المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية لتحقيق جودة التعليم العام

مقدمة:

نعيش الآن عصر المعلومات، حيث الانفجار المعرفى، والتدفق المعلوماتى، وأصبحت المعلومات الآن يتزاحم عليها المثقفون وغيرهم من أصحاب المهن الأخرى؛ للتعرف على الجديد فى مجالات اهتمامات كل منهم، كما توجد طرق سريعة لنقل المعلومات (Super High Way Information) من مكان إلى آخر، كما أن ظهور شبكة المعلومات الدولية(World Wide Web) المعروفة بالإنترنت، و توظيفها فى كافة مناحى الحياة، يبين أهمية المعلومات كسلعة تباع و تشترى و يتم نقلها من مكان إلى آخر للاستفادة منها.

ولقد أدى التقدم التكنولوجى إلى ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم غير المباشر، تعتمد على توظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلم المطلوب، منها استخدام الكمبيوتر ومستحدثاته، والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، وشبكة المعلومات الدولية، بغرض إتاحة التعلم على مدار اليوم والليلة لمن يريده  وفى المكان الذى يناسبه، بواسطة أساليب وطرق متنوعة تدعمها تكنولوجيا الوسائل المتعددة بمكوناتها المختلفة، لتقدم المحتوى التعليمى من خلال تركيبة من لغة مكتوبة ومنطوقة، وعناصر مرئية ثابتة ومتحركة، وتأثيرات وخلفيات متنوعة سمعية وبصرية، يتم عرضها للمتعلم من خلال الكمبيوتر، مما يجعل التعلم شيق وممتع، ويتحقق بأعلى كفاءة، وبأقل مجهود، وفى أقل وقت، مما يحقق إلى جودة التعليم.

إن توظيف المستحدثات التكنولوجية التى أفرزها التزاوج الحادث بين مجالى تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا التعليم فى العملية التعليمية، أصبح ضرورة ملحة تفرض على النظم التعليمية إحداث نقلة نوعية فى الأهداف التى تسعى إلى تحقيقها، ليكون التركيز على إكساب المتعلمين، مجموعة من المهارات التى تتطلبها الحياة فى عصر المعلومات، ومنها مهارات التعـلم الذاتى (  Self-Learning Skills)، ومهارات المعلوماتية (Informatics) وما تتضمنه من مهارات التعامل مع المستحدثات التكنولوجية، ومهارات إدارة الذات، بدلا من التركيز على إكسابهم المعلومات ( نجاح النعيمى،2001).

كما توجد مجموعة من المتطلبات والحاجات التي فرضها علينا العصر الحالي، والتي تجعل التعلم الإلكترونى(E-Learning)- كأحد المستحدثات التكنولوجية- الخيار الاستراتيجي الذي لا بديل عنه، ومن هذه الحاجات:الحاجة إلي التعليم المستمر، والحاجة إلي التعليم المرن، والحاجة إلي التواصل والانفتاح علي الآخرين، بالإضافة إلي التوجه الحالي لجعل التعليم:غير مرتبط بالمكان  والزمان، تعلم مدي الحياة، تعلم مبني علي الحاجة الحالية، تعلم ذاتي، تعلم فعال. ويقول البروفيسور لاري  كيوبان من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا: " إن التقنيات الجديدة لا تغير المدارس، بل يجب أن تتغير المدارس لكي تتمكن من استخدام التقنيات الجديدة بصورة فعالة".

إن التحدي الكبير الذي يواجه مدارسنا اليوم، هو كيف تتغير المدارس لتواجه متطلبات المستقبل، بما في ذلك توظيف التقنيات المختلفة توظيفاً فعالاً، وتحتل موقعاً فيما يسمى " الطريق السريع للمعلومات"،  وعموماً فان مدارس التعليم العام لكى تكون مهيأة لتوظيف المستحدثات التكنولوجية بفعالية، يجب أن يتوفر فيها بنية تحتية جيدة، ونظام تعليمى مرن، وإدارة فعالة.

وهذا ما دفع الباحث إلى كتابة هذه الورقة لعلها تفيد فى محاولتها الإجابة عن الأسئلة التالية:

1- ما تكنولوجيا التعلم الإلكترونى؟

2- ما المقصود بجودة التعليم العام؟ وكيف يتم تحقيقها؟.

3- لماذا تكون تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية فى التعليم العام؟

4- ما متطلبات توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى فى التعليم العام ؟

5- ما التحديات التى تواجه توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى فى التعليم العام ؟

ويتم الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال العرض الآتى.

1- تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ( E-Learning Technology ):

تهتم تكنولوجيا التعليم بتصميم المواقف التعليمية وبيئات التعلم بجميع مكوناتها، وتطويرها وإدارتها بما يحقق الأهداف المحددة بأعلى كفاءة وفى أقل وقت وبأقل مجهود. وتكنولوجيا التعليم عملية متشابكة ومتداخلة تشمل الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيم الذي نستخدمه لتحليل المشكلات، وبناء حلول لها، وتنفيذها وتقييمها، وتنظيم إدارة هذه الحلول، بحيث يتم ذلك في مواقف يكون التعلم هادفاً نتحكم فيه، وحلول المشكلات في تكنولوجيا التعليم تأخذ شكل مكونات نظام التعليم التي يتم بناء إطارها سلفاً من حيث التصميم أو الاختيار أو الاستخدام، ويتم تجميعها في شكل أنظمة تعليمية كاملة، وتحدد هذه المكونات والأشخاص والمواد والأدوات والأساليب والتجهيزات.أما العمليات الخاصة بتحليل المشكلات وبناء الحلول لها ثم تنفيذها وتقييمها فتُعرف بوظائف تطوير التعليم الخاصة بعمليات البحث والنظرية والتصميم والإنتاج والتقييم والاختيار والاستخدام ، أما العمليات الخاصة بالإدارة أو التنسيق بين واحدة أو أكثر من هذه الوظائف فتُعرف بوظائف الإدارة التعليمية الخاصة بإدارة التنظيمات وإدارة الأفراد (فريق عمل جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا الخاص بالتعريف والمصطلحات ،1985، ص121 ).

