قوله { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } قال فنزلت آية القتال فكرهوها فلما بين الله عز وجل ثواب أهل القتال وفضيلة أهل القتال وما أعد الله لأهل القتال من الحياة والرزق لهم لم يؤثر أهل اليقين بذلك على الجهاد شيئا فأحبوه ورغبوا فيه حتى أنهم يستحملون النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لم يجد ما يحملهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون والجهاد فريضة من فرائض الله
[ 74 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس قوله { ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله } قال وفي المستضعفين
[ 75 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن معمر عن قتادة قوله { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } قال أنزل الله في سورة البقرة { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا } { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله } لقوله { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة }
[ 76 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال عمي أنس بن النضر سميت به لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله كيف أصنع قال فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل ووجد في جسده بضع وثمانون أثرا من بين ضربة ورمية وطعنة فقالت عمتي الربيع بنت النضر فما عرفت أخي إلا ببنانه قال ونزلت هذه الآية { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
[ 77 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن مسعر بن كدام عن أبي بكر بن حفص قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } فقال رجل من الأنصار يقال له بن قسم بخ بخ فقال أبو بكر بن حفص وبخ على وجهين على التعجب وعلى الإنكار فقال عليه السلام ما أردت بقولك بخ بخ فقال يا رسول الله علمت أني إن دخلتها كان لي فيها سعة قال أجل ثم إن بن قسم قال يا رسول الله كم بيني وبينها قال أن تلقاها ولاء القوم فتصدق الله فألقى تمرات كن في يده وقال تخلى من طعام الدنيا ثم تقدم فقاتل حتى قتل
[ 78 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن جرير بن حازم عن يزيد بن حازم عن عكرمة مولى بن عباس قال كان عمرو بن الجموح شيخ من الأنصار أعرج فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر قال لبنيه أخرجوني فذكر للنبي عرجه وحاله فأذن له في المقام فلما كان يوم أحد خرج الناس فقال لبنيه أخرجوني فقالوا قد رخص لك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن قال هيهات منعتموني الجنة ببدر وتمنعونيها بأحد فخرج فلما التقى الناس قال لرسول الله أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة قال نعم قال فوالذي بعثك بالحق لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله فقال لغلام له كان معه يقال له سليم ارجع إلى أهلك قال وما عليك أن أصيب اليوم خيرا معك قال فتقدم إذا قال فتقدم العبد فقاتل حتى قتل ثم تقدم وقاتل هو حتى قتل
[ 79 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن رجل عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن هلال أن سليمان بن أبان حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه أن يخرجا جميعا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهما أن يخرج أحدهما فاستهما فخرج سهم سعد فقال أبوه آثرني بها يا بني فقال يا أبت إنها الجنة لو كان غيرها آثرتك به فخرج سعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فقتل يوم بدر ثم قتل خيثمة من العام المقبل يوم أحد
[ 80 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن معمر قال أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة
[ 81 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري قال زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يرون أن الملائكة دفنته
[ 82 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة يدعو على رعل وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله قال وأنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه
[ 83 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال انطلق حارثة بن عمتي الربيع نظارا يوم بدر وما انطلق لقتال فأصابه سهم فقتله فجاءت عمتي أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان ابني حارثة ان يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإلا فسترى ما أصنع فقال يا أم حارثة انها جنات كثيرة وان حارثة في الفردوس الأعلى
[ 84 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن حميد عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلفه لينظر أين تقع نبله فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول هكذا يا نبي الله جعلني الله فداك نحري دون نحرك
[ 85 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال عبد الله بن جحش يوم أحد اللهم إني أقسم عليك أن نلقى العدو فإذا لقينا العدو أن يقتلوني ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي فإذا لقيتك سألتني فيم هذا فأقول فيك فلقي العدو ففعل وفعل ذلك به قال بن السيب فإني لأرجو أن يبر الله آخر قسمه كما بر أوله
[ 86 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن إسرائيل بن أبي إسحاق قال حدثنا سعيد بن مسروق قال حدثني مسلم بن صبيح قال قال عمرو بن الجموح لبنيه منعتموني الجنة ببدر والله لئن بقيت فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال أنت القائل كذا وكذا قال نعم قال فلما كان يوم أحد قال عمر لم يكن لي هم غيره فطلبته فإذا هو في الرعيل الأول
