إهمال الباحثين إجراء دراسة استطلاعية لمشكلاتهم البحثية
أولا: مقدمة
1- من الأمور الملاحظة عند فحص خطط الباحثين المتقدمين للتسجيل لدرجتى الماجستير والدكتوراة، إهمالهم إجراء دراسة استطلاعية أو دراسة تقدير موقف قبل الشروع في التعامل مع مشكلات البحوث التي اختاروها للدراسة، وعدم إدراكهم لأهمية وفوائد هذه الدراسة.
2- تصنف البحوث الاجتماعية في ثلاثة أنواع رئيسية هي البحوث الاستطلاعية والبحوث الوصفية والبحوث التشخيصية أو التفسيرية.
3- تعمل الدراسات الاستطلاعية على مشكلة بحث غير محددة المعالم، في حين تعمل الدراسات الوصفية على جمع بيانات عن ظاهرة تغلب عليها سمة التحديد بالمقارنة مع الدراسات الاستطلاعية، أما الدارسات التشخيصية فهي تعمل على جمع بيانات عن ظاهرة محددة تحديداً دقيقاً بالمقارنة مع الدراسات الاستطلاعية والوصفية.
4- تستخدم البحوث الاستطلاعية في المراحل الأولى للبحث في التخصصات المختلفة وتمثل اللبنة الأولى للدراسة الميدانية كما تعتبر من الدراسات الهامة لتمهيدها للبحث العلمي و تعريفها للظروف التي سيتم فيها.
5- تسمى الدراسات الاستطلاعية بالدراسات الكشفية أو التمهيدية أو الصياغية. وتعتبر أول خطوة في سلسلة البحث الاجتماعي، ويتوقف العمل في مراحل البحث الأخرى التي تلي الدراسة الاستطلاعية على البداية الصحيحة و الملائمة التي تخطوها هذه الدراسة.
6- يكمن التركيز الأساسي لمثل هذه الدراسات على اكتشاف الأفكار الجديدة والاستبصارات المتباينة التي تساعد على فهم المشكلة المدروسة في البحث.
7- يلجأ الباحث إلى الدراسة الاستطلاعية عندما تكون هناك ندرة في الموضوع الذى ينوى دراسته وليست لديه من المعلومات والبيانات ما يؤهله لإجراء دراسة وصفية، ولهذا تفيده الدراسة الاستطلاعية في زيادة معرفته وألفته بموضوع البحث حتى يتسنى له دراسته بصورة أعمق فيما بعد.
ثانيا: أهداف الدراسة الاستطلاعية
1- بالنسبة للموضوعات التي تطرق لأول مرة:
أ- إحصاء المشكلات التي قد ينظر إليها المشتغلون بأحد الميادين الاجتماعية باعتبارها مشكلات ملحة تحتاج إلى بحث فورى.
ب- تحديدالأولويات من الموضوعات التي تحتاج إلى بحوث مستقبلية.
ج- جمع معلومات تتعلق بالامكانيات الفعلية اللازمة لإجراء بحوث على مواقف الحياة الواقعية.
2- بالنسبة للمشكلة التي اختارها الباحث للدراسة:
أ- استطلاع الظروف المحيطة بالمشكلة التي يزمع الباحث دراستها.
ب- إيجاد مرتكز وقدر من المعرفة تمكن الباحث من التعرف من خلالها على الجوانب المختلفة لموضوع البحث الأساسي، وخاصة بعد الاطلاع على جهود الباحثين السابقين، والوقوف على الجوانب النظرية والمنهجية والمفاهيم والفروض المتضمنة في الدراسات السابقة. والمقصود هنا بالفروض أنها تعمل على بلورة فروض دون محاولة اختبار هذه الفروض أو حتى التدليل على صحتها، بحيث يسمح كل ذلك للباحث ببلورة موضوع البحث وصياغته بصورة محكمة لدراسته فيما بعد بصورة أعمق.
ج- تحديد جوانب القصور في إجراءات تطبيق منهج وأدوات جمع بيانات البحث بحيث يمكن تعديل تعليماتها في ضوء ما تسفر عليه الدراسة الاستطلاعية.