ويشير محمد خميس(2003- ب، ص13) إلى أن تكنولوجيا التعليم هى ذلك البناء المعرفى المنظم من البحوث والنظريات والممارسات الخاصة بعمليات التعليم ومصادر التعلم، وتطبيقها فى مجال التعلم الإنسانى، وتوظيف كفء لعناصر بشرية أو غير بشرية، لتحليل النظام والعملية التعليمية ودراسة مشكلاتها، وتصميم العمليات والمصادر المناسبة كحلول عملية لهذه المشكلات، وتطويرها (إنتاج وتقويم)، واستخدامها أو إدارتها، وتقويمها، لتحسين كفاءة التعليم وفعاليته وتحقيق التعلم.

إن التطور والتقدم الحادث فى مجال تكنولوجيا التعليم أدى إلى ظهور كثير من المستحدثات التكنولوجية أصبح توظيفها فى العملية التعليمية ضرورة ملحة، للاستفادة منها في رفع كفاءة العملية التعليمية، ومن بين تلك المستحدثات التعلم الإلكترونى (Electronic Learning) وقد ظهر في منتصف التسعينيات،وأصبح يختصر.مصطلحه إلى (Learning–E)، ونتيجة للانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية، تمكنت الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى من إطلاق برامجها التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت. ويشير التعلم الإلكترونى إلى أن عملية التعلم و تلقي المعلومات تتم عن طريق استخدام أجهزة إلكترونية، ومستحدثات تكنولوجيا الوسائط المتعددة بمعزل عن ظرفي الزمان والمكان، حيث يتم الاتصال بين الدارسين والمعلمين عبر وسائل اتصال عديدة، وتلعب تكنولوجيا الاتصال دوراً كبيراً فيها، وتتم عملية التعليم وفقاً لظروف المتعلم واستعداداته وقدراته، وتقع مسئولية التعلم بصفة أساسية على عاتقه.

ولما تعددت تعريفات التعلم الإلكترونى فى أدبيات تكنولوجيا التعليم والدراسات السابقة( حلمي عمار وعبد الباقي أبو زيد،2001؛  و عبد لله الموسي،2002؛  و تحسين حسن،2003؛  وهيفاء المبيريك،2002؛  وفارس الراشد،2003؛ ومحمد الحيلة،2004، ص 418؛Broadbent,2002; Khan&Morrison,2003; Cairo IT,2004,p.2 )، ومن خلال اطلاع الباحث عليها ودراستها، اختار منها مجموعة متمايزة، لعرضها فى هذه الورقة، ومن تعريفات التعلم الإلكترونى ما يلى:

·        نوع من التعليم الذي يتم كل إجراءات الموقف التعليمي فيه من خلال الإنترنت بحيث يكون المتعلم نشطاً وإيجابياً وفعالاً.

·   تعليم قائم علي شبكة الإنترنت، وفيه تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم موقع خاص به مواد أو برامج معينة لها، ويتعلم المتعلم فيه عن طريق الكمبيوتر و يمكنه الحصول علي التغذية الراجعة.

·   تعليم يعتمد علي استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين، وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية بما فيها.

·   عملية منظمة من التخطيط والتصميم والتطوير والتقييم والتطبيق لابتكار بيئة تعلم عبر شبكة المعلومات الدولية بحيث يكون التعليم مبني بشكل نشط وفعال.

·   مجال للتعليم والتدريب والحصول على المعلومات المنظمة التى يتم نقلها بالكمبيوتر، سواء عبر الإنترنت أو الإنترانت أو وسائط التخزين الأخرى للمعلومات.

·   عملية تعليم أو تلقي المعلومات عن طريق استخدام تكنولوجيا الوسائل المتعددة بمعزل عن ظروف الزمان والمكان، حيث تتم طريقة التعليم باستخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كانت من بعد أو في قاعة الدراسة، كما تتيح الاتصال بين المتعلمين والأساتذة عبر وسائل عديدة قد تكون الإنترنت أو الإنترانت أو الإكسترانت أو التليفزيون التفاعلي. وذلك لتحقيق الأهداف بأعلى كفاءة، وفى أقل وقت، وبأقل جهد.

·    طريقة  للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من كمبيوتر وشبكاته و وسائل متعددة من صوت وصورة ورسومات واليات بحث ومكتبات إلكترونية و بوابات إنترنت لتوسيع مفهوم عملية التعليم والتعلم لتتجاوز حدود جدران قاعات الدروس  التقليدية، لتوصيل المعلومات للمتعلم فىأقصر وقت وبأقل جهد ولتحقيق أكبر فائدة .

·   نوع من التعليم يخلق فرصًا جديدة للتعليم مدى الحياة فى أى وقت وفى أى مكان وهذا يمثل مرونة فى العملية التعليمية بما يجعلها أكثر فعالية وسرعة للتكيف مع احتياجات و متطلبات العصر .

مما سبق يمكن تعريف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى على أنها توظيف الكمبيوتر ومستحدثاته، وتكنولوجيا الوسائل المتعددة، وتكنولوجيا الاتصال ومستحدثاتها، وشبكات المعلومات، كلياً أو جزئياً فى العملية التعليمية؛ لتحقيق أهدافها المنشودة بجودة عالية.

