السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم , و الصلاة والسلام على خير خلق الله و على آله وصحبه و من سلك نهجه الى يوم الدين أما بعد :

أيها الأخوة الكرام اعلموا إن بر النجاة للمرضى هو الإقبال على الله سبحانه و تعالى ثم دمج الطب بأنواعه ( البشري و النفسي والشعبي ...) مع الرقية الشرعية فكلاهم علاج .

قد يقول قائل ما دخل الطب بعلاج الأمراض الروحية ؟؟؟؟
فالجواب صحيح أن القران علاج للأمراض الروحية وغيرها, إلا أن المريض لا يستغني عن الطب, فمن الطبيب تصرف المهدئات و المراهم وغيرها التي تعين على العلاج بإذن الله.

فالمرضى ليسوا سواء بل هم على أربعة أصناف:

الأول : من يأخذ بالرقية الشرعية و الطب سويا.

الثاني: من لا يأخذ بالطب و لا بالرقية الشرعية.

الثالث :من يأخذ بالطب و لا يلتفت إلى الرقية الشرعية .

الرابع : من يأخذ بالرقية الشرعية و لا يلتفت إلى الطب .

فالصنف الأول : هم الذين يتعالجون بالرقية الشرعية و الطب بأنواعه ,وهم في الحقيقة خير الأصناف,وهم الصنف المعتدل الذي جمع بين الخيرين, وهم الذين سيتحقق لهم الشفاء بأقرب وقت بإذن الله .

و عكسهم الصنف الثاني الذي ترك الرقية الشرعية و الطب وستسلم للمرض و غالبا ما يقول الله هو الشافي و لا يفعل الأسباب.........
نعم الله هو الشافي و المعافي و لكن أنت مأمور بفعل الأسباب.

و الصنف الثالث : هم الذين لا يتداوون بالرقية الشرعية بل انبهروا بالإعلام وبالغرب وبطبهم الذي هو أصلا من المسلمين أنفسهم .

أو أن الجهلة من الرقاة صوروا لهم الرقية الشرعية بغير صورتها الحقيقية فهم يقولون لا يوجد رقاة شرعيين موثوق بهم ..... مع أنهم كثر والحمد لله فكل مسلم يستطيع أن يكون راقي و ليست الرقية حكرا على أشخاص معينين و لكن لابد من العلم الشرعي والعلم بالرقية الشرعية خصوصا.

و أما الصنف الرابع هم الذين يريدون علاج يقضي على السحر في ثواني أوطريقة علاجيه جديده تقل الجني في لحظه أو خلطات تقتل الجن وهل قتله أمر سهل, ثم إذا كان مسلماً فما حكم قتله, و ما هو المستند في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟

و هذا الصنف منهم من يتبع كل ناعق و يتعلق بالرقاة من دون الله , و منهم من يتعلق بالله و يتابع مع الرقاة ولكن لا يعطي الطب شيئا من وقته .

فالنوع الأول الذين يتبع كل ناعق و يتعلق بالرقاة من دون الله فهؤلاء تأثروا بأمرين الأمر الأول من أنفسهم كالجهل وغيره.
و الأمر الثاني من الرقاة أنفسهم فقد بالغ بعض الرقاة في الأمور المسموح بها و تكلفوا بها و هذا أحد الأسباب التي علقة العوام بهم فكثيرا ما نسمع عن خلطات جديدة أو طرق علاجية جديدة و قد يكون مبتكرها جديد عهد بالرقية الشرعية و وقع بما وقع فيه للأمور منها أنه قد يكون مندفع و محب للخير ولكن عنده حماس زائد.......
أو أنه قلد غيره من الذين توسعوا بهذا المجال بشي من الجهل , فنجد في الساحة بعض الرقاة عندهم طرق جيدة من ابتكارهم و الناس لا تفارقهم و الأموال تأتيهم بشكل خيالي.....

فيقول لماذا لا أبتكر طريقة جديدة؟؟؟؟ ثم يفعل الدعاية ويقول هذه الطريقة تقتل الجن و تفك السحر بمدة قصيرة جدا (شهر أو أسبوع ......)

وهذا الأمر كثيرا ما يحزنني فالمرضى منذ أن يسمعوا عن طريقة فعالة بمدة قصيرة ربما تعلقوا بهذا الراقي من دون الله و تركوا من هو خير منه.

