بعد أن شهد ثلاث حفلات زفاف حتى الآن
ميدان التحرير سيكون أهم وأكبر قاعة زفاف في العالم!
القاهرة: طاهر البهي
بعد أن شهد ميدان التحرير ـ الذي يصر الثوار.. ثوار الخامس والعشرين من يناير ـ أيام الثلاثاء والسبت، ثلاث حفلات زفاف حتى الآن،قال لي مدير احدى أكبر القاعات الخمس نجوم، والتي تشهد حفلات زفاف أرقى الطبقات، قال لي سميرعلي: نحن رصدنا اتجاهات رأي لعرسان وعرائس قاموا بالغاء حجوزاتهم استعدادا لنقلها الى ميدان التحرير، بعد تلمس رأي المسئولين فور هدوء الأمور.
أضاف: ان ميدان التحرير سيكون منافس خطير لقاعات الفنادق ودور القوات المسلحة الفاخرة ذات الأسعار المناسبة للأسر المتوسطة.
وأردف: ان التحرير اصبح يتميز بمميزات خاصة كثيرة، أهمها ما يمثله من ذكرى طيبة لدى العرائس والعرسان، كما ان اتساع حجمه يجعله قابلا لأن يكون متسع لعدد ضخم من المدعوين المصريين، ودعوتهم عن طريق اعلان بسيط في الصحف، وهو أمر غير مكلف، فضلا عن رخص مصاريف الانتقالات وسهولة انتظار السيارات، وقد نشهد مشاركات شبابية في أعراس غير معروفة لديم، والأمر متروك لرؤية الجهات المعنية لتنظيمها في اوقات لا تتعارض مع النظام العام وحركة المرور.. ولو حدث سيكو أمر غير مسبوق في تاريخ حفلات الزفاف في الهواء الطلق.
احمد وعلا:
وسوف يذكر التاريخ أن ( أحمد وعلا ) هما أول من ابتكر هذه الظاهرة، وكان ذلك عندما تم تحديد موعد لزفافهما قبل انطلاق الثورة الشبابية الشابة، وعندما اندلعت شرارتها، أصر أحمد على المشاركة الكاملة، وهو مالاقى تأييد ومساندة من عروسه، وفي خامس أيام الثورة كان موعد الزفاف، وعندما داعبته العروس من خلال مكالمة هاتفية في اطار الاطمئنان عليه وعلى رفاقه، مذكرة اياه بموعد الزفاف، تفتق ذهنه عن هذا الاقتراح، ليشاركه زملاءه وأصدقاءه فرحه، وهو مالاقى كل ترحيب من العروس وأسرتيهما.
وشارك أكثر من مائتي ألف ( مدعو ) من الثوار في الفرح الذي يستحق أن يسجل في قائمة غينيس للأرقام القياسية، وتقدم احد الموهوبين يحمل عوده وغنى للعروسين الأغاني الوطنية..وداعب العريس أحمد المدعوين من خلال اذاعة الثورة في الميدان، انه لن يستطيع توفير وجبات " كنتاكي " لهم جميعا، في اشارة الى شائعة خسيسة تتهم المتواجدين بأن هناك من يقدم لهم الدعم المادي والعيني !
العريس يتكلم
قال العريس الوطني أحمد زعفان الذى أنه كان يعد لعقد قرانه منذ أسبوعين قبل بدء مظاهرات الغضب فى يوم 25 يناير الجارى، إلا أن استمراره هو والعروس حال دون عقده مع أقاربه وأصدقائه، لتواجدهما منذ يوم 25 فى الميدان.
وأضاف زعفان أنه انتهز فرصة وجود جميع أصدقائه فى الميدان وقررا عقد القران حتى يشاركهم الجميع فى الفرحة، وحتى يراه جموع المصريين.
في حين أشارت العروس علا عبد الحميد التي طلبت من المطرب الهاوي أن يكون طوافها حول المتظاهرين،على أنغام أغنية عبد الحليم حافظ الذي تعشقه "صورة.. صورة.. كلنا كدا عايزين صورة"، في رسالة الى جميع المصريين أن دماء الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية لن تضيع هدراً، وسيأتى بعدهم الكثيرون.. وأنهم لان ينسونهم.
محمد وسالي
وبعد أن نجح حفل أحمد وعلا، عادت التجربة وبصورة مماثلة من الروعة،والتنظيم الجيد؛ حيث التفت جموع المتظاهرين حول العروسين "محمد وسالى"، وهتف المتظاهرون بصوت عال "العريس يريد إسقاط النظام"، "العريس مش هيمشى هو يمشى" !
وعلى عكس المتعارف عليه من وجود أغان شعبية خاصة بالأفراح، تم زفاف العروسين على مجموعة من الأغانى الوطنية الأصيلة، وطافا ميدان التحرير وارتفعت زغاريد النساء والفتيات من المشاركات في الثورة وايضا من أقارب العروسين.
رسالة
ومن جانبهم أكد العروسين أن هذا الزفاف بمثابة رسالة إلى النظام، مفادها أن الباقين فى ميدان التحرير يحبون ويتزوجون، وربما ينجبون ولن يغادروا المكان إلا بسقوط النظام.
وأضافت أنها ستكون أجمل قصة ترويها لأبنائها وأحفادها ومطالبة بأن يحول اسم الميدان إلى "الشهداء" بدلا من التحرير، وقالت مداعبة للمعتصمين "محدش يمشى قبل ما يأخذ وجبة كنتاكى".
ساحة النقاش