رحيق الحرية
ونحن نعيش عصرا جديدا بكل ما تعنيه الكلمة، يتجسد في اتساع هامش الحرية، وتعدد الآراء والاتجاهات، وتنوع الأفكار بحلوها ومرها، اعتدالها وتطرفها، لدرجة أصبح فيها التحول إلى الديمقراطية – أقصد اتساع هامشها – وارتفاع راية الليبرالية، التي طالت كثيراً من مؤسسات الدولة، وتعدد الفصيل.. في وسط هذه التحولات التي أتاحها النظام لنتنفس جميعاً رحيق الحرية، حان الوقت للقضاء على الوساطة والمحسوبية، وهما سبة على جبين أى مجتمع يؤمن أو حتى يحلم بالعدالة.
وليس من قبيل المبالغة أن نقول أن الوساطة – بل دعنا نسميها باللهجة الدارجة " واسطة"، قد أكلت مصر، وأصابت شبابها باحباط ما بعده إحباط، خاصة بعد أن أصبح قانون " الواسطة" هو المتحكم في سوق العمل والتعيينات في الجامعات المصرية وغيرها.. إن الشباب أصبح يرى فرص العمل تتخطف من حوله، من أخرين قد يقلون عنه موهبة أو قدرات أو خبرات، يحدث هذا في معظم الوظائف الحكومية بدءا من وظيفة "ساعي" في مصلحة حكومية، أو معيداً في أحد الأقسام المرموقة باحدى الجامعات.
نتمنى أن نقرأ ما يفيد سن حملة مخلصة للقضاء على "الواسطة" في المجتمع المصري.. هل هذا ممكن؟!
ساحة النقاش