الكتاب رقم 18لـ .. طاهر البهى
توك توك العاصمة.. أدب ساخر ولكنه موجع
المؤلف: كتاب يتحدى رطوبة سبتمبر
مفيد فوزى: البهى يملك " حتة " من تورتة الموهبة!
الاعلامى الكبير طارق حبيب: تألمت وابتسمت وأنا أقرأ كتبه
الكتاب يعد من نوعية الأدب الساخر، وإذا كان هذا الكتاب هو الكتاب رقم 18 للمؤلف، فهو الرابع له فى نطاق الأدب الساخر.
يذكر أن الكاتب جرب كل أشكال الكتابة، بدءاً من السير الذاتية لشخصيات فنية وأدبية ونسائية، إلى أدب الطفل إضافة إلى ما قاله عنه مفيد فوزى وهو يتناول أحد كتبه فيصفه بأنه (تحقيق مطول) وهو الكتاب الأشهر له والذى طبع منه طبعات عديدة والصادر عن دار العلوم مصر، و الذى يعد الكتاب الأول من نوعه فى المكتبة العربية وهو كتاب " علاقات مثيرة ونهايات غامضة.. الفنانون والمخابرات ".. ويقر الكاتب مفيد فوزى بأن طاهر البهى يملك " حتة "من تورتة الموهبة.
ومن مؤلفاته الضاحكة:
500 مشهد ضاحك من السينما المصرية
اضحك يا عمو
بخ.. والتقط الاسم من لوحات المرور الجديدة.
ثم كتابه الأحدث " توك توك العاصمة " بغلافه ومحتواه المتميزين.
أما عن سبب اختيار التوك توك عنواناً للكتاب يقول المؤلف: إنه تعاطف جداً مع هذا المنتج المنبوذ من جانب الطبقة العليا فى المجتمع وربما من بعض المثقفين.. وإذا كنت لا تصدق، اسأل زميلك فى العمل: هل جئت راكبا توك توك؟
هل تقبل السؤال وأداة المواصلات؟
بالطبع لا.. على رأى راقية إبراهيم.
ولكن إذا عدلت السؤال: وقلت لحضرتك: انت جيت بتاكسى العاصمة فسوف يأتى السؤال على هواك.. حتى إذا قلت لا أنا جيت بعربيتى طبعاً.. يقول المؤلف أنه حاول فى كتابه أن يحقق نوعا من " الترقية" للتوك توك تنتشله من رسوبه الوظيفى.. وحيث أطلق عليه: توك.. توك..العاصمة تيمناً بتاكسى العاصمة !.
وبالنظر إلى عالم التوك توك المظلوم تجد أنه أصبح مملكة قائمة بذاتها.. حيث أصبح معترفا به على مستوى المرور وله لوحات معدنية، كما أن له أغانيه الخاصة التى تتغنى بقيمته:
لو هاتروح النيل.. تعالى .. أنا أوديك بالليل..وترد البنات الحسنوات: تعالى طبعاً الهدف من السير بعد المواعيد الرسمية هو الإفلات من لجان المرور !
الزبون بجنيه.. والست بنص جنيه (هل هو تكريم للمرأة..أم تحقيرا لشأنها؟.. يرد المؤلف: ( لا أعرف)!
ونظرة إلى العبارات المدونة على أجساد التكاتك نكتشف مجددا مدى خفة دم المصريين:
لا نار ولا حريق.. عنتر ع الطريق
(واحد كاتب على التوك توك) ملاكى لندن
ما تقولشى بكام.. دى جاية بدهب المدام
إنه الحس الشعبى الذى تعامل مع هذا المولود المستورد بمصرية مشددة..مصرية إمبابة والمطرية.. الوايلى وباب الشعرية.. أى مصر من الداخل.. من القلب.
واختتم المؤلف فصول الكتاب بفصل مختلف تماماً.. عن الشاب الذى وجع قلوب كل المصريين – بانتحاره شنقاً من فوق كوبرى قصر النيل.. يقول المؤلف:
ماذا أراد أن يقول لنا هذا الشاب.. هل يحاول أن يثبت إخلاصه لحبه فى زمن سيطرت عليه المادة إلى حد مرعب..
لاشك أن أغلب الناس فى حياتهم أكثر من قصة حب فاشلة.. ولكن الصحة النفسية والعقلية تطلب مرونة فى التعامل مع أزمات الحياة.. وعلى المستوى الصحى يندهش المؤلف لعدم وجود إصابة نفسية فى تاريخ هذا الشاب..مما يعنى أن المرض كامن وكذلك الرفض والتمرد على حياة أصبحت مادية مرهقة.. لا مكان فيها لنبض المشاعر..
يضيف طاهر البهى:
ولكن أتصور أن هذا الشاب لم يجد أحداً يسمعه.. يحتويه.. ولا حتى حبيبته.
هذا الشاب ضحية حالة الزحام والصخب والحراك الدموى الموجودة فى المجتمع حالياً.. فضلا عن سيطرة الأنامالية (أنا مالى)..
ولو وجد ولو صديق ينصحه.. يهون عليه.. ما أقدم على جريمته النكراء فى حق نفسه.. وان كان جدد السؤال: هل لازال هناك شئ اسمه" حب "؟!
ويقول الاعلامى الكبير طارق حبيب، أنه يضبط نفسه متألما ومتبسما فى آن واحد وهو يقرأ مؤلفات طاهر البهى.
وكان الأديب وعالم النفس الكبير الراحل دكتور عادل صادق قد قدم أول كتب البهى بعنوان: " محمد عبد الوهاب.. نساء وألحان " وقال فى مقدمته أن القلم فى يد البهى كالريشة فى يد الفنان.. يداعب بها أوتار عوده.
أما الكاتب محمد بركات " كلام الناس " فقال عنه: ان البهى يتفوق على كبار الأكاديميين فى السرد والتحليل.
ساحة النقاش