أنا عشت طول عمري ملتزم بركوب الأربع عجلات، وفي الدراجات الهوائية والبخارية كنت أشترط أن أعد عجلها من واحد إلى ثلاثة، ولم أركب دراجة بخارية في حياتي، إلا مرة واحدة خلف الأسطى محروس، وهو كان بينجز شغلانة في منزلنا، واشترط أن أصاحبه في شراء لوازم النحتاية، وقد امتلأت رعباً في هذا "المشوار"، خاصة حينما يقرر الأسطى محروس فجأة الانحراف – معذرة عن الكلمة الوحشة دي – يميناً، أو يساراً ... كان قلبي ينخلع مع تلامس ركبتي اليمين أو الشمال ، بحسب اتجاه الانحراف، للأرض، وكنت أقول لنفسي أننا " اتبعترنا" خلاص، وأن الناس الطيبين، سوف يلملموا أطرافنا من فوق الأسفلت الساخن، كنت أكتشف سخونته من تلامس ركبي بالأرض، وكنت أتساءل في كل مرة.. لماذا لا يشعر الأسطى محروس بما أشعر به، حيث كنت أجد علامات الهدوء التام على وجهه، ويديه الثابتتين على عجلة القيادة ... ثم أنه كان يستعيد السيطرة على الموتوسيكل، الذي كان يطلق عليه "المكنة" بسرعة وبسهولة يحسد عليها.
وكان في تخطيطي وأنا صغير – فترة المراهقة – أن أسعى لامتلاك "فسبا" ، وهي الدراجة النارية الأخف، ولكن بعد مشواري مع الأسطى محروس، توقفت عن هذه المغامرة غير المحسوبة من وجهة نظري ...
هذا الشريط المضيء من ذاكرتي، عاد إلى حيث مقدمة الشعور، وأنا أقدم على هذه المخاطرة الجديدة وأنا أنتظر دوري في ركوب "التوك توك" ، على الرغم من أنني شايف بعيني رأسي أنه بثلاث عجلات.. ولكني صممت على خوض المغامرة، وكان منطقي في ذلك أن الأشياء في بلدي تتطور، بنفس القدر الذي تتطور به الصين التي غزت الأسواق بشكل مقلق، فأصبحنا نحمل الموبايل الصيني، ونصلي على السجادة الصينية، ونكتب بقلم أو "ماوس" صيني.. ثم مؤخراً نركب التوك توك الصيني.. والله أعلم فيه إيه تاني صيني! والى الحلقة القادمة
ساحة النقاش