[ 87 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب لما فرض للناس فرض لعبد الله بن حنظلة ألفي درهم فأتاه طلحة بابن أخ له ففرض له دون ذلك فقال يا أمير المؤمنين فضلت هذا الأنصاري على بن أخي قال نعم لأني رأيت أباه يستن يوم أحد بسيفه كما يستن الجمل
[ 88 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمرو عن يزيد بن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لحمه القتال يومئذ يعني يوم أحد وخلص إليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثقل وظاهر بين درعين يومئذ ودنا منه العدو فذب عنه المصعب بن عمير حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة وأصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلمت رباعيته وكلمت شفته وأصيبت وجنته فقال عند ذلك من رجل يبيع لنا نفسه فوثب فتية من الأنصار خمسة فيهم زياد بن السكن فقتلوا حتى كان آخرهم زياد بن السكن فقاتل حتى أثبت ثم ثاب إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجهضوا عنه العدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدن مني وقد أثبتته الجراحة فوسده رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه حتى مات عليها وهو زياد بن السكن
[ 89 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة قال لنا أصيب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نحو من ثلاثين كلهم يجيء حتى يجثو بين يديه أو قال يتقدم بين يديه ثم يقول وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء وعليك سلام الله غير مودع
[ 90 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن أبي بشر ورقاء بن عمر اليشكري عن بن أبي نجيح عن أبيه أن رجلا مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قد قتل قال الأنصاري إن كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم
[ 91 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال حدثني عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عائشة قالت أخبرني أبي قال كنت في أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه أراه قال ويحميه قلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني وبيني وبين المشركين رجل أنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وهو يخطف السعي تخطفا لا أحفظه حتى دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حلقتان من المغفر قد نشبتا في وجهه وإذا هو أبو عبيدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم صاحبكم يريد طلحة وقد نزف فلم ينظر إليه وأقبلنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه فلم يزل بي حتى تركته فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صلى الله عليه وسلم فأزم عليها بثنيته ثم نهض عليها فندرت ثنيته ونزعها فقلت دعني فأتى فطلب إلي فأكب على الأخرى فصنع بها مثل ذلك فنزعها وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة اهتم الثنايا
[ 92 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال وأخبرني أيضا إسحاق بن يحيى قال أخبرني موسى بن طلحة أن طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية ربع فيها جبينه وقطع فيها عرق نسائه وشلت أصبعه هذه التي تلي الإبهام
[ 93 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن جده عن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ أوجب طلحة
[ 94 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال وأخبرني أيضا قال أخبرني محمد بن سعد أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله قال فخرج يطوف في القتلى حتى وجد سعدا جريحا قد أثبت بآخر رمق فقال يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر له أمن الأحياء أنت أم في الأموات قال فإني في الأموات أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وقل له ان سعدا يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم أن سعدا يقول لكم انه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف
[ 95 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن وهب بن قطن عن عبيد بن عمير قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير وهو منجحف على وجهه يوم أحد شهيد وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد عليكم أنكم شهداء عند الله يوم القيامة ثم أقبل من الناس فقال يا أيها الناس ائتوهم وزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام
[ 96 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فكفن في بردة ان غطي رأسه بدت رجلاه وان غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشيت أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام
[ 97 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن سفيان بن عيينة عن أمي المرادي قال قال أبو العبيدين لعبد بن مسعود يا أصحاب محمد لا تختلفوا فتشقوا علينا ثم قال رحمك الله أبا العبيدين إنما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا معه في البرود
[ 98 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن سفيان بن عيينة قال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال قيل من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجناهم رطابا يتثنون قال فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما قال أبو سعيد الخدري ولا ينكر بعد هذا منكر أبدا
