التعريف:
الأوكالبتوس شجرة دائمة الخضرة ، تنتشر زراعتها في الحدائق والمنتزهات وعلى جوانب الطرق في كثير من مدن العالم ، ومنها المدينة المنورة , وتوجد أنواع برية منها في الغابات المدارية ، وتعرف بأسماء أخرى غير صحيحة في بعض أجزاء الوطن العربي ، فتسمى خطأً شجرة الكينا في بلاد الشام ، وشجرة الكافور في مصر والمملكة العربية السعودية ، وشجرة البان في السودان , وهي من أشجار الزينة والظل ، تمتاز بسرية النمو ، فتحتاج إلى مقادير كبيرة من ماء الري ؛ لارتفاع معدل نتح أوراقها ، كما تمتاز بعدم اقتراب البعوض والبرغش منها نتيجة رائحتها المنفرة لهما , وقد استغل الإنسان هذه الخاصية فتوسع في زراعتها ، خاصة على حواف المستنقعات والبرك ، للمساعدة في تجفيفها ، ولإبعاد البعوض والحشرات الأخرى عن المناطق السكنية في المدن ، وكصادات للرياح حول الحدائق والبساتين .
تعرف شجرة أوكالبتوس بالإنكليزية Eucalyptus وهو أيضًا اسم الجنس العلمي لها , وتعرف أيضاً بشجرة فيكتوريا وتسمانيا ٍٍTree of Victoria" "and Tasmania وهما منطقتان في أستراليا وجزر قريبة منها تنتشر فيهما بشكل كبير وجود الأنواع البرية لأشجار أوكالبتوس.
2- تصنيفها النباتي:-
والاسم العلمي للنبات هوEucalyptus sp. ، ويشمل أنواعًا عديدة , وهي على سبيل المثال لا الحصر :
E.globulus , E.caryophyllus , E.macroryncha , E.eucalypyus, E.calophylla , E.smithii ، وهناك أيضاً النوع E.rostratus ويسمى أيضاً E.kino ويستخرج من أشجاره صمغ أحمر Red gum , وتتبع جميع هذه الأنواع النباتية الفصيلة الآسية Myrtaceae .
3- مناطق زراعته :-
تنتشر زراعة أشجار أوكالبتوس في أستراليا والجزر القريبة منها مثل تاسمانيا , وبدرجة أقل في جنوب أوربا كأسبانيا والبرتغال وإيطاليا وجنوب فرنسا والجزائر , وفي شرق البحر الأبيض المتوسط ( بلاد الشام وهي سورية ولبنان وفلسطين ) وفي المملكة العربية السعودية ومصر وغيرها , وانتقلت زراعتها إلى أوربا عام 1856 ميلادية .
4- وصفه النباتي :-
شجرة أوكالبتوس دائمة الخضرة ، طويلة جداً ، يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار أو أكثر , وتكون أوراقها متقابلة على فروعها الصغيرة ، وتتحول تدريجياً إلى متبادلة , وهي جلدية الملمس ، رمحية الشكل , ويوجد فيها غدد زيتية تخرج منها رائحة كافورية , أزهارها حمراء اللون لاطئة ، تغطيها قبعة تسقط عند تمام نضجها فتظهر الأسدية من داخلها .
5- الأجزاء الطبية للنبات :-
يستخلص من أوراق شجرة أوكالبتوس زيت عطري بواسطة عملية التقطير البخاري ,وهناك نوعان من هذه الأوراق :
.1 توجد على النباتات الصغيرة السن ، وتكون متقابلة في خروجها من فروع الشجرة ، وهي بيضية الشكل عند قاعدتها ولاطئة , ويكون نصل الورقة أقصر طولاً .
