وعن الاعتداء على الاطفال جنسيا يستمر الحوار..
وهل يستجيب الأطفال فى كل الحالات؟
- لا.. ليس كل الأطفال ضحية سهلة لمحاولة الاعتداء الجنسى، فالطفل الضحية هو الطفل الجبان الخائف الذى يشعر بعدم الأمان فى أسرته، ولايستطيع الكلام مع والديه خوفا من العقاب الشديد.
إذاً من هو الطفل الذى يستجيب للتحرش أكثر؟
- إنه الطفل الذى يفتقد الحنان والاهتمام فى أسرته، هذا الطفل يكون ضحية سهلة، وكذلك الطفل الذى يفتقد الرعاية والرقابة، ويترك لحاله وسط من هم أكبر سناً منه دون ملاحظة، هؤلاء هم الأطفال الأكثر عرضه للاعتداء الجنسى.
وكيف يكتشف الآباء المأساة؟
- المشكلة تكمن فى أن كثيرا من الأطفال يتكتمون ما يتعرضون له من اعتداء جنسى نتيجة الخوف الشديد، فغالباً ما يتعرض للتهديد بالإيذاء له ولأهله وأفراد أسرته، وخوفاً من عقاب الوالدين، خاصة إذا ما شعر أن الأهل لن يثقوا فى كلامه، وأنه سيفقد حريته فى اللعب والخروج مع الأصدقاء، كما أن عدم فهم الطفل لما حدث له يكون سبباً فى عدم معرفته كيف يفصح عما حدث، بل وأحياناً يفهم الطفل على سبيل الخطأ أن ما حدث له هو نوع من الحب والعطف خاصة إذا ما أعطاه الجانى الشرير الحلوى والهدايا.
ولكن ألا توجد علامات تستشف منها الأسرة ما حدث لأحد أطفالها؟
- يقول الدكتور ممتاز عبدالوهاب أن الطفل الذى يتعرض للإعتداء يشعر بالخوف الشديد، ويرفض رؤية بعض الأشخاص أو الذهاب إلي بعض الأماكن التى تعرض فيها للإعتداء مثل المدرسة إذا حدث له شئ سئ من التلاميذ الأكبر سناً، كما يعانى من البكاء المستمر وفقدان الشهية للطعام، وانخفاض فى الوزن والهزال، واضطراب النوم فنجده يصحو من النوم مذعورا ليبكى بشدة بفعل كوابيس فى أحلامه.
ويشكو الطفل من الصداع وآلام فى منطقة الشرج، ويبدأ فى الانعزال والانطواء ويمتنع عن ممارسة الألعاب التى كان يحبها، ويحاول ايذاء نفسه بأحداث جروح فى جسده، وأحياناً تضبطه الأسرة وهو يقوم ببعض الأفعال الجنسية، أو أن يحاول الاعتداء من هم أصغر منه.
وكيف نمنع الكارثة قبل الوقوع فيها؟
- بأن نقوى ثقة الطفل بنفسه، وأن نعوده على تحمل المسئولية منذ الصغر، وأن يستطيع أن يختار طعامه وشرابه وملابسه، ولا مانع من أن نمنحه الفرصة ليرفض بعض الأشياء، وألا يخاف من كلمة «لا» أمام أى فعل غير عادى، وأن يكون العقاب الذى يتعرض له لا يحمل عنفاً مهين لكرامته، حتى يستطيع أن يتحلى بالشجاعة والصدق، وإذا اخطأ نشجعه على الاعتراف بخطئه، وأن يحكى للوالدين عن كل ما يحدث له.
وهل هناك ضرورة لأن يعى عن طريق الأسرة معنى التحرش؟
- من المهم أن يتعلم الأطفال أن هناك فرقاً بين أن يتلامس معهم أحد عفوياً، ومن يتمادى فى ذلك، وأن هناك فرقاً بين حب أفراد الأسرة وبين التحرش الجنسى، وقبل ذلك لابد من توعيتهم بألا يخفوا شيئاً عن الوالدين، وألا يستجيبوا لمن يطلب منهم اخفاء معلومة عن والديهم.
وإذا وقع الاعتداء على الطفل كيف تتصرف الأسرة؟
- أولاً يجب أن يأخذوا فرصة لتفريغ مشاعرهم الغاضبة، وألا ينعكس هذا الغضب على الطفل، لأن الطفل إذا ما حكى مثل هذه الواقعة فهذا دليل على براءته وأنه يثق فينا ويطلب الحماية، فلا يجب أن نخذله حتى لانزيد من عقدته وأحساسه بالذنب.
ثانيا: لابد من احترام الطفل وعدم ذكر ما رواه أمام الأخرين حفاظا على كرامته..
ثالثاً: لابد للأسرة من اتخاذ مواقف حاسمة من المعتدى وابلاغ السلطات فوراً حتى نوقف المزيد من الاعتداءات على أطفال آخرين أبرياء.
أيضاً علينا ألا نطلب من الطفل المعتدى عليه ترديد القصة عدة مرات حتى لاتثبت الواقعة فى ذاكرته، والكشف على الطفل طبياً مرة واحدة لأن هذا يؤذى الطفل.
ساحة النقاش