[ 99 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن أسامة بن زيد قال أخبرني إسماعيل بن أمية عن رجل عن بن عباس قال لما استشهد الشهداء بأحد ونزلوا منازلهم رأوا منازل أناس من أصحابهم لم يستشهدوا وهم مستشهدون قالوا فكيف بأن يعلم أصحابنا ما أصبنا من الخير عند الله فأنزل { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } إلى آخرها
[ 100 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول لما حضر الناس باب عمر وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب وتلك الشيوخ من قريش فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان والله بدريا وكان يحبهم وكان قد أوصى بهم فقال أبو سفيان ما رأيت كاليوم قط انه يؤذن لهذه العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا فقال سهيل بن عمرو ويا له من رجل ما كان أعقله أيها القوم إني والله لقد أرى الذي في وجوهكم فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم أما والله لما سبقوكم به من الفضل فيما لا ترون أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسونهم عليه ثم قال أيها القوم إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون فلا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه وانظروا هذا الجهاد فالزموه عسى أن يرزقكم شهادة ثم نفض ثوبه فلحق بالشام فقال الحسن صدق والله لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه
[ 101 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله من ذلك وقف ووقف الناس حوله يبكون فلما رأى جزع الناس قال يا أيها الناس إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم ولا اختيار بلد عن بلدكم ولكن كان هذا الأمر فخرجت فيه رجال من قريش والله ما كانوا من ذوي أنسابها ولا في بيوتاتها فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهب فأنفقناها في سبيل الله ما أدركنا يوما من أيامهم وأيم الله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسن أن نشاركهم في الآخرة فاتقى الله امرؤ خرج غازيا فتوجه غازيا إلى الشام وأتبعه ثقله فأصيب شهيدا
[ 102 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن معمر قال حدثني عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لما كان خلافة أبي بكر تجهز بلال للخروج إلى الشام فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذه الحال لو أقمت معنا فأعنتنا فقال ان كنت إنما أعتقتني لله فدعني أذهب إلى الله وإن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها
[ 103 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن صفوان بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود بدمشق وهو يحدثنا وهو على تابوت ما به عنه فضل فقال له رجل لو قعدت العام عن الغزو قال أبت البحوث يعني سورة التوبة قال الله تبارك وتعالى انفروا خفافا وثقالا قال أبو عثمان بحثت المنافقين
[ 104 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت عن أنس بن مالك أن أبا طلحة قرأ هذه الآية انفروا خفافا وثقالا فقال أمرنا الله تبارك وتعالى واستنفرنا شيوخا وشبابا جهزوني فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فنحن نغزوا عنك الآن فغزا البحر فمات فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير
[ 105 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن الأوزاعي قال حدثنا سعيد بن جبلة قال حدثني طاوس اليماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم
[ 106 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال قال خالد بن الوليد ما أدري من أي يومين أفر يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة أو من يوم أراد أن يهدي لي فيه كرامة
[ 107 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن مولى لآل خالد بن الوليد قال قال خالد بن الوليد ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو
[ 108 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن هشيم بن بشير عن داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن سمرة بن فاتك الأسدي قال ما أحب أن امرأتي أصبحت نفسا بغلام ولا أن فرسي أصبحت بعطفة على مهرة ولوددت أنه لا يأتي علي يوم إلا عدا علي فيه قرني من المشركين عليه لأمته ان قتلني قتلني وإن قتلته عدا علي مثله ما بقيت
[ 109 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال قال بن المبارك بمثل هذا الإسناد عن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الفتى سمرة لو أخذ من لأمته وشمر من مئزره ففعل ذلك أخذ من لأمته وشمر مئزره
[ 110 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن محمد بن عمرو الأنصاري عن علي بن زيد أن عطية بن أبي عطية أخبره أنه رأى بن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة عليه درع سابغة يجرها في الصف
[ 111 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عبد العزيز بن مروان يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع
[ 112 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن إسماعيل بن عياش قال حدثني سعيد بن عبد الله عن الهيثم بن مالك عن شيخ من الجند وكان شجاعا فلما حضر قال كم من مشهد شهدته وكم من مجمع حضرته ولم أرزق الشهادة لا نامت عيون الجبناء