.2توجد في الجزء العلوي من الأشجار التي يزيد عمرها عن سنة واحدة , وهي كالسيف المعقوف في شكلها ، وذنيباتها قصيرة ومعقوفة . ويستعمل كلا هذين النوعين من الأوراق طازجاً في عملية التقطير البخاري ؛ لاستخلاص الزيت الطيار الموجود داخل الغدد الزيتية في طبقة النسيج الأوسط Mesophyll وكذلك في النهايات الخضرية الطرفية الصغيرة للشجرة .
6- مكوناته الفعالة :-
تحتوي أوراق هذا النبات على زيت عطري وتانين ومادة مرة المذاق وراتنجات , وتتراوح نسبة الزيت فيها 3-5% ويستخلص من أصناف عديدة لشجرة أوكالبتوس مثلE.smithii ,E.globulus ,E.polybractea ,E.australiana ، ويستعمل الزيت المستخلص من النوع النباتي الأخير في الصيدلية .
ويجمع الزيت خلال الساعة الأولى من عملية التقطير البخاري للأوراق ، ثم تفصل عنه مركبات طيارة غير مستحبة ؛ لكراهة رائحتها ، وتأثيرها على الأغشية المخاطية داخل الأنف ، ويمتاز الزيت المستخلص من أوراق النوع النباتيE.citriodora برائحة تشبه الحمضياتCitrone scented eucalyptus لاحتوائه على نسبة مرتفعة من مركب سترونيلول Citronellol تصل إلى نحو 70% ويستخدم في صناعة العطور , واكتشف العلماء فعالية هذا الزيت المضادة لنشاط الجراثيم لمحتواه من المركب السابق ذكره .
7- صفات زيت أوكالبتوس :-
زيت أوكالبتوس سائل أصفر باهت أو لا لون له , رائحته أروماتية وكافورية ، ومذاقه حار لاذع Pungent ثم يتحول إلى بارد , وله خواص مطهرةAntiseptic , وتشترط الدساتير الصيدلانية الأوربية على احتواء هذا الزيت على نسبة لا تقل عن 70% من سينيول Cineol ، واختفاء مركبات الألدهيدات والفيلاندرين Phellandrene قدر الإمكان , وكلما كانت نسبة سينيول مرتفعة تكون مواصفاته أكثر جودةً لاستخدامه في الطب , لكن يؤدي ارتفاع نسبتي المركبين فلانديرين وببريتون في هذا الزيت إلى جعله أكثر فائدة في الأغراض الصناعية .
8- ﺇستخداماته الطبية :-
1 - علاج التهابات القصبات الهوائية :
يستعمل الزيت الطبي المستخلص من أوراق هذا النبات في علاج التهابات الأنف والحنجرة والقصبات الهوائية ونزلات البرد والتهاب الرئتين ؛ نتيجة احتوائه على مركب سينيول ذو الفعالية المطهرة المبيدة للجراثيم , ويستخدم مركب سينيول النقي في عمل العديد من المستحضرات الدوائية المستعملة كمطهر للمجاري التنفسية ، وفي علاج التهابات الرئتين, ويستعمل البعض أوراق شجرة أوكالبتوس على شكل لفائف كالسجاير تحرق لعلاج الربو القصبي Broncial asthma بالرئتين .
2- علاج آلام المفاصل :
يفيد دهن الجلد بزيت أوكالبتوس مع الفرك والتدليك في التحمير Rubefacient وتنشيط الدورة الدموية ، وبالتالي يخف الشعور بالألم , خاصة آلام المفاصل وألم أسفل الظهر وغيرهما ، وهذا يفيد أيضًا مرضى السكر ، الذين يعانون من اعتلال عصبي خاصةً في أطرافهم السفلية .