2- جودة التعليم ( Instruction Quality ) و كيفية تحقيقها فى التعليم العام:

يشير مفهوم الجودة (Quality) بشكل عام إلى ثقافة التعامل مع المؤسسات التطبيقية ليس فقط لضمان جودة المخرجات بل أيضاً لضمان جودة كافة عناصر المدخلات، لتحقيق الأهداف المحددة بأعلى كفاءة ممكنة، ويرى محمود شوق ( 2005، ص152) أن الجودة تعنى الوصول إلى الكفاءة القصوى فى تحقيق الأهداف، بينما يشير محمد نصر( 2005، ص22) إلى أن الجودة الشاملة للتعليم يقصد بها الحصول على منتج تعليمى جيد بالمؤسسات التربوية والتعليمية يتمثل فى خريجيها، بالإضافة إلى إسهامها فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وذلك من خلال تحسين مدخلات كل مؤسسة من تلك المؤسسات.ولهذا فجودة التعليم (Instruction Quality) مفهوم متعدد يشمل جميع عناصر العملية التعليمية ووظائفها من أجل تعلم ذات كفاءة عالية فى تحقيق الأهداف المحددة مسبقاً، ويمكن الحكم على ذلك من خلال التقويم الذاتى داخل المؤسسة، والخارجى من خبراء متخصصين وسوق العمل( أحمد منصور،1999، ص10).

وحيث إن مدخلات منظومة العملية التعليمية متعددة، فتشمل الأنشطة والمبانى والمرافق والأثاثات والأجهزة والأدوات والمعدات وبيئات التعلم ووسائل التعليم والأهداف والخطط الدراسية والمناهج والمتعلمين أنفسهم والبرامج التعليمية وأدوات التقويم ووسائله واللوائح والقوانين والقوى البشرية من المعلمين والإداريين والمديرين والعمال والفنيين وهيئات المتابعة والتوجيه والإشراف والمسئولين وغيرهم ممن لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالعملية التعليمية. فإن تحقيق جودة نتائج العملية التعليمية يتطلب مراعاة شروط ومواصفات جميع العناصر والمدخلات التى تتطلبها، وفقاً لمعايير دولية متفق عليها، تم دراستها وتحليلها وتنظيمها من قبل خبراء ومتخصصين دوليين، وسبق مناقشتها وتجريبها، وأصبح متفق عليها، بما يعود بالتأثير الإيجابى على نتائج العملية التعليمية.

ولتحقيق الجودة فى التعليم العام، فقد توصلت دراسة للمجالس القومية المتخصصة (محمد خميس،2003- أ، ص ص 270-271) إلى توصيات محددة لتحقيق الجودة الشاملة فى التعليم العام، يمكن تلخيصها فيما يلى:

·        إعادة النظر فى النظام التعليمى الحالى، وتطويره بشكل شامل متكامل، يحقق التنمية الشاملة والمتكاملة للمتعلم.

·        تحديد معايير قومية تتضمن المهارات الأساسية التى يتقنها المتعلم فى التعليم العام.

·   إعادة النظر فى فلسفة وأهداف البرامج والمناهج التعليمية، والاهتمام بضرورة ممارسة المتعلمين للأنشطة، وتفاعلهم مع البيئة.

·   تطبيق معايير مناسبة وحديثة لتصميم المبانى المدرسية وتطويرها؛ لتراعى جميع شروط البيئات التعليمية الجيدة التى تتيح التعلم الفعال.

·  الاستمرار فى بناء المدارس الحديثة التى تساير التقدم التكنولوجى فى العالم.

·  تخفيض كثافة الفصول، ومتابعة دور المدرسة فى تنمية القدرات الذاتية للمتعلمين، وتطوير أداء المعلم.

·        ضرورة توظيف تكنولوجيا التعليم ومستحدثاتها لخدمة المتعلم، والتركيز على الاستفادة بها فى مناهج التعليم وبرامجه.

·        إتاحة الفرصة للمتعلمين لاختيار التعليم الذى يناسب كل منهم.

·   وضع استراتيجية متكاملة للتنمية المهنية للمعلمين والعاملين فى المجال التربوى، وإنشاء جهاز على المستوى القومى يتولى شئون التنمية المهنية للمعلمين.

·   تشجيع جميع المهتمين بالعملية التعليمية على حضور المؤتمرات العلمية، وتنظيم ورش عمل وندوات تساهم فى رفع مستواهم المهنى.

·   توظيف المستحدثات التكنولوجية فى التدريب من بعد، للوصول إلى المتعلمين والمعلمين  فى أى مكان وفى أي وقت، وفقاً لظروف كل منهم.

·        الاهتمام بالجوانب التطبيقية والعملية فى البرامج التدريبية لجميع المهتمين بالعملية التعليمية، وخاصة المعلمين.

·        وضع دستور أو ميثاق أخلاقى لمهنة التعليم، وإعادة النظر فى رواتبهم، وتشجيع المتميز منهم مادياً ومعنوياً.

·        إعادة النظر فى برامج كليات التربية لتفعيل دورها، وتحقيق التكامل بينها، لأنها أساس للنمو المهنى للمعلم.

·        إعادة النظر فى قواعد اختيار الطلاب لكليات التربية.

·        التأكيد على المشاركة المجتمعية بجميع القطاعات؛ لمواجهة المشكلات التى تواجه التعليم.

·        تنظيم برامج لتوعية جميع أفراد المجتمع بالتطوير التعليمى.

·        إنشاء صندوق لدعم عملية تطوير التعليم، يتيح مشاركة جميع الجهات العامة والخاصة والأفراد للمساهمة والمتابعة.

وبالتدقيق فى التوصيات السابقة نجد أن معظمها تعتمد على إعادة تنظيم المواقف التعليمية وتدريب الأفراد وتوعيتهم ورفع كفاءاتهم، وتنميتهم مهنياً، ومراعاة الشروط والمواصفات فى بناء المدارس وإدارتها، وتوظيف المستحدثات التكنولوجية فى العملية التعليمية، وإتاحة البيانات والمعلومات بسرعة وسهولة، وحل كثير من المشكلات التعليمية فى المدارس.

وبمراجعة مفهوم تكنولوجيا التعليم يتضح أنها يمكن أن تساهم بدور كبير فى تحقيق جودة العملية التعليمية من خلال ما يلى:

·        تقديم التصميم المناسب للمواقف التعليمية بجميع مكوناتها بما يحقق جودة التعليم الناتج من خلالها.

·        تقديم تصميم المبانى المدرسية وتطويرها لتراعى جميع الشروط والمعايير التى تتيح التعلم الفعال.

