قدم هذا البحث رؤية جديدة لهندسة الشفاء ويفتح آفاقاً واسعة لطرق جديدة في العلاج وقد يكون هذا العلم والذي أسميته "طبّ المعلومات" وسيلة لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية، وطبعاً تم بناء البحث على ضوء القرآن والسنة المطهرة.... مقدمة عندما تتعدد أساليب العلاج ونجد كل فريق يدافع ويهتم بالنوع الذي تخصص فيه، وبما أن موضوع الشفاء يشغل بال الإنسان منذ القدم، فإن البحث عن أساليب جديدة للشفاء هو الهم الأول للإنسان. ولكن السؤال الذي يطرحه كل منا وبخاصة في هذا العصر: عندما نصاب بمرض ما فإلى أي نوع من أنواع العلاج يجب أن نلجأ؟ وأيها أفضل؟ وبالطبع كل واحد منا يبحث عن أفضل أسلوب للعلاج ولكن وبسبب عدم وجود أساس علمي لكثير من أنواع العلاج يبقى العلاج الطبي بالأدوية الكيميائية هو الأكثر شيوعاً حتى هذه اللحظة. وهذا البحث هو محاولة لتوحيد أساليب العلاج واكتشاف الآلية الهندسية لعملية الشفاء، فعندما نفهم كيف يحدث الشفاء، وعندما نكتشف الخصائص الشفائية في المواد من حولنا فإنه يمكننا اختيار العلاج الأفضل لأمراضنا. سوف نعرض على الإخوة القراء في هذا البحث فكرة جديدة يمكن أن تكون مقدمة لعلم جديد، وكما يُقال "الحاجة أمّ الاختراع" فالسبب الكامن وراء هذا البحث هو حاجتي الماسة لاكتشاف أسباب الشفاء، ولماذا هنالك أمراض كالسرطان والإيدز لا شفاء منها؟ ولماذا نجد أساليب كثيرة ومتنوعة للعلاج مثل العلاج بالأدوية الكيميائية والعلاج بالأعشاب وأسلوب العلاج بالقرآن وأساليب كثيرة مثل العلاج بالموسيقى والعلاج بالصوت والعلاج بالألوان والعلاج بالتأمل والعلاج بالريكي أو اليوغا أو الطاقة.... وغير ذلك كثير. يقول تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]، فمنذ اللحظة الأولى للخلق نظّم الله كل شيء بنظام محدد. فكل ذرة من ذرات الكون لها عمل يجب أن تقوم به، فهذه الذرة مخصصة لتكون جزءاً من نجم، وهذه مخصصة لتؤدي عملها في كوكب، وتلك مهمتها أن تكون جزءاً من تراب الأرض، وتلك الذرة يجب أن تكون جزءاً من خلية في دماغ إنسان... وهكذا كل شيء في الكون له عمل محدد ولم يُخلق عبثاً، يقول تعالى: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) [الرعد: 8]. وبناء على هذه الرؤية فإن الذرة لا يمكن أن تقوم بأي عمل إلا إذا وُضعت فيها المعلومات اللازمة لذلك! وهذه هي فكرة البحث، أن الله تعالى أودع في كل شيء معلومات أو برنامج ليوجه هذا المخلوق ويهديه إلى ما ينبغي عليه القيام به، ولذلك قال تعالى على لسان موسى: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]، وهذا يعني أن الله خلق الأشياء (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) ووضع فيها معلومات لهدايتها (ثُمَّ هَدَى)، ولولا ذلك ما رأينا هذا النظام الكوني البديع. إن المعلومات الموضوعة داخل كل جسيم في الكون، ستقوده ليمارس عمله وفق قوانين محكمة لا يشذّ عنها. فالبذرة التي تُلقى في التراب تحوي برنامجاً من المعلومات مهمته أن يحرك خلايا هذه البذرة لدى نزول الماء عليها لتنقسم وتتكاثر وتنمو وتشكل نباتاً محدداً يعطي ثماراً وأوراقاً وبذوراً جديدة، وهكذا تستمر رحلة الحياة التي قدرها الله على الأرض. والذي يهمّنا هو موضوع المرض والشفاء، كيف يحدث المرض؟ من الذي يقود الفيروس في عمله ليهاجم الخلية ويسخرها ليتكاثر فيها ويسبب المرض للإنسان؟ ومن الذي يقود النظام المناعي للإنسان فيتصدى لهذا الفيروس فيقاومه ويحدث الشفاء؟ وكيف يستطيع الدواء أن يشفي الإنسان؟ كيف يتمكن العسل مثلاً من القضاء على مرض ما، وبنفس الوقت يتمكن دواء آخر من القيام بالمهمة ذاتها، وكيف يمكن أن يؤثر كلمات القرآن على ذلك المرض فتشفيه... ما الذي يحدث داخل الخلايا؟ يعتبر هذا البحث محاولة لاكتشاف أسرار الشفاء ولكن بأسلوب جديد، فالباحثون في علم الأمراض والشفاء يتبعون ذات المنهج ولذلك يحصلون على نفس النتائج، فهم ينتظرون المرض حتى يأتي ثم يبحثون في طريقة لعلاجه، ويعتمدون التجربة، أي يجربون مواد كيميائية مختلفة ويرصدون أثر هذه المواد على المرض، وهذا هو المنهج المتبع حالياً. والفكرة التي خطرت ببالي: لماذا لا نبحث عن جذور المرض؟ إن السؤال الذي يطرحه الأطباء: ما هو الدواء المناسب لهذا المرض. ولكن لماذا لا نطرح السؤال على الشكل التالي: لماذا لا نبحث عن العمليات الهندسية التي تحدث داخل الخلية أثناء المرض وأثناء الشفاء؟ وحتى نتمكن من الإجابة ينبغي أن نبحث عن سبب وجود البكتريا والفيروسات ولماذا تحمل برامج موجهة ضد الخلية الصحيحة؟ أي يجب أن نبحث عن المعلومات الموجودة في هذا الفيروس، ونبحث بالمقابل عن المعلومات التي تحملها الخلية. ثم نقوم بالبحث عن المعلومات المضادة لهذا الفيروس، وندخلها للخلية لتقوم بالقضاء على هذا الفيروس. أو نبحث عن طريقة لإبطال مفعول البرامج التي يحملها الفيروس، بدلاً من التفكير دائماً بالقضاء عليه بشكل كامل. نحن نعلم أن هناك بكتريا تحمل برامج غير معادية للخلايا ولذلك فهي غير ضارة، وهناك بكتريا تحمل برامج نافعة للخلايا ووجودها مفيد للإنسان ولذلك فهي نافعة بل ضرورية، وهناك بكتريا تحمل برامج مدمرة للخلايا ولذلك فهي بكتريا قاتلة، فلماذا؟ حتى نعرف الجواب ينبغي أن نعترف أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الكائنات وهي أساساً جنود مسخرة لضرب المتكبرين، أما المؤمن فقد يبتليه الله بشيء منها لاختبار قوة إيمانه وثقته بخالقه عز وجل. كذلك يجب أن نعترف أن هذه الأحياء الدقيقة هي كائنات عاقلة تفكر ولديها "خطة عمل مسبقة" ولديها معلومات أشبه ببرنامج كمبيوتر. ولذلك فإن الله تعالى أنزل لكل داء دواء إلا الموت. وكما أنه عز وجل قد وضع في داخل البكتريا والفيروسات والطفيليات... برامج ومعلومات سخرها لمهاجمة الخلايا الصحيحة، وضع أيضاً في النباتات والأعشاب والثمار والعسل واللبن والزيت... وضع فيها معلومات مضادة قادرة على إبطال مفعول الفيروسات وتنشيط الخلايا ...