مصدر الشرور والآثام وكل باطل يبنى عليه .. ينم عن فهم ضال و مغلوط للحياة و مخالف لما يبحث عنه الانسان في حياته من بحث مستمر لا يتوقف عن الحقيقة متى كانت و أينما كانت والكاذب يظل في دوامة كذبه و تضليله مادام لم يكتب له التوبة عن كذبه حتى يجد نفسه عند الحقيقة الكبرى الذى ينتهى عندها اسمه منفردا ليسبقه طلب الرحمة عليه دون سابق انذار او تحذير.
يتحلى الكاذب بثقه يحتال بها على الاخرين قادر فيها على ان يسيطر و يفرض واقعا يخطف الأنظار حتى لا يشك في حديثه أحدا و يسكن في درجات الحديث مرتبه اعلى من الهدوء والتعالي يقتنع فيها الطرف الاخر بحديثه وسحره و يتخذ قرارات تصب في ميزان خسارته فقد تم تضليله بحنكه و مهنيه و سرعه خاطفه.
الكاذب ضعيف بإجماع الناس فلولا ان كان ضعيفا ما كذب و لو كان قويا لواجه الحياه بالصدق حتى و ان كان غير واثقا من نفسه .
للأسف ترى كثيرا من الصادقين تنتابهم مشاعر سلبية تهتز معها ثقتهم في انفسهم و تهتز تبعا لذلك ثقة الآخرين فيهم مع انها صادقه وذلك لأنهم لا يريدون بصدقهم ظلم أحد او انهم يريدون ان يتحرون الصدق الى اقصى مداه .
و ترى الكاذب الذى يصل بثقته بنفسه الى ايهام الناس بصدق كذبه حتى يشكك الاخرين في الحقائق فيثقون فيه للأسف مع انه قد اضلهم سواء السبيل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة ؟ قال: الرجل السفيه في أمر العامة"
يبدوا اننا في هذا الزمان بكل ما ذكر الذى يوكل فيه الأمر الى غير أهله و توكل الأمانات الى غير حفيظ عليها و نرى من يتولى الأمر لا يصلح و من يصلح تجده لا يتولاه ومن تتوقع فيه الصدق تكتشف كذبه و من تتوقع كذبه تجده صادقا .. الأمور قد اختلطت على الناس من أفعال الناس المضللة بالتحايل والخديعة حتى عاملنا الناس بالأسلوب الذى لا يستحقونه و أضاع الحقوق بين باحث و محتفظ بها لا يتنازل عنها .
هناك يوم ترد فيه المظالم سيكون فيه الشهود عدل و تعرض فيه الأعمال على الخلائق و على الله ..الحق .. ينادى فيه المنادى " اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ".