·        دراسة كثير من المشكلات التعليمية التى تعوق تحقيق جودة التعليم، وتقديم البرامج والخطط والحلول للتغلب عليها.

·   تقديم برامج لإعداد القوى البشرية من المعلمين والمتخصصين فى تكنولوجيا التعليم وتدريبهم من خلال المستحدثات التكنولوجية بما يعود بالفائدة على العملية التعليمية.

·   إعداد الدراسات والأبحاث التى يتم من خلالها التوصل إلى طرائق وأساليب تعليمية جديدة، ونظريات وممارسات تؤدى إلى تحقيق جودة التعليم عند تطبيقها.

·        توظيف المستحدثات التكنولوجية بشكل فعال فى العملية التعليمية.

·        تصميم المواد والبرامج التعليمية وإنتاجها واستخدامها وتقويمها ومتابعتها.

·   التعرف على الجديد أولاً بأول فى مجال تكنولوجيا التعليم ومستحدثاتها، ودراسة كيفية الاستفادة منه وتوظيفه فى العملية التعليمية.

3- تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية فى التعليم العام :

نحن الآن فى عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإلكترونية، يمكن تبادل المعلومات بدقة وسرعة وسهولة من خلال شبكة المعلومات الدولية(WWW). حيث تزداد عدد أجهزة الكمبيوتر التى تدخل على تلك الشبكة يوما بعد يوم، بل تتضاعف، ويمكن القول إن أكثر من 90٪ من المدارس الثانوية في الدول المتقدمة مرتبطة ببعضها ومع العالم على خطوط الإنترنت وكثير منهم يقومون بأنفسهم على تطوير شبكاتهم، ويمكن التنبؤ فى السنوات القليلة القادمة أن كل طالب في المدارس الثانوية سيكون لديه الإمكانية كي يكون متصلا بالعالم بانتظام.إن سرعة التغييرات التكنولوجية تعني أن التعليم يجب أن يقوم بجهد مكثف كي يكون متمشيا أولا بأول مع أية تطورات تكنولوجية جديدة، وان يستخدم التعليم هذه التكنولوجيا من اجل فائدة الذين يقومون بالتعلم والذين يساعدونهم.

كما أن التحديات التى يواجهها العالم اليوم، والتغير السريع الذى طرأ على جميع مناحى الحياة، يحتم على المؤسسات التعليمية أن تأخذ بوسائل التعليم الحديثة لتحقيق أهدافها، ومواجهة هذه التحديات، كما ركزت نظريات التعلم الحديثة على دور المتعلم، فجعلته محور العملية التعليمية، بينما رأت أن دور المعلم منظماً وميسراً ومرشداً (سناء سليمان،2005، ص ص 14- 18). ومع التطور العلمى والتكنولوجى فى عصر المعلومات تطور دور المعلم فأصبح يركز على إتاحة الفرصة للمتعلم للمشاركة فى العملية التعليمية، والاعتماد على الذات فى التعلم، والتركيز على مهارات البحث الذاتى، والتواصل السريع والمستمر، واتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بالتعلم (يوسف عيادات،2004، ص 308).

إن التعلم الإلكترونى ضروى ليس فقط كونه أحد مصادر التعليم ولكن أيضا كوسيلة للاتصال، حيث يكون بإمكان المعلمين أن يتصلوا ببعضهم البعض ومع الخبراء منهم في أي مكان في العالم، و بالتالي يمكن أن يعطي هذا دفعة قوية للتعليم وطرائقه. إن وسط الاتصال هذا يجب أن يتم دعمه ببرامج قويه من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات المختلفة وذلك حتى يتم تدريب المعلمين على الإنترنت وتعريفهم بمشاكله وكل ما يتعلق به، وتعويدهم عليه بإعطائهم الوقت الكاف ليروا المواقع ويستنسخوا المعلومات منها ولكي يحضروا هذه المعلومات وتطبيقاتها إلى حجرة الدراسة والطلاب.

كما توجد مجموعة من المتطلبات والحاجات التي فرضها علينا العصر الحالي، والتي تجعل التعلم الإلكترونى- كأحد المستحدثات التكنولوجية- الخيار الاستراتيجي الذي لا بديل عنه، ومن هذه الحاجات:الحاجة إلي التعلم المستمر، والحاجة إلي التعليم المرن، والحاجة إلي التواصل والانفتاح علي الآخرين، والحاجة إلي  تعلم مبني علي الاهتمامات، والحاجة إلي التعلم الذاتي.

كما أن النقلة النوعية في التعلم، وتطبيق النظريات الحديثة في تطوير التعليم، وتحسين أداء المعلم والمتعلم، وإتقان مبادئ التعلم التعاوني والتعلم الفردي، جعل للتعلم الإلكتروني دورًا كبيرًا فيها،لأنه يساعد على تنمية مهارات الطلاب والمعلمين ذات العلاقة باهتماماتهم العلمية والنظرية والترفيهية، كما يتيح سرعة تطوير وتغيير المناهج والبرامج على الإنترنت، بما يواكب متطلبات العصر دون تكاليف إضافية باهظة، كما هو الحال في تطوير البرامج على أقراص الليزر (CD-ROMs) مثلاً، كما تتخطي جميع العقبات التي تحول دون وصول المادة العلمية إلى الطلاب في الأماكن النائية، بل ويتجاوز ذلك إلى خارج حدود الدول ( فارس الراشد،2003).

ويعد التعلم الإلكترونى من أهم أساليب التعليم الحديثة، فهو يساعد في حل مشكلة الانفجار المعرفي، والإقبال المتزايد علي التعليم، وتوسيع فرص القبول في التعليم، والتمكن من تدريب وتعليم العاملين وتأهيلهم دون ترك أعمالهم، وتعليم ربات البيوت، مما يسهم في رفع نسبة المتعلمين، والقضاء علي الأمية. ويحمل التعلم الإلكترونى القدرة الواسعة للوصول لكل من المصادر والأفراد، فقد أصبح متاح للأفراد العديد من الفرص التعليمية.

