فاعلة خير
بقلم: طاهر البهي
أشفق على زملائى المشرفين على أبواب رسائل القراء وهموم البسطاء والمعدمين، ولم أكن أتصور فى بداية اسناد تلك المهمة إلى العبدلله، أن الأمر يحمل بين طياته كل هذه المشقة ووجع القلب.. وهو وجع قلب حقيقى وليس معنوياً، فالتصدى لهموم الناس والإصغاء إليها باخلاص يحمل لقارئها وموصلها هماً وجرحاً لا يندمل حتى يتجدد مع رسالة أخرى واستغاثة جديدة، تجعلك غارقاً فى بحر الأفكار المتعاطفة مع صاحب أو صاحبة الصرخة، وقد اعتاد الناس فى بلدى، وهى إشارة جديدة إلى أن الصحافة لا تزال موضع ثقة قرائها، اعتادوا على أن يلقوا بهمومهم وأمانيهم على ورقة بوستة، ويرسلونها الى الصحف كآخر أمل يتشبثون به فى مواجهة كوارث الزمن وغدر الأيام..
ولا أنكر أنه وسط هذا الركام وحطام المآسى، يظهر لك شعاع أمل، ونافذة ضوء تنير لك الدنيا بأسرها، وتزيح عنك هماً كنت تظنه لا يندمل، وأعنى هؤلاء القوم الذين اختصهم الله سبحانه بقضاء حوائج الناس، سواء من المسئولين الحكوميين أو من فاعلى الخير، والحمد لله أننا فى حواء، نصادف الكثير من الحلول التى تأتى لمشكلات قرائنا وقارئاتنا، وهو ما يجعلنا على يقين بأن «الدنيا لسه فيها خير» أما فيما يتعلق بالمساعدات المادية فقد أخذنا عهداً على أنفسنا ألا نلمس أموال القادرين ولا غير القادرين، بل نلجأ إلى خلق وسيلة تعارف بين المتبرع وصاحب الاستغاثة، ولذلك أتوجه بخالص الشكر للسيدة الفاضلة التى ارسلت من ينوب عنها لتقديم مساعدة لحالة «جهاز سماح» وبحمدالله تمكنا من الوصول لصاحبة الحالة الانسانية وقدمناها للسيدة الفاضلة ونظن أن المساعدة وصلت الى مستحقتها بعد أن تم التعارف بينهما.
والله من وراء القصد.
ساحة النقاش