منذ أن رأى الناس سحنته العكرة، لم يلاقوا في حياتهم سوى المصائب و البلايا..
بدأ عهده المأفون ، بالمطالبة بتقسيم الرغيف اربعة أرباع،بشر الجميع بالفقر والعَوَزُ
وها هو اليوم يطل علينا من جديد، يقف أمام عصابته ورجال حكمه المشئوم، يشكر كفيله الإماراتي ويقدم له فروض الولاء والطاعة ،يقول بلغة عربية فاحشة : "مش لازم في المناسبه دي يفوتنا ، اني اوجه بالشكر
والتقدير..لدولة الإمارات، بصراحة دولة الإمارات.. مااقتصرش دعمها على تقديم المساعدات وكده ..دا ..تقديم حاجات تانية انا اعرفها كويس"
يعترف الأخرق بأن الإمارات لم تساعد إنقلابه فقط بالمليارات، بل هي شريك أساسي له في التحالف ضد مصر وشعبها ،سعت بكل الطرق القذرة والمشبوهة لإسقاط حكمها المنتخب، وهو ما يعرفه الأخرق "كويس" ويخشى من قوله، بعد ما أعلنته التسريبات!!
يتابع كلامه : "وبقول مرة تانية للمصريين بقى، لازم احنا كمان ..نبقى قادرين على ان احنا نا.....بالإعتماد على أنفسنا يعني ...لازم.. ...هقول كلمة...أأأ ...لازم ..لازم ..احنا ..إن شا الله ما نلكشي.. إن شا الله ما ناكلشي ...ونبقى..ااا ..ونبني بلدنا"
بعيدا عن اللغة العربية التي تلعنه صباح مساء، وعن الجمل الغير مترابطة ، والمفردات التي تحتاج إلى ترجمة،
السيسي يستكمل مشوار حنوه على الشعب المصري ويدعوه للإمتناع عن الأكل والشرب من أجل بناء مصر..
ولا أدري حقيقة هنا أي مصر يقصد؟؟
إذا كان الشعب سيمتنع عن الطعام ويموت من الجوع، ماذا يتبقى لمصر إذن...الشوارع والطرقات؟!!
نميت الشعب بأكمله لنبني كباري وطرق ومباني تعيش فيها الأشباح؟!!
إذا لم تكن البلد يمثلها شعبها ..فماذا تكون؟!
ام انه يقصد مصره هو ..دولته هو ..ومعه رجال عصابته من أشاوس المجلس العسكري ولواءاته..
يعاني السيسي ورجاله من تخمة تملأ الكروش بعد ان أبتلعوا ثلاثين مليار دولار قيمة المساعدات الخليجية للإنقلاب، قبل أن توضع جميعها في حسابات للجيش وألقوا هم "بشوية" ملايين للبنك المركزي "يقفل" بيها ميزانيته، كما فضحتهم التسريبات،
40 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، واثنين مليون مصري يبيتون في المقابر، واثنين مليون طفل شوارع يبحثون عن غذائهم في سلال القمامة، يطالبهم السيسي بالإمتناع عن الطعام ،ليتمكن هو من بناء الدولة التي سيعيش فيها هو وعصابته،
يتنقل سيادته في طائرة مروحية ،ترافقها عدد من الطائرات الحربية للمحافظة على أمنه وسلامته!!
بينما الشعب الذي يلقى الهوان في حافلات مهترئة، وقطارات متهالكة، وسيارات تتلاعب بها طرق خربة،
يطالبه الأخرق بالذهاب إلى عمله سيرا على الأقدام، أو راكبا دراجة يسير بها بين المدن المختلفة، "مش علشانه ..علشان خاطر ماسر !!!!"
الشعب الذي صنفته وحدة الأبحاث التابعة لصحيفة "الإيكونوميست" البريطانية قي عام 2013 عن مكوثه في المستوى الأخير بين دول العالم أجمع في جودة العيش طبقا لثلاثين عاملا لا تستقيم حياة الشعوب بغيرهم ..ومنها الأمن، والصحة والنظافة، والثقافة و البيئة،و التعليم، والبنية التحتية،
يطالبه الأخرق الذي يعيش في قصور بها ما لا يخطر على قلب بشر من المصريين،بأن يتحمل شظف العيش وغلاء الأسعار،والسكن في العشوائيات او في المقابر بين الأموات،
يرضى بالمهانة التي يتجرعها عند سعيه للحصول على رغيف عيش مدعم ببرادة الحديد ونشارة الخشب،
يقابل الذل بابتسامة عند محاولته الحصول على إسطوانة غاز يطهو بها طعامه،
يصبر على الكهرباء المقطوعة ،والمياه الملوثة والشحيحة،و الطعام المسرطن، و الأمن المفقود ،والتفجيرات الشبه يومية، والإعتقالات العشوائية ، واحكام الإعدام بالشكارة ، والتعذيب في اقسام الشرطة والسجون،
ويعيش صابرا راضيا يتقبل الصفعات ويتلقى الركلات وهو يردد بعشق ،انا بحب السيسي ، أنا أنتخبت السيسي، كما ينصحه بذلك الثعبان الأقرع..أقصد المذيع الأقرع!!