إذاً العملية كلها عبارة عن "حرب معلومات". وبما أن العلماء لم يدركوا بعد هذه المعلومات والمعلومات المضادة، فإن الطب التقليدي لا يزال يعتمد على المواد الغذائية والكيميائية والأشعة والجراحة وغير ذلك مما نعرفه من وسائل الطب التقليدي أو الطب البديل. والأسلوب الجديد الذي نطمح لاكتشافه هو "طب المعلومات" أي دراسة المعلومات التي أودعها الله في الفيروسات والكائنات الدقيقة الممرضة، ومن جهة ثانية دراسة المعلومات التي أودعها الله في المواد الغذائية والكيميائية والأعشاب والزيوت وغيرها، وبنفس الوقت دراسة المعلومات التي أودعها الله في خلايا الجسم، واختيار العلاج على هذا الأساس. مثال تطبيقي رقم 1 فيروس الإيدز أعجز الأطباء والعلماء وهو مجرد كائن صغير جداً وضعيف جداً ولكن لديه برنامج قوي جداً. الطريقة التي يعتمدها العلماء منذ ثلاثين عاماً هي ذاتها، يجربون كل الأدوية والمواد المتاحة للقضاء على الفيروس ولكنهم يفشلون في كل محاولة، على الرغم من أنهم صرفوا مليارات الدولارات دون فائدة. الأسلوب الجديد يعتمد على البحث عن البرنامج الذي يحمله هذا الفيروس، مثلاً: لماذا خُصص هذا الفيروس لمهاجمة الشاذين جنسياً والذين يرتكبون الفواحش؟ من هنا ننطلق في البحث عن المعلومات المخزنة في هذا الفيروس وآلية عملها، و"تصنيع" دواء هو عبارة عن معلومات فقط! والمعلومات يمكن أن تكون ذبذبات كهرطيسية محددة تبطل أو تعطل أو "تشوش" المعلومات التي يحملها هذا الفيروس، وبالتالي لا يتمكن من القيام بعمله والتكاثر. أي الهدف يمكن أن يكون اختراع جهاز يبث ترددات كهرطيسية محددة تؤثر على البرامج التي يحملها الفيروس وتشوش عليه فلا يتمكن من أداء مهمته. تماماً مثل محطات التشويش المخصصة للتشويش على الإذاعات أو القنوات الفضائية. وهنا نحن نضع بين أيدي الباحثين طرف الخيط، أي أن يغيروا منهجهم في البحث فيقوموا بالبحث عن البرنامج الذي يحمله الفيروس وبالطبع هو عبارة عن "معلومات" فقط. مثال تطبيقي رقم 2 إن الله تعالى أنزل الدواء لكل الأمراض الموجودة على الأرض (علمه من علمه وجهله من جهله)، وبالتالي فالمعلومات المضادة للأمراض موجودة في الطبيعة من حولنا، ويجب البحث عن المعلومات التي أودعها الله في العسل مثلاً، بعبارة أخرى "تحديد الخارطة المعلوماتية للعسل" أي المعلومات التي تحملها هذه المادة. كذلك البحث في المواد والنباتات والماء والأعشاب والثمار وحتى الأشواك والحشرات ... وكل ما خلق الله من حولنا، فجميع المخلوقات مسخرة لخدمة الإنسان (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. وانظروا معي إلى قوله تعالى (جَمِيعًا مِنْهُ) أي جميع المخلوقات من حولنا حتى التراب مسخر لخدمتنا. ولذلك جعل الشفاء في العسل فقال: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. وسخر كل شيء لخدمتنا مجاناً، فينبغي البحث في النباتات والحشائش والأعشاب والأشجار ... فجميعها محمَّل بمعلومات شفائية قادرة على علاج مرض ما، وبالتالي إذا تمكنّا من معرفة الخارطة المعلوماتية للنبات فإننا نتمكن من استعماله في شفاء المرض المخصص من أجله، فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الشفاء! والله تعالى أودع من كلامه في كل مخلوقاته عندما قال لهم (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل: 40]. تأملوا معي عبارة (كُنْ فَيَكُونُ)، إنها تعني أن الله يخاطب هذه الكائنات الدقيقة ويأمرها بكلمة (كُنْ) فتلتزم الأمر ولا تشذ عنه، ولذلك ينبغي أن ننظر إلى كل شيء من حولنا على أنه كتلة من المعلومات، وقد جاء العصر الذي نبحث فيه عن هذه المعلومات ونستثمرها في شفاء الأمراض بإذن الله تعالى. مثال تطبيقي رقم 3 والسؤال الآن: إذا كان الله تعالى قد أودع في كل شيء معلومة، فماذا عن كتابه القرآن؟ إن القرآن هو كلام الله، وبالتالي كل آية تحوي معلومات عظيمة قادرة على التأثير، والله عز وجل أشار إلى وجود قوة شفائية في آيات كتابه الكريم فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]. وهذا يعني أن القرآن فيه شفاء للناس ويقول أيضاً: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. وهنا نستنتج أن القرآن شفاء للمؤمن، ولكن الملحد الذي يسخر ويستهزئ بكتاب الله، فلا يزيده القرآن إلا شقاء وخسارة. فكما أن آيات القرآن تحوي معلومات شفائية للمؤمن، فإن هذه الآيات أيضاً تحوي معلومات موجهة ضد الملحد، فالقرآن لو نزل على جبل لحطمه وسوَّاه بالأرض، ولذلك نقول إن أفضل طريقة لمواجهة الملحدين هي القرآن، وهناك آيات محددة يمكن أن تؤثر عليهم وتبطل حججهم. يمكن القول هناك طاقة معلومات في آيات القرآن، ففي كل آية هناك لغة خفية لا نراها بأعيننا، ولكن يمكن رؤيتها بقلوبنا إذا ما تدبرنا القرآن حق التدبر، والدليل على وجود هذه اللغة قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن..) فكيف يمكن للجبل أن يفهم اللغة العربية؟ وبما أن الجبل له لغة خاصة يسبح الله بها، إذن أودع الله في القرآن الذي بين أيدينا (هذا القرآن) لغة يمكن للجبل أن يتأثر بها ويتصدع، ولكن الله تعالى لم يجعل للجبال القدرة على فهم هذه اللغة، ولكن اللغة موجودة. نتائج البحث وفوائده يقدم هذا البحث العديد من الفوائد في مجال العلاج كما يلي: - هذا البحث هو خطوة في مجال تحسين أساليب العلاج واكتشاف الآلية الهندسية للشفاء. - يقدم هذا البحث رؤية جديدة للشفاء من خلال الاستغلال الأمثل لجميع أنواع العلاج مثل العلاج بالأدوية الكيميائية والأغذية والأعشاب والأساليب الأخرى مثل العلاج بالصوت والألوان والطاقة وغير ذلك، ودمجها في نوع جديد يمكن أن نسميه طب المعلومات. - وضع الأساس العلمي لكثير من أنواع العلاج مثل العلاج بالقرآن، والعلاج بالتأمل والعلاج بالعبادات والعلاج بالصوت وغير ذلك من أنواع الطب المكمل أو البديل. - إن التفكير بعلاج يعتمد على المعلومات يعتبر أمراً مهماً جداً حيث إن هذا النوع رخيص ولا يكلف شيئاً، وذو فاعلية عالية، وليس له آثار جانبية، وكما غيرت الاتصالات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات وجه العالم، فإن مثل هذه التقنية – فيما لو حدثت- فإنها ستغير نظرتنا إلى علم الشفاء والأمراض، وسوف تساهم في جعل الدواء رخيصاً ومتوفراً لكل البشر. وأخيراً ندعو الله تعالى أن يسخر لخدمة هذا البحث من يحبه ويرضاه، فلا يوجد هدف تجاري أو دنيوي، إنما نبتغي وجه الله تعالى، عسى الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا، إنه سميع قريب مجيب. |
نشرت فى 16 أغسطس 2012
بواسطة tebnabawie
سالم بنموسى
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,214,434