ثم أيضا لماذا يتكلف و يبالغ بعض الرقاة في الأساليب أو الطرق المباحة مع أن الحبيب صلى الله عليه وسلم ما ترك لنا شي إلا بينة فلماذا يأخذون بأمور اجتهادية مع أن فعل النبي صلى الله عليه و سلم واضح و بين فالأمر كما ذكر الإمام مالك كل يؤخذ من قوله و يرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم فليس كل ما يفعله الرقاة يفعل من باب التقليد لهم .

تنبيه: لا أعني بكلامي استخدام الطرق و الأساليب المجربة النافعة التي فعلها علماء الأمة و لكن الحديث عن المبالغة فيها خصوصا أن المعالج كثيرا ما يتعامل مع العوام الذين قد يسيئوا الظن فيه .

و أيضا الحديث عن المبالغة في الأساليب التي لم يفعلها العلماء الراسخون في العلم( مع العلم انهم يؤخذ من قولهم و يرد كما بينا و لكن هذا يترك للعلماء أمثالهم ) بل هي من ابتكار رقاة , صحيح أن الأصل أنه لا بأس بالرقى ما لم تكن شرك و لكن ظهور طرق و برامج جديدة في الساحة من فترة لفترة له أضرار كثيرة منها التشويش على المرضى و جعلهم في حيرة من أمرهم لا يعرفون لمن من الرقاة يذهبون, و من المأكد أنهم سوف يذهبون لما عنده طرق و خلطات يدعي انها تقتل الجني, وهل قتله أمر سهل, ثم إذا كان مسلماً فما حكم قتله, و ما هو المستند في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟

و أما النوع الثاني فهؤلاء فوتوا على نفسهم التداوي المباح الذي قد يكون فيه الشفاء بإذن الله فصرفوا أنفسهم عن التداوي بالطب, للعدة أسباب منها ما يحصل من بعض الرقاة من التدخل بالنواحي الطبية, فبعضهم يصرف مراهم و أعشاب و كأنه حامل شهادة طبيب استشاري منذ سنين .

فقد يشتكي المريض من ألم بعينه فيقول له الراقي ضع عسل بعينك, نعم جرب هذا على بعض المرضى الذين يشتكون من الآم بأعينهم أو جروح بهم و نفع بإذن الله و لكن ما يدريك أن هذه الوصفة تناسب هذا المريض, و أيضا قد يصرف بعض الرقاة أدوية طبية مع العلم أن الوصفات الطبية و غيرها لابد أن يشرف عليها طبيب متخصص حفاظا على سلامة المرضى.

سبحان الله !!!!!!!!!!

كيف أصبح الراقي طبيبا بدون شهادة و لا خبرة عملية بالطب الشعبي أو غيره ؟؟؟؟ فهؤلاء الرقاة لسان حالهم يقول لا حاجة للطب فأنا طبيب و راقي, فينصرف بعض المرضى عن الطب لهذا السبب .

و من خلال التجربة كان عندي مريض مصاب بمرض عضوي و كنت أقول لأهله علاج مريضكم عند الأطباء و لكن لا حياة لمن تنادي كل يوم عند راقي و أما الطبيب فلا يعرفونه .

الخلاصة: أن كل أمر يترك للعارف به, فالراقي عليه أن يرقي ولا يتدخل بالطب كما أن الطبيب يستعين بالراقي و لا يتدخل بالرقية .

فياحبذا لو يطلب الراقي من المريض أن يزور الأطباء و يجري الفحوصات اللازمة مهما كانت الأحوال.
و أيضا يا حبذا لو يطلب الطبيب من المرضى رقية أنفسهم و يوزع عليهم كتيبات بالرقية الشرعية أو يطلب منهم الذهاب للرقاة .

فنحن من هذا الصرح العظيم نتمنى أن يتعاون الأطباء مع الرقاة الشرعيين لتحصل الفائدة العظمى للمجتمعات الإسلامية بإذن الله في مجال التداوي.

فهم بذلك يعلموا العالم بأسرة إعجاز الله سبحانه وتعالى بالقران العظيم الذي هو هدى و رحمة و شفاء وموعظة للمتقين .

ملاحظة: كما عند الرقاة من أخطاء عند الأطباء أخطاء و لكن لم أتعرض لها لأني لست من أهل الدراية بالطب فأترك الحديث لغيري و هو في غاية الأهمية.

