مصر طلعت الأول
بقلم: طاهر البهي
كان المشهد رائعا وموحيا بجو جديد من الأمل والتفاؤل، لعلها كانت البشرى فى صورة جديدة لمصر والمصريين .. تلك الصورة التى دفعنا فيها من دمائنا وأرواحنا كل ما هو غال ونفيس .. رأيت مصر وهى تبتسم لأبنائها .. رأيت القمر يبتسم لأرواح شهدائها .
لعلنى كنت «الأهلاوى» المختلف فى ذلك اليوم ، فقد نهضت بعد صافرة الختام لمباراة الأهلى .
نهضت اهنىء وأبارك، رغم هزيمة الأهلى وتراجعه عن الصعود إلى الدور قبل النهائى، لم تكن تلك النتيجة الحزينة فى ذهني وأنا احتضن أصدقائي على المقهى ، كنت أقول لهم أن الأهلى خسر البطولة، ولكن ربحت مصر الروح المعنوية والوطنية الهائلة، ربحت مصر عودة شبابها المتسامح، الراقى .. الذى فاجأنا بتشجيعه الحماسى المتحضر الملتزم، الجماعي، الأوركسترالي.. الذى أصر على تحية لاعبيه فى نهاية المباراة رغم هزيمتهم الكروية، هذا الجمهور الذى بهر العالم بأساليب تشجيعه الراقية بحركة جماعية تشبه أمواج البحر .. ورغم احتشاد أكثر من مائة وعشرين ألفا من الجمهور، إلا أنهم أخلو ستاد القاهرة الدولى فى دقائق معدودة دون ما يعكر الصفو ..
وأخيرا إذا كان حكم المباراة قد أضر بفريق الأهلى، فإن الجمهور لم يتفوه ضده بكلمة واحدة .. فإذا كان الأهلى قد خسر مباراة أو حتى بطولة فإن مصر قد ربحت عودة الثقة بأنفسنا .. وأصالتنا .. وكرم ضيافتنا .. وحضن كبير لمصر والمصريين.
ساحة النقاش