ويهدف التعلم الإلكترونى إلى توفير بيئة تعليمية غنية بمصادر التعلم المتنوعة، والتى تتناسب مع قدرات المتعلمين وحاجاتهم المختلفة، ويساهم فى إعادة صياغة الأدوار في الطريقة التي تتم بها عملية التعليم والتعلم، بما يتوافق مع مستجدات الفكر التربوي المعاصر، وكذلك تشجيع التواصل بين عناصر منظومة العملية التعليمية، كالتواصل بين كل من البيت والمدرسة والبيئة المحيطة، ونمذجة التعليم وتقديمه في صورة معيارية، فالدروس تقدم في صورة نموذجية،كما يمكن إعادة تكرار الممارسات التعليمية المتميزة، كما ساعد فى وجود بنوك الأسئلة النموذجية، وخطط للدروس النموذجية، والاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الوسائط المتعددة، بما تتضمنه من النصوص المكتوبة واللغة المنطوقة والمؤثرات الصوتية، والصور الثابتة والمتحركة، والرسومات بمواصفاتها المختلفة.

ويحقق التعلم الإلكترونى سهولة وسرعة انتقال الخبرات التربوية من خلال توفير قنوات اتصال عالية الجودة، تمكن المعلمين والمدربين والمشرفين وجميع المهتمين بالشأن التربوي، من المناقشة وتبادل الآراء، والتجارب عبر موقع محدد يجمعهم جميعاً في غرفة افتراضية، رغم بعد المسافات في كثير من الأحيان. كما أنه بذلك يساهم فى إعداد جيل من المسئولين التربويين والمعلمين والمتعلمين قادرين على التعامل مع المستحدثات التكنولوجية التعليمية، ومهارات العصر والتطورات الهائلة التي يشهدها العالم، و نشرها في المجتمع  بما يجعله مثقفاً إلكترونياً، ومواكبا ً لما يدور على وجه الكرة الأرضية.

مما سبق يمكن تلخيص الأسباب التى تجعل تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية فى مدارس التعليم العام، فيما يلى:

أولاً: تعدد مميزات التعلم الإكترونى التى تؤدى إلى تحقيق جودة التعليم العام:

-         زيادة فاعلية المعلمين والمتعلمين، وتمكينهم من الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات فى أي وقت، وفى أى مكان، وتوفير بيئة تعلم تفاعلية.

-         يتيح عمل مقابلات ونقاشات مباشرة ومتزامنة عبر شبكة الإنترنت، وتوفير أحدث المعارف التي تتوافق مع احتياجات المتعلمين، بالإضافة إلي برامج المحاكاة والصور المتحركة وتمارين تفاعلية وتطبيقات عملية.

-         تغيير المفهوم التقليدى القديم للعملية التعليمية، وتقديم خدماتها بدقة وسرعة، وبشكل ممتع وشيق.

-         مساعدة المعلمين لإعداد المواد التعليمية الجيدة التى تعوض نقص الخبرة لدى بعض المعلمين.

-         تقديم الحقائب التعليمية بصورتها الإلكترونية للمعلم و المتعلم معا، مع سهولة تحديثها وتطويرها.

-         تطبيق تكنولوجيا التعليم والتعلم بشكل حديث يعتمد على البحث و التطوير.

-         منح مهارات تكنولوجية لكل من المعلمين و المتعلمين لتحقيق أعلى معايير علمية.

-         نشر مفهوم أوسع للتعلم المستمر، وتشجيع التعلم الذاتى.

-         التغلب على بعض المشكلات التى تحول دون انتقال المتعلم إلى مكان التعلم.

-         الاستفادة من التقدم التكنولوجى فى تحقيق جودة العملية التعليمية من خلال دعم العملية التعليمية بالتكنولوجيا التفاعلية وبأفضل الأساليب التي تساعد في مواجهة العديد من التحديات التي تواجه النظام التقليدي، مثل ازدحام قاعات الدروس، ونقص الإمكانيات، والأماكن، وعدم القدرة علي توفير جو يساعد علي الإبداع، وعدم القدرة علي مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين .

-         يتيح التعلم المستمر، و التعلم المرن، و التواصل والانفتاح علي الآخرين، بالإضافة إلي التوجه الحالي لجعل التعليم غير مرتبط بالمكان  والزمان، والتعلم مدي الحياة، والتعلم مبني علي الحاجات، والتعلم الذاتي.

 ( منصور غلوم، 2003؛ خالد الفليح،2004؛ محمد الحيلة،2004، ص ص 419-420)

ثانياً: يحقق التعلم الإلكترونى أهداف التعليم بفعالية:

-         حث المتعلم علي مواصلة التعليم والاعتماد علي النفس، وخلق جيل من المتعلمين مسئولين عن تعلمهم.

-         رفع العائد من الاستثمار بتقليل تكلفة التعليم.

-         خلق نظام ديناميكي حيوي يتأثر بشكل مباشر بأحداث العالم الخارجي.

-         يعد المتعلم للالتحاق بالمرحلة التالية، وذلك لإتاحته الاطلاع على معلومات إثرائية متقدمة، وخبرات الصفوف التعليمية الأعلى، وذلك من خلال البحث عنها فى شبكة المعلومات الدولية.

-         التحقق من وصول المتعلم إلى درجة التمكن والإتقان للمهارات التى يتعلمها.

-         ربط الدراسة باهتمامات المتعلمين.

( خالد الفليح،2004؛  منصور غلوم،2003؛ عبد الله الموسى، 2002)

ثالثاً: يساهم فى حل كثير من مشكلات التعليم: يمكن من خلال التعلم الإلكترونى التغلب على كثير من المشكلات، منها:

-         كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم.

-         إشباع حاجات وخصائص المتعلم.

-         يتيح فرصة  تدريب المعلمين والقيادات والفنيين، وكل من لا تسمح ظروفهم بالذهاب لأماكن التعلم و التدريب دون ترك أماكنهم، حتى لا يحدث خلل بسبب ترك مواقع العمل، أو بسبب ظرف صحية أو غيرها من المبررات.