يصر السيسي على أن هذا هو خيار الشعب وإرادة الشعب..الشعب الذي خرج على الحاكم المنتخب في الثلاثين من يونيو، ذلك اليوم الذي اعترف سفاح الداخلية المطرود بانه صنيعة جهاز الشرطة ومعه الجيش وأذرعتهم الإعلامية،
ولكن أن يخرج مئات الآلاف من المخدوعين والمغيبين والسفهاء يركب ظهورهم أمناء وضباط الشرطة ورجال الجيش، يطالبون برحيل الديكتاتور "محمد مرسي" وجماعته الإرهابية التي هبطت عليهم من المريخ، ولم يختارها الشعب في خمسة إنتخابات حقيقية..!!
حين يختار المغفلون الخروج على الجماعة التي أخذت الفرصة عاما كاملا ،فلم تحقق لهم رغد العيش ولم تصبح مصر كأوروبا، فقرروا أن يعيدوا عسكرا، ذاقوا الهوان على يديه ستين عاما، كي يخلصهم من تلك الجماعة ..التي أستولت على الرئاسة بآراء الناخبين،وأخذت الديمقراطية سلما للوصول للحكم.
فالقاعدة المصرية تقول : دخول الحمام ليس كالخروج منه..
ومعايشة الإرهاب ليست كالقضاء عليه !!
قد تعيش أزهى عصور الحرية تحت حاكم إرهابي كالرئيس "محمد مرسي" تقوم ب22 مظاهرة مليونية في عام واحد، واربعة آلاف وخمسمائة مظاهرة وإضراب، وتشاركك 34 فضائية وقناة حكومية وعشرات الصحف والمجلات في سبه وشتمه هو وعائلته وجماعته صباح مساء، بينما تنام في بيتك آمنا مطمئنا!!
لكن حينما يرحل ذلك الديكتاتور فلن تأمن على نفسك أن تدخل دورة المياه، بدون خوف من زوار يقتحمون بيتك قبل الفجر، أو إختطافك من مقر عملك أو من داخل عربة قطار..
لن تأمن على فتياتك الحرائر الطاهرات من الإغتصاب في السجون او داخل المدرعات،
أما ابنائك وقرة عينك ..من ذقت المر في في حياتك كي تراهم أطباء أو مهندسين اومحامين أو أساتذة في المدارس والجامعات، فقد تستلم جثة احدهم يوما ما من قسم الشرطة مقطوع لسانه ،مكسورة أضلاعه، مفقوئة عينه، ومعتدى عليه جنسيا،
أنت من اخترت ..يقول لك قائد الإنقلاب،
هذا هو حكم العسكر الذي نادى به المعاتيه والمغفلون، ولهؤلاء جميعا نقول : لا نريد منكم إعتذارا قد فقدتم عقولكم قبل ضمائركم، ولا أمل فيكم ..أنتم أو نخبتكم العفنة من الليبراليين والعلمانيين وسيئي الذكر،
نريد منكم فقط ان تستمعوا لكلام سيدكم الجنرال ،وتمتنعوا عن الطعام والشراب ،
كي يبني الأحرار مصرا جديدة، دولة حرة نظيفة، بعد أن يموت مغفليها وعبيدها من الجوع، وتمتلئ سجونها بضباط القتل والموت والتعذيب، وقبلهم قضاة الظلم والفساد والحكم بعد المكالمة ، ومعهم إعلاميي الجهل والتحريض في المراحيض الفضائية النتنة، وبينهم أباطرة الفساد والسرقة والنهب، يتقدمهم جنرالات الخيانة والتخابر والترامادول،
وإن غدا لناظره قريب.
المصدر: شرين عرفة / نافذة مصر
نشرت فى 12 مارس 2015
بواسطة tarek2011
قصاقيص الصحافة البيضاء
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
33,461
ساحة النقاش