-3 قابض للأنسجة:
تحتوي أوراق بعض الأنواع من أشجار أوكالبتوس الموجودة في أستراليا على نسب مرتفعة من التانين ، وخاصةً النوعين النباتيين E.calophylla ,E.kino وهذا يساعد على قبض الأنسجة Astrigent , لذلك فإنهما يستعملان في الطب الشعبي في علاج الإسهال والزحار ( دوسنتطاريا ) بشرب مغلي أوراق النبات أو الحصول على الزيت المستخلص منها , كما يفيد استعمال المستخلص المائي لأوراق هذا النبات في تخفيف حدة الالتهابات في الأغشية المخاطية داخل المعدة والأمعاء , وفي واستراليا يجمع ما يسمى الصمغ الأحمر من النوعين النباتيين E .rostrata ,E .amygdalina الموجودين على شكل غابات كثيفة على شواطئ نهر ميوراي Murry في منطقة جنوب ويلز , والصبغة المستخلصة من أوراق النوع الثاني ذات تأثير قابض للأنسجة مثل المركب الشهير Kino , لكن فعله يكون أبطأ ، ويستمر فترة أطول ، كما أن لحمض إيلاجيك Ellagic acid المأخوذ من عصير أوراق أنواع هذا النبات خواص قابضة للأنسجة ؛ لذلك فإنه يستعمل موضعياً كقاطع للنزيف الدموي Haemostatic عند حدوث قطع أو جرح في الجلد .
-4 محلول مطهر :
ومما يمتاز به الزيت المستخلص من أوراق شجرة أوكالبتوس القدرة على طرد وقتل الجراثيم ، وذلك لاحتوائه على مركب سينيول , لذلك فإن مغلي الأوراق يفيد في غسيل العيون المصابة بالرمد ، ويساعد على تطهير قروح الجلد والجروح ، ويستعمل كمحلول غرغرة للفم في علاج التهابات اللثة والحلق .
-5فوائد طبية أخرى:
يستعمل زيت الأوكالبتوس في الطب البيطري لطرد البلغم , ويخلط مع الماء على شكل مستحلب لطرد البعوض والبرغش , كما يستخدم أيضاً في صناعة بعض أنواع الصابون.
التأثيرات الجانبية للزيت:
يحتوي زيت الأوكالبتوس على نسبة من السموم ، ويموت الإنسان عادةً بعد تناوله جرعة مقدارها 3.5 ملي لتر أو أكثر من هذا الزيت ، وتظهر علامات التسمم على شكل ألم أعلى المعدة ، وغثيان ، وقيء ، وشعور بالدوخة ، وضعف عضلي ، وضيق حدقة بؤبؤ العين Miosis وشعور بالاختناق , وقد يظهر أيضاً زرقة في البشرة Cyanosis نتيجة نقص الأوكسجين في الدم واضطراب في الرؤيا .
استخدامات مركب سينيول :
مركب سينيول Cineole سائل له رائحة كافورية أروماتية ، ولا لون له ، يحضر من زيت أوكالبتوس وزيت كاجوبت Cajuput وزيوت أخرى , ويذوب في الغول 70% بنسبة 1 : 2 , ويخزن في مكان بارد داخل وعاء محكم القفل بعيداً عن الضوء , ومركب سينيول له فعالية واستخدامات زيت أوكالبتوس وشاع استعماله في تحضير بعض المراهم لعلاج الالتهابات الجلدية ، وفي مستحضرات تنظيف الأسنان Dentiferices وتحضيرات دوائية للأنف , لكن محاليله الزيتية لها نشاط مثبط للحركة الهدبية Ciliary movement قد تسبب حدوث التهاب رئوي في الإنسان .
في الطب الشعبي :
يستعمل زيت أوراق شجرة أوكالبتوس في علاج التهابات الأنف والحنجرة والملاريا وغيرها ونزلات البرد نتيجة لتأثيراته المطهرة . وقد يخلط مع زيت الزيتون بنسبة 1:1 ، ويستعمل في علاج ألم المفاصل والروماتزم ، ومرهمًا للحروق .
ويستعمل أحياناً في علاج أمراض الجهاز الهضمي المزمنة ، مثل داء الزحار
( دوسنتاريا ) ، ويفيد شرب مغلي أوراق النبات في علاج ضغط الدم .
ساحة النقاش