-         التعرف على الجديد أولاً بأول دون تراكم المعارف انتظاراً لإعداد دورات تدريبية.

-         زيادة كثافة الفصول بالمتعلمين.

-         تعويض نقص الكوادر الفنية من خلال الصفوف الافتراضية (virtual classes).

رابعاَ: أسباب عصرية ومجتمعية وقومية: من المبررات التى تجعل التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية فى مدارس التعليم العام  ما يلى:

-         مواكبة التطور العلمي المذهل الذي حققه الإنسان في القرن العشرين وتأثيره علي أسلوب الحياة  في كافة المجتمعات المعاصرة. كما أن تعلم الفرد على التعامل مع التكنولوجيا بجميع مفاهيمها يعتبر من المتطلبات والمقومات الأساسية لبناء المجتمعات الحديثة في العصر القادم.

-         ضرورة أن تعمل كافة المؤسسات المختلفة على توفيق أوضاعها مع الحياة العصرية التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات.  ونظراً للتغيرات والتطورات الهائلة التي يشهدها المجتمع العالمي مع دخول عصر المعلومات وثورة التكنولوجيا والاتصالات، فإن برامج المؤسسات التعليمية فى حاجة إلى إعادة النظر والتطوير لتواكب هذه التغيرات في مجال الكمبيوتر، ولقد أدرك التربويون في الآونة الأخيرة ذلك، واقتنعوا أن تكوين المجتمع المعاصر لا يمكن تحقيقه إلا بتكوين الفكر المعلوماتي بين أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم، وأن من أهم المؤسسات التي يمكن الاستفادة منها في تكوين هذا المجتمع هي المدارس والجامعات، ولذلك فالمتتبع لواقع  استخدام الكمبيوتر في مجال التعليم في العالم يجد أن نسبة الاستخدام تزداد  بسرعة منقطعة النظير، متخطية بذلك المعوقات والمشكلات والصعوبات كلما أمكن.

-         التعلم الإلكترونى يتخطى كل الحواجز الجغرافية والمكانية التي حالت ـ منذ فجر التاريخ ـ دون انتشار الأفكار، واختلاط الناس وتبادل المعارف، ومعلوم أن حواجز الجغرافيا منها اقتصادي مثل تكلفة شحن المواد المطبوعة من مكان إلى آخر، ومنها سياسي مثل حيلولة بعض الدول دون دخول أفكار وثقافات معينة إلى بلادها، أما اليوم فتمر كميات هائلة من المعلومات عبر الحدود على شكل إشارات إلكترونية لا يقف في وجهها شيء، وفي هذا إيجابيات وسلبيات لابد من الانتباه لها.

-         أهمية السعى إلى خلق مجتمع متكامل ومتجانس من المتعلمين وأولياء الأمور والمعلمين والمدرسة.

-         تطوير العملية التعليمية وبالتالي تخريج أجيال أكثر مهارة .

-         تطوير القطاع الخاص من خلال الاعتماد عليه فى تقديم الأجهزة والمعدات والوسائل المتعددة والدعم الفني لخدمة المدارس والمنشآت التعليمية مما يغذى الاقتصاد الوطني بالشركات المتخصصة التي تقدم خدماتها بشكل متميز لخدمة المشروع، وبالتالي يتم إيجاد فرص عمل جديدة في ظل هذا المشروع القومي.

-         يحقق المساواة فى المعلوماتية، حيث إن السرعة الكبيرة التي يتم بها نقل المعلومات عبر الشبكة تسقط عامل الزمن من الحسابات، وتجعل المعلومة متاحة وقت صدورها، وتساوي بين كل أبناء البشر في جميع دول العالم.

4- متطلبات التعلم الإلكتروني فى التعليم العام:

يتطلب تطبيق التعلم الإلكترونى وتوظيفه والاستفادة منه التخطيط له وتصميمه والإعداد له، بتوفير مجموعة من المتطلبات المادية وغير المادية (Timl&Consuelo,2000; Higgins,2003; Santiler,2001; Shepherd,2002; Jones,2003;  Broadbent, 2003; Shank,2003;؛  محمد الحيلة، 2004، ص ص 418 -419؛  قسيم الشناق و حسن دومي،2005)، يمكن تلخيصها فيما يلى:

-         توفير الإمكانات المادية و التى تتمثل فى الأجهزة والمعدات والتجهيزات والأثاثات والأماكن التى يتم الاعتماد عليها واستخدامها.

-         توفير البرامج اللازمة، والمكونات الفنية.

-         توفير القوى البشرية من المصممين والمدربين، والمتخصصين بتدريب الفئات المشتركة، وتطوير العنصر البشري من حيث تأهيل المشرفين والمديرين والمعلمين والطلاب والفريق التنفيذي في المدرسة .

-         اشتراك القطاع الخاص في بناء أسس التدريب والتعلم الإلكتروني.

-         توظيف عناصر التكنولوجيا التي نحتاجها لخفض كلفة التعلم الإلكتروني، وترسيخ الخبرات المحلية ولضمان ربط التجربة بثقافة المجتمع واحتياجاته.

- استعراض وتبني الخطط والخبرات السابقة للدول المتقدمة التي سبقتنا في التعلم الإلكتروني للاستفادة من تجاربها في هذا المجال.

   وقد أشار محمد خميس (2003 – ب، ص ص 253-255) إلى عشرة متطلبات ضرورية لنشر المستحدثات وتبنيها وتوظيفها، وحيث إن التعلم الإلكترونى يعد أحد هذه المستحدثات، فيمكن تطبيق تلك المتطلبات عليه، ولهذا فإن متطلبات توظيف التعلم الإلكترونى فى ضوء ما أشار إليه محمد خميس يمكن تلخيصها فيما يلى:

1-    دراسة مواصفات التعلم الإلكترونى وتحديد خصائصه وإمكاناته وفوائده وأهدافه، والمشكلات التى يسهم فى حلها، وحدوده ومعوقاته وإجراءات توظيفه وتنفيذه.

