كيف تصبح معلمًا ناجحًا ومحبوبًا؟
إن تنفيذ الموقف التدريسي الناجح، يتطلب من المعلم أن يتصف بعدة صفاتأهمهاأن يكون ذكيا سريع البديهة قادرا على التصرف الحكيم في المواقف الطارئةالتي قد تعترضه أثناء عملة ، وأن يتسم بدقة الملاحظة ، ليتمكن من التعرف علىالمصاعب التي يعاني منها طلابه ابتداء من صعوبات التحصيل العلمي ، وانتهاء بمايمكن أن يتعرض له من مخلفات سلوكيةوللمعلم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة ، فقد كان أفضل الصلاة والسلام مربيا عظيما، ذا أسلوب تربوي فذا ، يراعيحاجات الطفولة وطبيعتها ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، أي يراعي الفروقبينهم، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطباعتهم. والمعلم الناجح يأخذ هذه المسائلبعين الاعتبار، فيرعى الطالب الضعيف ليعالج ضعفه، ويتابع الطالب الموهوب لصقلموهبته، ومساعدته في رسم خطط لمستقبله، كما يمكنه من إشباع نزعته القيادية، بإسناددور قيادي إليه
المعلم الناجح هو الذي لا يتغير ( لا يقل ) عدد الطلاب الحضور في المحاضرات بل ينقل لهم الشعور بالمسؤولية نشئ من البساطة و الود و الحب و يجعلهم حريصون على الحضور له و السماع منه لأنه قد اكتسب ثقتهم انه يعمل لهم و من اجلهم.
وينبغي على المعلم الطامح إلى جانب حب طلابه أن يتقبل آراءهم، ولو كان بعضها مخالفا لرأيه فإن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ، ورأيالطالب ليس مجرد كلمات يتفوه بها وإنما هو محاولة منه لتحقيق ذاتهوالمعلمالمحبوب هو الذي يعمل على إشباع حاجات طلابه إلى المحبة والرضا ، وإلى المكافأةوالتقدير فإن للحوافز المادية والمعنوية أثرا كبيرا في جلب المحبة وفي إثارة قابليةالطلاب للتعلمو الجامعة بيئة يمارس فيها الطالب أنشطته ، فتنمو قدراتهوإمكاناته وتشبع ميوله ورغباته بقدر مايستطيع المعلم تنمية هذه القدرات وإشباع هذهالرغبات يكون امتنان الطالب وحبه لمعلمه أعظمويعاني بعض المعلمين من صعوباتجمة في التعامل مع الطلاب إذ قد يصطدم المعلم بعناد الطالب ويتعكر الجو بينهمالذلك فإن التصرف الأسلم هو أخذ مشاعر الطلاب بعين الاعتبار وبناء علاقات وديةمعهم. وهذا يساعد المعلم في تحيق أهدافه، ويشجع الطلاب على التواصل مع معلمه، ممايترتب عليه علاقات اجتماعية سوية، وتعلم أفضل. وبناء عليه فإن دراسة أحوال الطلابوالتعرف عليهم عن كثب يساعد المعلم على فهمهم ، وحسن التعاملمعهموالمعلم الناجح يحرص على حفظ النظام في المحاضرة ، فلا يبدأ حصته قبل أن يسودالهدوء الشامل في غرفة الدرس ، وفي هذه الحالة يستطيع أن يبدأ في إدارة التفاعل، وهو يحتفظ بيديه بزمام المبادرة ، لتوجيه الحوار نحو الأهداف ، مقدما لهمالمحتوى الذي يلاءم ميولهم ، ويثير قابليتهم للتعلم ، وموزعا أسئلته على مختلف فئاتالطلاب ، بما يتناسب مع قدراتهم ، ومستوى تحصيلهم ، ومعززا أداءهم بذكاء ، وبهذايستطيع أن يقدم لهم الفائدة ، فيفوز بحبهم واحترامهموالمعلم المحبوب ، يشارك طلابه أنشطتهم ويشجع مبادراتهم ، ويعمل على إشباع حاجاتهم إلى الحب ، وإلى الثقةبالنفس ، وهذا يدخل السرور في نفوسهموالمعلم المحبوب محدث بارع، يحدث طلابهعن الأمل ، وعن النجاح ، وعن المستقبل الزاهر في الدنيا ، وعن الخلود الباهر فيالآخرة ، وهو يحرص إلى أن تكون نبرات صوته موحية بالأثر الذي يريد أن يتركه في نفوسسامعيه، ومعبرة عن صدق مشاعره تجاههم.
المصدر: م/تامر الملاح
نشرت فى 30 سبتمبر 2010
بواسطة tamer-pahs-com
عدد زيارات الموقع
8,069
ساحة النقاش