نادى القلوب الوحيدة
هل تجرعت ذلك الشعور الخانق المسمى " وحدة "؟
أنا أقول نيابة عنك: نعم .. كلنا هذا الرجل، في ذلك العالم الذي نلهث فيه جميعا خلف " الجنيه " و الدولار والدرهم، وهم سادة العصر والأوان!
لا داعي لأن أسألك: متى زرت أشقاءك لآخر مرة، ومتى أمسكت بالهاتف المحمول ـ وهو لا يفارقك أصلا، وضغطت على أزراره، بقصد التحدث الى أحد أشقاءك أو شقيقاتك؟
واسمح لي أن أستمر في الضغط بهدف إحراجك..و أسألك السؤال القاسي: منذ متى لم تر والديك ان كان الله قد أنعم عليهما بالصحة وطول العمر؟ منذ متى لم تقبل أياديهما؟
سوف نتحجج جميعا بأن إيقاع الحياة اللاهث، والضغوط الاقتصادية الغبية، قد جعلت منا رجالا ونساء، مربوطين في ساقية الجنيه والدولار...
الكل يسعى الي تحقيق دخل يكفيه شر السؤال، ويمنحه لقمة العيش المرة له ولأسرته، إلا أن بعضنا أيضا يتجاوز ذلك، ويلهث وراء جمع المال ليورثه للأبناء، ثم يظن أنه بذلك انما يحسن صنعا !
لا ألومك وان كنت ألوم نفسي على كل ما سبق، ولكني أخشى عليك وعلي أن تحاسب يوما ـ في الدنيا أو في الآخرة ـ على التقصير في حق الوالدين ـ أمك ثم أبوك ـ فليست الدنيا هي غاية أملنا ومبلغ أحلامنا التي تواضعت مهما كبرت..
وما سبق ينطبق على علاقتك بالجار، التي تنحصر علاقات معظمنا في معرفة رقم الشقة في العمارة، وبالكاد الأسم الأول لشاغرها.. فهل حاولت يوما أن تطرق باب شقة جارك، لتقول له في مناسبة ما : كل سنة وانت طيب؟
بلاش يا سيدي..هل سمعت يوما جارتك تستغيث وحاولت الاطمئنان على أنه ليس هناك مكروها لا قدر الله أصابها؟!
متى تعود لمصر طيبة أبناءها ومودتهم؟!
متى يعود اليها الترابط الأسري وتكافل أبناءها؟
وان لم تفعل فلا تلومن أحدا ان شكوت من الوحدة والعزلة..وانضممت معنا الى: نادي القلوب الوحيدة..الباردة.. الخاوية..وربما القاسية أيضا !
ساحة النقاش