هالني ما قاله ضيف على التليفون تم الاتصال به في برنامج حواري وقام بسب المذيع علنا وبدون أى رادع أخلاقي او حتى رادع قانوني.
هذه البرامج التي تدخل كل بيت ويراها الصغار والكبار ويصطدمون بألفاظ بذيئة تسمعها الاسرة لا تسمعها الا في الشارع وللأسف ليس في الشارع العادي وانما في شوارع العشوائيات التي دخلت الفاظها وافلامها بيوتنا.
حتى مخارج الفاظهم و تقليدهم اصبح أيضا لدى أولادنا بأفعال مشينه تعبر عن واقع يعيشونه يريدون ان يعممونه على افساد الجيل القادم وياليت ذلك حتى في السينما التي يقولون عنها انهم يخاطبون فيها الكبار و الذى لا يعلمونه للأسف ان الكبار أيضا افسدوا لهم حياتهم و ادخلوا الإحباط فيها حتى تخيل الناس انه لا توجد دوله ولا يوجد عدل وانما العدل هو العدل الذى يفرضه البلطجي في الحارة و يخلع ملابسه و يمسك بالشومه والخرطوش ويتفوه بألفاظ كانت تمسحها الرقابة أيام ما كان هناك رقابه ليضع العدل والا ضاع الحق مما جعل البلطجة هي السبيل الأوحد لتحقيق العدالة في المجتمع ونسوا ان هناك دوله وان هناك قانون وان هناك شيء أساسي و هو الأدب .
لابد ان يحاسب كل من يخترق بيوتنا بدون اذننا له ويسمعنا أسوأ ما يخرج من فمه لأننا لم نستضيفه في بيوتنا ولا يشرفنا ان نستضيف بذئ الالفاظ ولكننا نرى برنامجا مذاع له من الرقابة نصيب وهذه الرقابة عليها ان تمنع ذلك بعقوبة رادعه تمنع لمن تسول له نفسه السباب علنا و سماعنا الفاظا لا تخدش الحياء فقط وانما تعطى انطباعا ان الحياه أصبحت قاتمة لا يصلح معها الا السباب و لا سبيل للاتصال الا بالتهديد للسيطرة والا فلا يكون هناك حوار.
هذا السباب وفرض القوة بدون اتصال يحترم الطرفين أفسد بين الناس اتصالاتهم وأصبحنا في وحده نفسيه لان الاصطدام أصبح هو النهاية المحتومة لأي حوار حتى وان اتبعنا أساليب الاتصال التي تعلمناها الا ان الطرف الاخر لا يؤمن الا بطريقه البلطجي التي تفسد أى حوار وتنتهي الأمور الى براكين هائلة خامده تنتظر الانفجار.
ونظرا لان الناس لم يعد هناك اتصال بينهم لسيطرة عنصر قوى بغير حق ينعزلون ويبتعدون عن الناس ويصنفون الناس الى صالح وفاسد بناء على فعل واحد دون انتظار التحقق من شخصيته وهذا خطأ التعميم ليتحول الادراك تجاههم الى الفاسد والصالح وفى كلاهما تعميم خاطئ.
اننا نتعلم من وسائل الاعلام ما نفسد به مجتمعاتنا فاتقوا الله يا من تراقبون هذه المهازل وتصمتون عنها حتى تمنعوا عنا ما نصطدم به يوميا من انهيار أخلاقي لا نستطيع معه ان نبني جدران تحمينا منه .