[ 113 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن بن لهيعة قال حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال أقبلت الروم يوم في جمع كثير من الروم ونصارى العرب عليهم يناق البطريق فقال بعض الناس لبعض إنه قد حضركم جمع عظيم فإن رأيتم أن تتأخروا إلى نواظير الشام بيرين وقديس وتكتبوا إلى أبي بكر فيمدكم فقال هشام بن العاص ان كنتم تعلمون إنما النصر من عند العزيز الحكيم فقاتلوا القوم وإن كنتم تنتظرون نصرا من عند أبي بكر ركبت راحلتي حتى ألحق به فقال بعض القوم ما ترك لكم هشام بن العاص مقالا فقاتلوا قتالا شديدا فقتل من المسلمين بشر كثير وقتل هشام بن العاص وهزم الله الروم وقتل يناق البطريق فمر رجل بهشام بن العاص وهو قتيل فقال رحمك الله هذا الذي كنت تبغي
[ 114 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول مر عمرو بن العاص فطاف بالبيت فرأى حلقة من قريش جلوسا فلما رأوه قالوا أهشام كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص فلما فرغ من طوفه جاء فقام عليهم فقال اني قد علمت أنكم قد قلتم شيئا حين رأيتموني فما قلتم قالوا ذكرناك وهشاما فقلنا أيهما أفضل فقال سأخبركم عن ذلك إنا شهدنا اليرموك فبات وبت في سبيل الله وأسأله إياها فلما أصبحنا رزقها وحرمتها ففي ذلك تبين لكم فضله علي
[ 115 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن أبي عمر مولى بني أمية قال حدثني محمد بن أبي سفيان الجمحي أخي عمرو بن عبد الله بن صفوان قال حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي قال إنا لجلوس في الحجر وناس من قريش إذ قيل قدم الليلة عمر بن العاص من مصر فما أكبر بأن دخل فابتدرناه بأبصارنا فلما طاف دخل الحجر وصلى ركعتين ثم قال كأنكم قد قرضتموني بهنت فقال القوم لم نذكر إلا خيرا ذكرناك وهشاما فقال بعضنا هذا أفضل وقال بعضنا هذا أفضل فقال عمرو سأخبركم عن ذلك إنا أسلمنا فأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصحناه فذكر يوم اليرموك فقال أخذ بعمود الفسطاط حتى اغتسل وتحنط وتكفن ثم أخذ بعمود الفسطاط حتى اغتسلت وتحنطت وتكفنت ثم اعترضنا على الله تبارك وتعالى فقبله فهو خير مني ثلاث مرات قبله فهو خير مني قبله فهو خير مني قال أبو عمر قال عمرو بن شعيب علق عمرو يوم اليرموك سبعين سيفا بعمود فسطاطه قتلوا من بني سهم
[ 116 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن عمر بن سعيد قال حدثني بن سابط أو غيره عن أبي الجهم بن حذيفة العدوي قال انطلقت يوم اليرموك أطلب بن عمي ومعي شنة من ماء واناء فقلت إن كان به رماق سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا أنا به ينشغ فقلت أسقيك فأشار أن نعم فإذا رجل يقول آه فأشار بن عمي أن أنطلق إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص فأتيته فقلت أسقيك فسمع آخر يقول آه فأشار هشام أن أنطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ثم أتيت بن عمي فإذا هو قد مات
[ 117 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن بن لهيعة قال حدثني بكير بن الأشج عن بن عمر قال ترافقت أنا وعبد الله بن مخرمة وسالم مولى أبي حذيفة عام اليمامة فكان الرعي على كل امرئ منا يوما فلما كان يوم تواقعوا كان الرعي علي فأقبلت فوجدت عبد الله بن مخرمة صريعا فوقعت عليه فقال هل أفطر الصائم فقلت لا قال فاجعل لي في هذا المجن ما لعلي أفطر ففعلت ثم رجعت إليه فوجدته قد قضى
[ 118 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن إبراهيم بن حنظلة عن أبيه أن سالم مولى أبي حذيفة قيل له يومئذ في اللوى أي تحفظ به فقال غيره تخشن من نفسك شيئا فتولي اللوى غيرك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا فقطعت يمينه فأخذ اللوى بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللوى وهو يقول { وما محمد إلا رسول } { وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير } فلما صرع قيل لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل قال فما فعل فلان لرجل قد سماه قيل قتل قال فاضجعوني بينهما
[ 119 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن جعفر بن حبان والمبارك عن الحسن في قوله وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير قال جعفر علماء صبر وقال بن المبارك أتقياء صبر
[ 120 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان عن بن سابط أن عائشة احتبست على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حبسك فقالت سمعت قارئا يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه فخرج فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك
[ 121 ] حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن عبيد الله بن الوازع قال سمعت أيوب السختياني يحدث عن بعض بني أنس بن مالك قال عبيد الله أراه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك قال مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط فقلت يا عم ألا ترى ما يلقى المسلمون وأنت ههنا قال فتبسم ثم قال الآن يا بن أخ فلبس سلاحه وركب فرسه حتى أتى الصف فقال أف لهؤلاء وما يصنعون وقال للعدو أف لهؤلاء وما يعبدون خلوا عن سبيله يعني فرسه حتى أصلي بحرها فحمل فقاتل حتى قتل وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما الجزء الثاني بسم الله الرحمن الرحيم عليه توكلت وبه أستعين