2-    دراسة جدوى توظيف التعلم الإلكترونى: وذلك للتأكد من العائد الاقتصادى والتعليمى له كمستحدث، بالمقارنة بالطرائق التقليدية، أو بغيره من المستحدثات المماثلة، ويتم ذلك قبل البدء فى التخطيط، لكى نوفر الوقت والجهد والمال، إذا أثبتت الدراسة عدم جدواه.

3-    التخطيط الصحيح لتوظيف التعلم الإلكترونى: بحيث يكون شاملاً لجميع العوامل التى تؤثر فى التعلم الإلكترونى، كما يشمل وضع خطة لتطبيقه على مراحل متدرجة، وأن يتضمن إشراك المعلمين وكل من يهمهم الأمر فى كل خطواته. ويتطلب ذلك تطبيق مدخل تكنولوجيا التعليم وفق خطوات منهجية ومدروسة، تدرس الواقع كاملاً، وتحدد مشكلاته، ومدى توفر الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتطبيق التعلم الإلكترونى، بحيث يمكن دمجه فى النظام التعليمى دون حدوث خلل.

4-    توفير المناخ لتوظيف التعلم الإلكترونى: بمعنى تهيئة بنية النظام التعليمى القائم، وتغيير ما يلزم لقبول التعلم الإلكترونى، ووضع قواعد وأسس توظيفه، والاستفادة منه.

5-    رصد التمويل اللازم لتوظيف التعلم الإلكترونى: بتحديد مصادر التمويل، والتأكد من توفره كاملاً قبل البدء فى التطبيق.لأن عدم وجود ميزانية هى السبب الرئيس والعقبة أمام تطبيق كثير من المستحدثات التكنولوجية.

6-    توفير الكفاءات البشرية التى يحتاجها توظيف التعلم الإلكترونى: وهم الأفراد الذين لديهم الخبرات والمهارات اللازمة لتطبيق المشروع وإدارته، وتشمل المدراء والخبراء والمستشارين والفنيين والموظفين وغيرهم من الكفاءات المطلوبة التى لابد من توفيرها قبل البدء فى المشروع.

7-    توفير المتطلبات المادية اللازمة لتوظيف التعلم الإلكترونى : وتشمل البنية التحتية من أماكن وأثاثات وتجهيزات، وكل الأجهزة اللازمة للمؤسسة التعليمية.

8-    تجريب التعلم الإلكترونى قبل تطبيقه وتنفيذه: ويتم ذلك على مراحل متعددة، تبدأ بالتجريب المصغر على عينات صغيرة، ثم التجريب الموسع على عينات أكبر، والاستفادة من نتائج التجارب السابقة فى المؤسسات التعليمية ، وإجراء التعديل والتطوير والتنقيح اللازم.

9-    تطبيق التعلم الإلكترونى والتنفيذ المرحلى: ويقصد به التأنى فى التطبيق وإجراء التنفيذ على مراحل محددة، تبدأ بثلاث مؤسسات على الأكثر فى المرحلة الأولى، ثم التوسع تدريجياً حسب الخطة الموضوعة،حتى يشمل كل المؤسسات التعليمية، مع الاستفادة بنتائج التطبيق فى كل مرة.

10-   التدريب: ويشمل تدريب أفراد فريق تطبيق التعلم الإلكترونى والقائمين على إدارته، والمعلمين وغيرهم، وذلك قبل التطبيق وفى أثنائه، من خلال برامج الإعداد، والدورات التدريبية القصيرة والمكثفة والمتكررة، على أن تكون هذه التدريبات كافية وفعالة، وتتضمن موضوعات نظرية وعملية ويقوم بها خبراء ومتخصصون.

5-  التحديات التى تواجه توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى فى التعليم العام:

يشير نبيل على (1994،ص386) إلى أن مظاهر أزمتنا التربوية متعددة منها: انفصال شبه تام بين التعليم وسوق العمل، عدم تكافؤ فرص التعليم، تعدد مسارات التعليم، عزوف عن مداومة التعليم، سلبية المعلمين، عدم فعالية البحث العلمى، تدنى مستوى الخريج، الهادر التعليمى الضخم، فقدان المجتمع ثقته فى مؤسساته التعليمية، تخلف المناهج وطرق التدريس، ضعف الإدارة التعليمية.

وقد أشار محمد خميس (2003 – ب، ص ص 256-257) إلى مجموعة من العوامل التى تعوق التحديث التعليمى، يمكن تلخيصها كما يلى:

      أ‌-  معوقات متعلقة بالمعلمين: تجعلهم يرفضون التحديث، ويقاومون تطبيق أو توظيف المستحدث، ومن هذه العوامل: عدم وضوح المستحدث، وعدم درايتهم بأهميته وضرورته وفوائده، وعدم رغبتهم فى التغيير وتمسكهم بالقديم، واتجاهاتهم السلبية نحو المستحدث، وكثرة أعبائهم، وعدم وجود الوقت الكافى لديهم للتجريب والتدريب ، وعدم تمكنهم من مهارات توظيف المستحدث، وخوفهم من الفشل عند التنفيذ، وعدم وجود حوافز مادية أو معنوية أو التشجيع الذى يدفعهم على توظيف المستحدث، الصعوبات والإحباط الذى يواجه بعض المعلمين نتيجة نقص الإمكانات والتسهيلات المادية، أو معوقات النظام التعليمى والإدارى.

     ب‌-  معوقات متعلقة بالإدارة التعليمية: حيث قد تكون الإدارة غير الواعية، وغير المؤهلة عائقاً فى سبيل تطبيق المستحدث، وتتمثل هذه المعوقات فى الإجراءات الإدارية الروتينية المعقدة، واللوائح الجامدة التى لا تسمح بالتطوير، ولا تتيح المرونة.

