صناعة التلي

وهذه نبذة عن هذة الحرفة ......

الازياء خير لسان يعبر عن عادات وتقاليد المجتمعات وتراثها، لذلك اصبحت الازياء الشعبية واحدة من أهم الوسائل المستخدمة في الكشف عن تراث الشعوب عبر أجيال مختلفة، وهي إن اختلفت في أشكالها وألوانها فإنما تسجل على القماش أفراحها وعاداتها وأساليب حياتها المختلفة.وفي الإمارات اقترنت الأزياء بالذوق الفني الرفيع في رسم الخطوط العريضة والدقة في اختيار الخامة، وتفصيلها وإضافة لمسات جمالية مبهرة عليها، وهو ما يتجلى بوضوح في الأزياء النسائية، التي اعتنت بإبراز المرأة كقيمة جمالية وأخلاقية.

ولعل أبرز ما يميز هذا الزي دون غيره من أزياء المرأة الخليجية .
العناية الفائقة بالتطريز وبوضع وحدات زخرفيه أخاذة على أطراف ووسط الثوب مما يضفي روعة وأبهة على من ترتديه وذلك عن طريق صناعة التلي التي اشتهرت بها نساء الإمارات في الماضي عن غيرها من نساء الخليج العربي. الوالدة موزة جمعة، تحدثت عن هذه المهنة التي مارستها في الماضي ولا تزال تمارسها، قائلة: يعتبر التلي جزءاً مهماً من التراث المادي الجمالي في المجتمع، وهي من أعرق وأقدم الصناعات التطريزية الجمالية في الإمارات، فهي فن ومهنة نسائية مورست وتداولت في البيوت وبين الأقارب والجيران حيث كان يتوجب على الفتيات عندما يبلغن العاشرة تعلمها من أمهاتهن، خاصة انه لم يكن هنالك مدارس أو أي عمل آخر نقوم به سوى تعلم بعض الحرف اليدوية.

والتلي في تشكيل ومفهوم فن التطريز عبارة عن بكرات تجتمع فيها خيوط القطن البيضاء مع بكرة من الفضة تتشابك معها في أكثر من تطريز. حيث يعتمد في تنفيذه على أدوات ومواد بسيطة وشبه متوافرة لعراقة هذه المهنة وانتشارها في أكثر بيوت الإمارات، ومن أهم أدواتها: الكاجوجة وتسمى كذلك “الكجيمة” وهي أساس عمل التلي وعبارة عن كرسي معدني مصنوع على شكل قمعين متقابلين ويتربع على القمع العلوي منه وسادة قطنية محشوة أسطوانية الشكل تثبت عليها ست بكرات من خيوط الصوف وواحدة من الخوص بواسطة الدبابيس. والخيوط القطنية عادة ما تكون على جانبي شريط التلي يتوسطها خيط الخوص الفضي الذي كان دارجا استخدامه في الماضي فقد كان اللون الفضي والذي كان من الفضة الخالصة هو الدارج في ذلك الوقت إلا انه مع توسع السوق وتنوع بضائعه تنوعت ألوان الخوص إلى الأحمر والبنفسجي وألوان أخرى عديدة.

وأوضحت أن هذه المشغولة عبارة عن عملية منظومة بشكل هندسي مرتب ودقيق حيث تجمّع الخيوط الست مع الخوصة بعقدة محكمة وتثبت على وسادة الكاجوجة بدبوس لإحكام ثبوته، وطريقة توزيع بكرات الخيوط تكون على الجانب الأيمن والأيسر بكرتان، وفي الوسط أيضا بكرتان بالإضافة إلى بكرة الخوص.

ويدخل التلي في أنواعه وتشكيلاته دهاليز طويلة ومتشابكة ذات أسماء تدخل في مضامينها الحجم والسمك ونوع التطريز وهي محدودة قديما حيث استخدمت في تطريز بسيط يركب على كم الكندورة أو الثوب وأحيانا على الرقبة، وأيضا في تطريز يركب على كم أو نهايات السراويل الصغيرة وهو ما يسمى بالبادلة الصغيرة، كما أنها تسمى البادلة الكبيرة عندما تركب على السراويل الكبيرة باختلاف تركيبتها. والبادلة هي ما تكون عادة القطعة التي يتم تجديلها على “الكاجوجة” وتجمع لتكون القطعة المركبة على طرف السروال وتأخذ وقتا طويلا في تطريز وتنسيق جميع أجزائها وقد سميت ب”البادلة” لإمكانية تبديلها واستخدامها من سروال إلى آخر.

وكما تتطور الحياة يتطور الذوق العام وتتنوع أشكاله بما يتماشى وحاجة السوق ورغبته، في هذا دخلت صناعة التلي بعض المفاهيم الجمالية شبه الحديثة والمرتبطة بالتشكيلات البسيطة غير المعقدة لتدخل في تحديث بسيط وجزئي ارتبط بالتشكيل وليس بأساس التطريز ومنها: تلي بو فص: ويطرز بنفس طريقة التلي التقليدي عدا أن خيط الخوص الأوسط فضي اللون يتخلله كل 4 سم لون آخر بحجم الزر والتسمية ترجع لشكل التشكيلة. وتلي التعاون: يكون بنفس التلي التقليدي على أن يكون في تشكيله كل مترين لون واحد من الوان الخوص الوسطى مع توحيد اللون على الجانبين لكل الأمتار المطلوب تشكيلها. تلي الشطرنج: يوحد فيه لون الخوص في الوسط وتتغير الخيوط الجانبية بالتناوب لكل 2 سم. وتلي بوجنب: تختلف الخيوط المجدولة فيه في الجانب الأيمن عن الجانب الأيسر.


التلّي هي فن وحرفة نسائية يدوية انتشرت في الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير جدا بين النساء لتطريز الأثواب النسائية كوسيلة لكسب الرزق .

والتلي عبارة عن شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية مع ذهبية أو فضية وأخرى لامعة وملونة،وتستخدم هذه الأشرطة في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائية .

وقد انحصرت ممارسة التلي في البيوت وبين الأقارب والجيران، وتوارثت من الجدات إلىالأمهات إلى البنات، ولم يكن لها سوق أو محلات للترويج، وقد انحصر هذا الفن وأساليبه بين الإمارات وعمان ولم يكن له أي وجود في دول الخليج الأخرى .

ويطلق على أداة نسج التلي "الكاجوجة" وهي عبارة عن وسادة مستندة علىقاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس و بها حلقتين على القاعدة العلوية لتثبيت وسادة تلف عليها الخيوط اللامعة للقيام بعملية التطريز .

وعادة ما تستغرق صناعة التلي من شهرين إلى 6 أشهر، تشغل النساء فيهن وقتهن به إلى حين عودة أزواجهن من رحلات الغوص والتجارة التي تستغرق نفس المدة الزمنية تقريباً.

المصدر: بيت التلى
  • Currently 157/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
52 تصويتات / 947 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2009 بواسطة tallyassuit

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

77,060