ســـــــــــــــــــــــــناءٌ عربىٌّ مبين
الحلقة الثالثة
ســــــــــــــــناءُ الصوت المبين 1
الصوتُ الفيزيائىُّ (soundthe) هو عبارة عن "طاقةِ حركةٍ" تنتُجُ من مصدر الصوتِ
تؤدى إلى اضطرابٍ حركى فى ذرات مواد الهواء و بالتالى يتغير ضغطُ الهواء المتحرك من مصدر الصوتِ قوة و ضعفا . وهذا الشكل الاضطرابىُّ الحادث لذرات الهواء و قوته و اتساع مسافته هو الذى يحدد الصوت الذى نسمعه . إذن الصوتُ "فيزيائيا" طاقة .
و لابد للصوت من مصدرِ حدوثٍ و ووسطٍ ناقل (و هو الهواء) ثم مستقبِل "مدرِك" للصوت و هو الأذن .
و الصوتُ وسيلةٌ لمعرفة الخصائص الفيزيائية للكثير من الأشياءِ و اللغةُ أصواتٌ فيزيائيةٌ تستخدم كإشاراتٍ للتواصلِ و هى تنتج عن حركات الجهاز الصوتى للكائن الحىِّ والتى ينتقل اثرُها عبر الهواء للأذن كما أشرنا .
*عِلْمُ الأصوات (phonatics):
و هو علمُ الأصواتِ النطقى أو الفسيولوجى أو العضوى : هو العلم الذى يدرس الصوتَ اللغوىَّ و كيفيةَ النطقِ و طبيعةَ المادةِ الصوتية و هو أيضا يدرس جهاز النطقِ و ما يجرى عليه ،عنـــد إحداث الصوتِ ، من حركةِ أعضاءِ النطقِ .
و يتكوّنُ النطقُ من مجموعة أصواتٍ "فونيمات" أو حروفٍ تشتركُ كلُّ اللغاتِ فى الكثير منها و تختلف فى البعض .
و لا يوجد شىءٌ اسمه "علم الأصوات السمعى" ؛ فمن ذكروه عرّفوه بأنه العلمُ الذى يحلل الصوتَ فيزيائيا و يبحث فى فهمِ معانيه و لكنّ الذى يحلل الصوتَ فيزيائيا هو نفسه علم الأصوات النطقى ، والذى يحللُ معناه هو اجتماعى و بالتالى لا شىء اسمه علم الأصوات السمعى .
*علم وظائف الأصوات (phonology):
هو العلم الذى يدرس وظيفة الصوتِ داخلَ الكلامِ و علاقةَ الأصواتِ ببعضها ، و ليس له علاقة بدراسة طبيعة الصوتِ و مخارجه و صفاته . و بالتالى فهو فى العربية ينبع من علمَىِ الصرفِ و الفصاحة .
و الجديرُ بالذكر أن العلماءَ العربَ قد أفاضوا فى تعريف الصوتِ اللغوى و صفاتِه و مخارجه و قد فسروا الحدثَ اللغوى أو الصوتى ، و كيفية حدوث الصوتِ ، و قالوا إنّ مادة الصوت هى الهواء الخارج من الرئتين و انّ الصوت يحدث نتيجة قرعِ الهواء الخارج من الرئتين لمواضع محددة فى أعضاءِ النطق فينتج الصوتُ اللغوى بسبب اعتراضِ الهواء كليا أو جزئيا فى المجرى الصوتى .
و الحقيقة أن الصوتَ طاقةٌ و ليس مادة (بغض النظر عن الأفكار الفيزيائية الحديثة عن التحوُّلِ من المادة الى الطاقة او من الطاقة إلى المادة) و هذه الطاقة هى التى تحملها ذراتُ الهواء الخارج من الرئتين من أعضاء النطق للإذن .و بالتفصيل اكثر فإن ذرات الهواء تحمل هذه الطاقة على صورة طاقة حركة تُغيِّرُ حالةَ تيار الهواء من توجيه او ضعف او قوة اثاء خروجه . و كلُّ تغيّرٍ يؤدى الى صوتٍ معين .
و بصورة أكثر وضوحا و خصوصية للصوت اللغوى : يخرج الهواءُ من الرئتين على القصبة الهوائية "و هى اسطوانية "،ثم يمر فى أعلاها بالحنجرة حيث الوترين الصوتيين اللذَيْنِ بدرجة اهتزازهما يتحدد جهرُ الصوتِ من همسِهِ. و يمر تيارُ الهواء محمّلا بجهر أو بهمس فيحدث الحدث الحركىُّ "فى المخرَج "الميكانيكى" فى المخرج فيتحدد الفونيم .
أعضاءُ النطق :
هى سريعًا 1ـ الرئتان (lungs) 2ـ القصبة الهوائية (Trachea) 3ـ الحنجرة (Larynx)
4ـ الحلْق "البلعوم" (Pharynx) 5ـ اللسان (Tongue) 6ـ الحنك "سقف الفم" (Palate)
والسقفُ يبدأ من الخارج بالاسنان ،فاللثة ، فالحنك الصلب أو وسط الحنك ، فالحنك الرخو
و أخيرا اللهاة .
7ـ تجويف الأنف : و يقوم بدورهِ عندما ينخفض الحنك الرخو ليسمح بمرور الهواء عبر تجويف الأنف. و دورُهُ الصوتى هو إخراج أصوات الميم و النون و الغنة الخاصة بهما .
8ـ الشفاه .
فى الحلقة القادمة بإذن الله سنتناول سناءّ الأصوات العربية من حيث العدد و اختلاف الآراء فى ذلك و الحروف الأخرى المستحسنة و غير المستحسنة فى رأى "سيبويه" .
د.سامى نفادى
ساحة النقاش