ج‌-  معوقات متعلقة بالتمويل والنظام التعليمى: وتتمثل فى نقص التمويل، وعدم توفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة، وجود تعقيدات روتينية لا تسمح بقبول المستحدث، عدم توفر المناخ المناسب لتطبيق المستحدث فى النظام، عدم استعداد المؤسسة للتواصل مع مؤسسات أخرى لتلقى الدعم والمساندة والمشورة الفنية اللازمة لتطبيق المستحدث.

د- معوقات متعلقة بالمجتمع: فمثلاً المجتمع بأفراده ومؤسساته ومنظماته قد يرفض المستحدث التعليمى الجديد لأنها تمس مستقبل الأبناء وحياتهم الأسرية، ويظهر هذا الرفض من خلال وسائل الإعلام، كالإذاعة والتليفزيون والصحافة، من خلال اللقاءات والكتابات وغيرها.

ولهذا يمكن تحديد بعض التحديات الرئيسة التي تواجه تطبيق التعلم الإلكتروني، وبعض الحلول المقترحة للتغلب عليها فيما يلى:

1-  نقص التمويل والبنية التحتية اللازمة للتعلم الإلكترونى: ويتمثل ذلك فى عدم توفر الميزانية والأجهزة والأثاثات والتجهيزات وجميع متطلبات التعلم الإلكترونى، ويمكن التغلب على تلك المعوقات من خلال إشراك مؤسسات المجتمع والقطاع الخاص والأفراد من خلال مساهماتهم ودعمهم للمشروع. وتخصيص جزء من ميزانية التعليم لتطبيقه.

2-  نقص القوى البشرية المدربة: وتتمثل فى عدم وجود الفنيين والخبراء والمتخصصين اللازمين لتطبيق مشروع التعلم الإلكترونى. ويمكن التغلب على ذلك بعقد دورات تدريبية مكثفة للقوى البشرية اللازمة، وإرسالهم فى بعثات تدريبية إلى الدول المتقدمة.

3-  الأمية التكنولوجية في المجتمع ونقص الوعى بالتعلم الإلكترونى: وهذا يتطلب جهداً مكثفاً لتدريب وتأهيل المعلمين والمتعلمين بشكل خاص استعداداً لهذه التجربة.

4-  ارتباط التعلم الإلكترونى بعوامل تكنولوجية أخري: مثل كفاءة شبكات الاتصال، وتوافر الأجهزة والبرامج، ومدي القدرة علي تصميم وإنتاج المحتوي التعليمي بشكل متميز، وهذا يتطلب الاهتمام برفع جودة شبكات الاتصال بالإنترنت، وكذلك توافر كافة المتطلبات من الأجهزة والبرامج، و توفير برامج تدريب علي مهارات التصميم والإنتاج لمحتوي تعليمي عالي الجودة.

5-  عدم فهم الدور الجديد للمعلم فى ظل التعلم الإلكترونى: المفهوم الخاطئ السائد أن التعلم الإلكتروني يلغى دور المعلم، وهذا يتطلب توضيح الأدوار الجديدة  للمعلم في التعلم الإلكتروني والتي أصبحت أكثر فاعلية وإيجابية عن قبل. ولا يمكن الاستغناء عن دور المعلم.

6-  حداثة ظهور تطبيقات التعلم الإلكتروني، علاوة علي نشأة كثير من هذه الأساليب التعليمية علي أيدي الشركات التجارية، وهي غير مؤهلة عملياً وثقافياً لمثل هذه المهمة، وللتغلب علي ذلك يتطلب دعم وتأكيد علي دور المؤسسات التربوية في الإعداد والتخطيط للتعلم الإلكتروني؛ حتى لا تتعرض العديد من تجاربه للفشل، نتيجة غياب الجانب التربوي في عملية التخطيط والإعداد والتصميم، حيث يتم التركيز علي الجانب التقني بدرجة كبيرة.

المراجع والمصادر:

1-  إبراهيم بن عبد الله المحيسن (2002): "التعلم الإلكتروني... طرف أم ضرورة...؟!"، ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة  المستقبل، التى عقدت فى جامعة الملك سعود فى الفترة من 16-17 رجب 1423هـ، المملكة العربية السعودية.

2-  إبراهيم عبد المنعم  (2003): " التعلم الإلكتروني في الدول النامية الآمال والتحديات"،الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم، الاتحاد الدولي للاتصالات، القاهرة، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.

3- أحمد حامد منصور(1999): ):" تكنولوجيا التعليم و جودة التعليم فى القرن الحادى و العشرين"،ورقة عمل مقدمة إلى:ندوة تكنولوجيا التعليم و المعلومات – حلول لمشكلات تعليمية و تدريبية ملحة،التى عقدت فى كلية التربية بجامعة الملك سعود فى الفترة 19-22 أبريل 1999، المملكة العربية السعودية.

4- تحسين حسن (2003): " التعليم الإلكتروني"، ورقة عمل مقدمة في الندوة الدولية الأولي للتعليم الإلكتروني في الفترة من 21-23/4/2003، مدارس الملك فيصل، المملكة العربية السعودية.

5- حلمي عمار، وعبد الباقي أبو زيد (2001): " تكنولوجيا الاتصالات وأثارها التربوية والنفسية"، البحرين، متاح علي: http://yousty.150.com/etsalat technology abdulbak.htm.

6- خالد الفليح (2004): " التعليم الإلكتروني"، اللقاء الثاني لتقنية المعلومات والاتصالات في التعليم، وزارة التربية والتعليم، المملكة العربية السعودية من 27 صفر إلي 2 ربيع الأول 1425هـ.

7- سناء محمد سليمان (2005): التعلم التعاونى (أسسه- استراتيجياته- تطبيقاته)، ط1،القاهرة، عالم الكتب.

8- عبد الله بن عبد العزيز الموسي، و أحمد بن عبد العزيز المبارك (2005): التعليم الإلكتروني (الأسس والتطبيقات)، السعودية، مؤسسة شبكة البيانات.

9- عبد الله بن ميران الر�

المصدر: تحميل / تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2203 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,898,059

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.