" اختلاف الأجيال "
لاشك ان هناك فرق بين تفكير الاباء والابناء لاختلاف طبيعة الاجيال و اختلاف طريقه التعامل مع مشكلات الحياه نظرا لوجود خبرات لا يمكن تجاهلها مرت بالاباء ولم يمر بها ابنائهم وهذا ما يشكل وجهات نظر متعارضه.
قد يتغلب على الابناء شعور الاغتراب الذى يشكل ضغوطا غير مبرره و ضيق تجاه الوالدين و اعتبار ان تعليمات الاهل هى قيودا لا بد من التحرر منها عاجلا ام آجلا للوصول الى الحريه التى لا يعلم ما هى محدداتها الا هم و بالكيفية التى يرونها ولديهم من المبررات الكثيره مثل ان الزمان قد تغير او ان الاباء يتعسفون فى استغلال الحقوق او ان مخاوفهم هذه لم تعد موجوده الان و انهم " دقه قديمه " لابد من تحديثها و تقليل الجمود المسيطر .
وقد يتغلب على الاباء شعور الندم على ما قدموه تجاه الابناء من الحريات التى جعلتهم لا ينتبهون الى اهلهم و انهم رفضوا البقاء فى حظيرة القيم و انما يخرجون منها شيئا فشيئا مما يشكل مخاوف كثيره عن شكل المستقبل معهم و هل مع كبر السن و الوهن هل سيجدون فى ابنائهم حسن توقعاتهم ام ان النتيجه ستكون خسارة .. خسارة العمر و خسارة الأبناء الذين لم يستطيعوا التفاهم ولا التواصل معهم و انتهى الأمر ولم هناك حيله لرجوع الزمان مرة اخرى يمكن من خلاله اعادة ما كان .
ان العلاقه بين الاباء والابناء من شد و جذب على طرفى نقيض .. حرية يراها الاباء من جهه هى الخروج عن الطاعه التى تربوا عليها و عن طرق مرسومة مقدما لمستقبلهم الذى يحقق امنياتهم وتشبع رغباتهم و قيودا من جهه اخرى فى نظر ابنائهم لابد ان تنكسر و غيوما لابد ان تنجلى لتحقيق امالهم واحلامهم و هى فى نظرهم عوائق لابد ان يتغلبوا عليها لاثبات ذاتهم الوليدة.
ويبقى لنا الحكم على الامور هل نتفق مع الجيل السابق و نختلف مع الجيل الحالى و نقبل ما يفعلون ؟ ام نتفق مع الجيل الحالى و نختلف مع الجيل السابق و نمنع السيطرة و نترك لهم حرياتهم الغير محدودة ونقوم بالغاء كل الخبرات السابقه وحينها سيبدأ الابناء من حيث بدأ الاباء وينتهوا الى حيث انتهوا ولا جديد .. ام يبدأون من حيث انتهى الاباء حتى تكتب لهم نهايه جديده و مستقبل افضل ؟