و في الختام لكي نبين الصادق من الكاذب و الجاهل من العالم فالرقاة هم أيضا ليسوا سواء بل هم على صنفين:
فئة عالمة صادقة و الأخرى جاهلة وقد تكون كاذبة .
و لكن قبل الحديث عنهم أقول للفئة العالمة الصادقة منهم من حقكم كرقاة شرعيين أن تبينوا للناس جهل هؤلاء, لأنكم انتم وهم بالاسم سواء, و لكن عليكم الالتزام بالأخلاق و الأسس الإسلامية.

و لا حاجة لتسمية البلدان او الأشخاص, فالغاية هي تبيين الحق من الباطل للناس لا التشهير بهم

و ليعلم الراقي انه إذا قدح في بلدان أو في رقاة قد ينصرف عنه المرضى , لما انبهروا به عوام المرضى من قوة و قدرة بعض الرقاة على الجن مع أن الراقي ضعيف لا يقدم و لا يؤخر....

المقدم و المؤخر هو الله سبحانه و تعالى ( فيفوته بذلك أجر هؤلاء المرضى لا أموالهم )

و كذلك قد يكون الراقي لا حق له في التسمية فالرقاة و طلاب العلم لا يتكلمون إلا بالعموم و لا يتكلمون في أعيان فهم ليسوا مفتين و لا قضاة.

فأما كوكب الرقاة فهم ليسوا سواء بل هم على صنفين :

الصنف الأول _ فئة عالمة صادقة:

هم الرقاة الشرعيين,الذين يستخدمون الرقى الشرعية بضوابطها المعروفة و لم يبتدعوا بل هم كما كان النبي صلى الله عليه و سلم و صحبه الكرام رضي الله عنهم أجمعين و على ما كان عليه السلف الصالح فلا تجد عندهم البدع ولا الشرك , بل هم مشفقين على المرضى يرجون الأجر و الثواب من رب الأرباب سبحانه وتعالى .

و سوف نفرد فيهم موضوع بإذن الله .

الصنف الثاني- الفئة الجاهلة:
هؤلاء يقدمون خلطات تقتل الجن في ثواني وتستخرج السحر في دقائق !!!!!! عجباً لعقولهم و عجباً لعقول روادهم
هل يعلم الغيب هؤلاء !!!!! لا و الله لا يعلمه إلا علام الغيوب

قال أخونا الراقي كمال عنهم : ( فلان عنده طريقة علاجيه جديدة تقل الجني في لحظه .. وعنده علاج يقضي على السحر في ثواني )

فكل يوم نسمع عن خلطة و كل يوم نسمع عن طرق و برامج جديدة تباع بالأموال الباهظة لأنها كما قال الأخ كمال تقتل الجن بأسبوع أو لحظة!!!!!

سبحان الله
هل أنت تعلم الغيب !!!!

من أدراك أن الشفاء بأسبوع أو بيوم أو بلحظة هل أنت علام الغيوب , الذي يعلم الغيب هو الله و هذه الأفعال من أفعال المشعوذين و لا ندري كيف دخلت على الرقاة.

كيف تعرف هذا الصنف من الرقاة :

هم من السحرة والمشعوذين.

و أيضا هم الذين يعالجون بالاستعانة بالجن و يحضرون الجن ويصرفونهم فيقرئون آيات للتحضير و آيات للصرف علما أن أغلبهم من الممسوسين أصلا الذين يحتاجون من يقرا عليهم لا أن يقرون على المرضى.

وأيضا هم الذين يعالجون اجتهادا منهم و ليس علاجهم مبنيا على علم أو على تجربة عملية , بل يعالجون بالوهم و يبالغون بأخذ الأموال وهمهم كسب المال و لو بالباطل . ولما عندهم من دعاية و إعلان و تسويق يتبعونهم العوام فتجد عند هذا حوشا وعند الآخر مزرعة و هذا يعالج ببيته و يضعون الوحات الإعلانية على الأبواب و أكثرهم يرقون جماعيا طبعا لأنهم مشغولون و ليس عندهم وقت للمرضى مع أن النبي صلى الله عليه و سلم ذهب مع بعض المرضى ببيوتهم تواضعا منه صلى الله عليه وسلم و لم يجعل مكان مخصص للرقية وأيضا لم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم و لا عن السلف الصالح رحمهم الله هذا الأمر.

و سوف نفرد فيهم موضوع بإذن الله


هذا ما تيسر إعداده
و إن كنت أخطئت في أمر من الأمور فأنا راجع عنه في حياتي و بعد مماتي
وفقني الله و إياكم للعلم النافع و العمل الصالح المقبول بإذن الله

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 943 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,214,439