د- تدريب الباحث على تطبيق الاختبارات والبرامج التي ينوى استخدامها في الدراسة التي يزمع القيام بها، بحيث يتمكن من تطبيقها بمهارة أكبر على مجموعات الدراسة الأساسية، وكذلك تعريفه ببعض النقاط الهامة التي قد يلاحظها عند تطبيقه للبرامج على العينات الاستطلاعية، وأخذها في الاعتبار عند القيام بالدراسة الأساسية، وكذلك التأكد من مدى صلاحية هذه البرامج للتطبيق.
هـ - التعرف على الصعوبات التي يمكن أن تواجه الباحث في الدراسة المستقبلية وكيفية حلها.
و- تقدير ما يمكن أن تستغرقه الدراسة الميدانية من وقت.
ثالثا: سمات الدراسة الاستطلاعية
1- أنها أقل دقة وأكثر مرونة في التصميم لأن الباحث تغيب عنه الكثير من معالم البحث.
2- لا تحتوى على فروض، وإنما على مجرد تساؤلات غير فرضية يمكن اختبارها في دراسات وصفية أو تشخيصية لاحقة.
رابعا: مصادر جمع البيانات في الدراسة الاستطلاعية
1- تراث العلم الاجتماعى ممثلا في الدراسات التي تناولت بعض الجوانب القريبة من موضوع البحث الموجودة في الكتب والرسائل العلمية المطبوعة وغير المطبوعة والنشرات والدوريات العلمية وحتى الجرائد اليومية والصحف السيارة. ويفيد استعراض الباحث هذا التراث في النواحى الآتية:
أ- الكشف عن النتائج التي توصل إليها الباحثون السابقون وكيفية معالجتهم للمشكلة التي ينوى الباحث دراستها.
ب- الوقوف على المنهج أو الطريقة التي يمكن بها معالجة مواقف المشكلة، وأساليب التغلب على الصعوبات المماثلة.
ج- الوقوف على مصادر البيانات التي لم يكن يعلم عنها شيئا.
د- يساعد الباحث على تكوين نظرة تاريخية عن المشكلة.
هـ - إمداد الباحث بأفكار جديدة ومداخل لم يسبق له العلم بها.
و- يمكن الباحث من تقويم جهوده في البحث بالمقارنة بينها وبين الجهود المماثلة الأخرى ذات الصلة.
2- يختار الباحث عينة من ذوى الخبرة العلمية والعملية والمهتمين بالموضوع، ويكونون عادة من أهل المشورة و الرأي، ممن تتوافر فيهم الشروط الآتية:
أ- أن يكونوا من المهتمين بالفروع والتخصصات ذات الصلة بموضوع بحثه، وأمضوا وقتا طويلا في مجال خدمة البحث.
ب- أن يكونوا من ذوي السمعة الحسنة والفكر السديد.
3- يختار الباحث بعض الحالات التي يطلق عليها علميا " الحالات المثيرة للاستبصار": ويقصد بها الحالات التي تزود الباحث باستبصارات جديدة في الموضوع الذى يرغب في دراسته. يقوم الباحث بتوجيه بعض الأسئلة إليهم في النواحى التي يريد معرفة المزيد عنها، ويدخل في هذه الحالات الأشخاص الذين يزورون مجتمع البحث للمرة الأولى في حياتهم لأنهم أكثر حساسية بخصائص المجتمع الجديد من الذين ولدوا فيه. كما يدخل في هذه الحالات أيضا الأفراد الهامشيون الذين يعيشون على هامش ثقافتين، والأفراد الذين يشغلون مراكز اجتماعية مختلفة، وينظرون إلى الأمور من زاوية مراكزهم، وكذلك الحالات المرضية، والحالات التي تعيش حالة انتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، وهكذا.
انظر:
1- عبد الباسط محمد حسن (1966)، أصول البحث الاجتماعى، لجنة البيان العربى، القاهرة، ص204-216
2- على عبد الرازق جلبى، (1999) تصميم البحث الاجتماعى، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية. ص 150-180
3- أنواع الأبحاث أو الدراسات | العلوم الاجتماعية hamdisocio. blogspot. com/…/blog-post_46
4- الدراسات الاستطلاعيه والإستكشافية www. arabicstat.com/board/showthread. php?t=66
5- الدراسة الاستطلاعية etudiantdz. net/vb/t41152. html
6- بحث كامل حول الدراسة الاستطلاعية www. djelfa. info
ساحة النقاش