[ 122 ] أخبرنا الشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي الصيرفي قراءة عليه ببغداد وأنا حاضر اسمع في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وأربعمائة قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي قال حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار سنة ست عشرة وثلاث مائة بالمصيصة حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن بن عون عن موسى بن أنس قال لما نزلت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله } قال فقعد ثابت بن قيس في بيته وقال لا أراني إلا كنت أرفع الصوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقال رجل من القوم ان شئت علمت لك علمه يا رسول الله فأتاه فوجده منكسر الوجه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقدك وسأل عنك فقال إني كنت ارفع الصوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية وانه من أهل النار فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال قال موسى بن أنس فأتاه المرة الثانية ببشارة عظيمة فقال له إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة
[ 123 ] حدثنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن إسماعيل بن ثابت أن ثابت بن قيس الأنصاري قال يا رسول الله لقد خشيت ان أكون قد هلكت قال ولم قال نهانا الله أن نتحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا الله تبارك وتعالى ان نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة قال بلى يا رسول الله قال فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب
[ 124 ] أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مقسم مولى بن عباس قال بينما أنا جالس في بيت المقدس ومعي رجل إذ أقبل إلينا رجل فقال له صاحبي مرحبا بأبي إسحاق فلما جلس قلت لصاحبي من هذا قال كعب الأحبار فقلنا حدثنا رحمك الله فقال ينتهي الإثم إلى أن يشرك العبد بالله عز وجل وينكح أمه وينتهي البر إلى أن يهراق دم العبد في الله عز وجل والشهداء ثلاثة رجل خرج من بيته يحب الشهادة ويحب الرجعة فيهدي الله عز وجل له سهم غرب فذلك أول قطرة من دمه يغفر الله تبارك وتعالى له كل خطيئة خطئها ويرفع بكل قطرة من دمه درجة حتى تنفى آخر قطرة من دمه ورجل خرج من بيته يحب الشهادة ويحب الرجعة ثم باشر القتال فذاك تمس ركبته ركبة إبراهيم عليه السلام في الرفيع ورجل خرج من بيته يحب الشهادة ولا يحب الرجعة فباشر القتال فذاك كملك شاهر سيفه في الجنة يتبوأ منها حيث يشاء ما سأل أعطي ولمن شفع شفع
[ 125 ] أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن ثابت بن عمارة عن أبي بكر بن إياس عن يوسف بن أبي مريم عن جويرية بن قدامة أنه انطلق هو وكعب حتى دخلا على حبر من الأحبار فقال له كعب ما كنت مفشيا من حديثك فأفشه إلى هذا فقام إلى كسوة في البيت فأخرج كراسة فيها ثلاثة أسطر إذا أول سطر رجل غزا في سبيل الله عز وجل لا يريد أن يقتل ولا يقتل فأصابه سهم فأول قطرة منه كفارة لكل ذنب أذنبه وله بكل قطرة درجات في الجنة وإذا السطر الثاني رجل غزا يريد أن يقتل ولا يقتل فأصابه سهم فأول قطرة من دمه كفارة لكل ذنب أذنبه فله بكل قطرة درجات في الجنة حتى يزاحم بركبته إبراهيم عليه السلام وإذا السطر الثالث رجل غزا في سبيل الله عز وجل يريد أن يقتل ويريد أن يقتل فأصابه سهم فأول قطرة منه كفارة لكل ذنب أذنبه وله بكل قطرة درجات في الجنة ويجيء يوم القيامة شاهرا سيفه يشفع
[ 126 ] أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن بن لهيعة قال حدثني عطاء بن دينار الهذلي عن أبي يزيد الخولاني أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمعت عمر بن الخطاب يخبر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء أربعة مؤمن جيد الإيمان لقي العدو وصدق الله عز وجل حتى قتل فذلك الذي يرفع إليه الناس يوم القيامة أعينهم هكذا ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته قال فما أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل مؤمن جيد الإيمان إذا لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة ورجل أسرف على نفسه فلقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الرابعة
[ 127 ] أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن الأوزاعي حدثنا عثمان بن أبي سودة قال بلغنا في هذه الآية والسابقون والسابقون قال أولهم رواحا إلى المسجد وأولهم خروجا في سبيل الله عز وجل
[ 128 ] أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن إسماعيل بن عياش قال أخبرني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون فسأل عنه فقالوا خرج يتزحزح هاربا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع مثل هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم أولها لقاء الله عز وجل كان أحب إليهم من الشهد والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا والثالثة لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله عز وجل أن يرزقهم والرابعة أن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى قضى الله فيهم ما قضى
[ 129 ] أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قلنا عند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه هنيئا لمن رزقه الله تبارك وتعالى الشهادة فقال وما تعدون الشهادة قالوا الغزو في سبيل الله قال ان ذلك لكثير قالوا فمن الشهيد قال الذي يحتسب نفسه
[ 130 ] أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن مسعر قال أخبرني أبو بكر بن عمرو بن عنبة أنه سمع أبا جحيفة يقول إنا لمتوجهون إلى مهران ومعنا رجل من الأزد يقال له أبو أثابة فجعل يبكي فقلنا أجزع هذا قال لا ولكن تركت أثابة يعني أبيه في الرحل فوددت أنه كان معي فدخلنا الجنة
ساحة النقاش