و حتى "توت عنخ آمون" طلع مشوه !!!
نشرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية تقريرا عن تحليل الحمض النووي لـ توت عنخ آمون، والتي أوضحت نتائجه أن الملك كان ابنا لأخ وأخت، ما أدي إلى حدوث تشوها واضح في جسده.
وأظهر التقرير أن الملك كان يعاني تشوها جينيا، يتمثل في نتوء بأسنانه، وانحناءات نسائية في جسده، بالإضافة إلى امتلاكه قدما مسطحة مشوهة، الأمر الذي فسر العلماء من خلاله وجود أعواد القصب معه في التابوت، حيث كان يتوكأ عليها في أثناء سيره.
وأردف التقرير أن التمثال الذهبي،ل"توت عنخ آمون" أشهر ملوك مصر تاريخيا، والذي يزن 110 كيلو جرام،هو لا يجسد صورته الحقيقية على الإطلاق ، حيث كان الملك في الواقع : مشوها .

وهكذا هي مصر بلد العجائب، فمن ملك فرعوني، بجسد شبيه بالنساء، لقائد إنقلابي، يتحدث كالنساء،يرقق صوته، ويسبل عينه، ويحني رأسه، ثم يحكي لنا عن طفولته حينما كان يضربه الأولاد.
و مع كم مفزع من الأخطاء في خطاباته، لغوية وحسابية و منطقية، يظهر لنا حجم التشوه الرهيب في شخصية قائد الإنقلاب.
بينما يواصل سحرة الفرعون ( أو بلفظ آخر: الإعلام )عملهم في صنع تمثال ذهبي لا يعكس ابدا صورته الواقعية، ليأتيه الفسقة الحاليين أحفاد الفسقة السابقين ،فيتبعوه ؛ويصدق فيهم قوله تعالى : فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)(سورة الزخرف).

 ومن "توت عنخ آمون" إلى "جمال عبد الناصر" والذي كتب أغلب معاصريه عن إصابته بمرض "البارنويا" وهو مرض نفسى مزمن، مبنى على أوهام يؤمن بها المريض ، وتشمل جنون الإرتياب حيث يشعر المريض بأن الجميع يحاولون ايذائه والحاق الضرر به، وكذلك جنون العظمة حيث يتصور بأنه يمتلك قدرات خارقة ويستطيع ان يفعل المستحيلات،  
وهو ما كتب عنه السادات في كتابه "البحث عن الذات"، ووصف شكوك "عبد الناصر" المرضية ، وجنونه بمجده الشخصي ومدح الآخرين لذاته المتضخمة.

بينما "السادات" اعترف بنفسه في مذكراته ،بأنه عانى من أزمة عصبية بسبب القبض عليه وسجنه في جريمة اغتيال "أمين عثمان" وإصابته بالإنهيار العصبي في أكثر من موقف وأزمة.
و كثرت الكتابات ممن كانوا حوله عن معاناته من بعض التشوهات النفسية نتيجة ما مر به من مظالم في حياته، كما أكدوا كذلك على إصابته هو أيضا بمرض "جنون العظمة".

ثم يأتي من بعدهم "مبارك" ،والذي أكد كل من عرفه واقترب منه بأن الرجل يعاني من ضعف شديد في قدراته العقلية ، ويمتلك ذكاء محدودا للغاية ، كان هو السبب الأول الذي دفع السادات لإختياره له نائبا ، فقد كان الهدف من ذلك، أولا : كي يكون جنديا مخلصا، لا يعصي له أمرا (وهو ماذكره السادات بالفعل)وثانيا : :كي لا يخطف "مبارك" منه الأضواء ويبقى السبب الأخير والمهم ،وهو: لكي لا يطمع النائب في منصب الرئيس.
واعترف المخلوع في أكثر من مناسبة بأن طموحاته لم تتعدى حلمه بأن يكون سفيرا لمصر في بلد أوروبي.
وتلك الطريقة ،تعد واحدة من أشهر الطرق في العالم لوصول الحكام الأغبياء لكرسي السلطة.
حيث يعمد دوما الطاغية لإختيار من هم أغبى منه وأشد تسفلا ، حتى لا يعلو أحدهم عليه .. لا بعقله ولا بأخلاقه .
وهذا ما كتبه المفكر العربي ( عبد الرحمن الكواكبي ) في كتابه المبدع (طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد) والذي صدر في مطلع القرن الماضي عام 1902 م
حيث قال :" الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه، و كلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش العاملين له، واحتاج إلى مزيد من الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين، وترتيبهم بالطريقة المعكوسة،بحيث يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة"
وبتلك الحكمة الخالدة لفيلسوف العصر "الكواكبي" يمكننا فهم كيف تعاقب كل طغاة مصر وحكامها المستبدين على عرشها.
و موعودة بالطغاة يا بلدي !!!

المصدر: شرين عرفة / كلمتى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2014 بواسطة tarek2011

ساحة النقاش

قصاقيص الصحافة البيضاء

tarek2011
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

33,465