التجسس بالكيراتين
بقلم: طاهر البهي
أثارت التحقيقات التى تجرى حول الجاسوس الأردني المتهم بالتخابر مع إسرائىل، أثارت فى نفسي الكثير من علامات الاستفهام المصحوبة بقلق بالغ ليس على سلامة الوطن فقط، بل أيضاً على صحة المواطنين الذين هم نحن المصريين المتروكين إلى عناية الخالق وحده ــ ونعم الوكيل ــ دون أية رقابة تذكر من جانب الوزارات المعنية بصحة المصريين التي هى أساس التقدم والإنتاج، وبدونها يصبح الوطن كله عليلاً واهناً.
التحقيقات الأمنية هى موضع عناية الأجهزة الأمنية المصرية العملاقة، التى ينسب لها كشف تلك الخلية القذرة، العابثة، التى توهمت أنها تستطيع أن تخترق السياج الأمني الساهر، القوي، المحكم.. ولكنى أتوقف عندما جاء فى اعترافات المتهم، التى قال فيها إنه تم تكليفه بإغراق السوق المصرية بمنتج «الكيراتين» الذى انتشرت شهرته الزائفة بسرعة فائقة، كمنتج من نوعية مستحضرات التجمىل الخاصة بالعناية بالشعر، والطريف أن هذا المنتج ليس من تأثيراته إعادة الشعر المتساقط، ولا علاج الصلع مثلاً، ليحقق هذه الشهرة المدوية بىن سيدات وآنسات مصر، ولكنه يحقق فقط الانسيابية للشعر المجعد والمتلف، ويجعل الشعر «سايح» بتعبير الشارع، منساباً فوق الاكتاف، أى أنه مجرد رفاهية، والمفاجأة الثانية هى فى ارتفاع ثمنه بشكل مغال فيه، ورغم ذلك فانه يجد اقبالاً لا نظير له من بنات ونساء حواء، أما قنبلة التحقىقات فهو أن العدو الإسرائىلى صدره لنا باعتباره أقصر الطرق إلى عقم النساء ثم إصابتهن بالمرض الخبيث، وعلى الرغم من أن تلك الخاصية فى المنتج معروفة للكثيرىن، فإنه كان يباع فى صالونات تصفيف الشعر بلا ضابط ولا رابط.. وهو ما يحتاج استجواباً لكل وزراء الصحة الذين تعاقبوا على الوزارة فى سنوات رواج المنتج.. مش كده ولا إيه؟!
ساحة النقاش