الأم الشابة هويدا حافظ التى قهرت السرطان

السرطان مجرد رمز لما يحتويه عالمنا من صراع وخبث

 

القاهرة: طاهر البهي

القاهرة كلها ـ ولا سيما الوسط الصحافي ـ يتكلم عن هذه الصحافية الشابة، التى حولت الهجوم الضاري لمرض السرطان اللعين، إلى دفاع عن كل البشر المعرضين لهذا المرض الفتاك، والذي استطاعت أن تروضه، وان تتعايش معه، من أجل طفليها اسلام و دينا، ومن أجل كل أطفال العالم، الذين قدمت من أجلهم 20كتابا ممتعا باللغتين العربية والأنجليزية، في محاولة منها لاسعادهم.. ليس هذا فقط، بل شاركت وتشارك فى العشرات من الأنشطة الخيرية لمكافحة المرض عبر العالم في ملحمة عطاء رائعة.

استطاعت هويدا حافظ ان تنتزع الدموع من عينى وانا استمع الى معركتها مع المرض اللعين..كسب منها المرض جولتين، فيما كسبت هى احترام الانسانية بأكملها..ولازالت تصر على خوض معركتها بروح الأمل وبكثير من المرح والتفاؤل.

مؤخرا جاء كتابها الرائع بعنوان: الرحلة 811الذي تسرد فيه قصة مؤلمة لرحلتها مع المرض.. ولكن باسلوبها المرح وروحها المحبة للحياة، وبقلمها الرشيق الذي عرفت به لدى قارئها في مطبوعات عديدة، تحول الكتاب الى درة أدبية بسيطة، على الرغم من قلة عدد صفحاته المكثفة.

انها الصحفية، والأديبة، والأم الحنون..هويدا حافظ التي اختارت ان تحكي قصتها الكاملة على هذه السطور.

811

ان رقم 811 لعب دورا أساسيا في أحداث تلك القصة فقد توقفت طويلا أمامه وأنا في طريقي للولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في سباق الجري من أجل الشفاء الذي أقامته واحدة من أكبر مؤسسات الثدي في العالم (سوزان جي كومن) وشرفت بتمثيل مصر فوجدت أن هذه الطائرة تحمل هذا الرقم وأنا أحمل آمالي وأحلامي في رحلتي من أجل الحياة بينما حملت غرفتي في المستشفي منذ سنوات ليست ببعيدة نفس الرقم فاستوقفتني تلك المصادفة العجيبة التي تحمل بين ثناياها معاني عميقة في قدرة الله سبحانه وتعالي لتغيير الأمور بفضل التوكل عليه فأصبح رقم 811 مصاحبا للأمل بعد أن كان يعني الألم.

اهلى واصدقائى

هذه الرحلة لم تكن رحلتي أنا فقط بل هي رحلة كل من شاركني فيها من أهل وأصدقاء وأولادي حتي أمي ـ الأم توفيت الى رحاب الله بنفس المرض ـ وأبي رحمهما الله فقد شاركاني طوال الرحلة بعد أن حملتهما معي في حنايا القلب وبين ثنايا الضلوع ، ولم أقصد بقصتي أن تكون القصة تسرد تفاصيل حياتي ولكني أردت أن أبرز المزيج الرائع من المشاعر الانسانية التي أحاطت بي والتي نفتقدها في زماننا هذاوالتي ساعدتني كثيرا في اجتياز المحنة لتتحول الي منحة.

 

جوائز السماء

السرطان في قصتي مجرد رمز لكل ما نواجهه من صعاب وخبث في هذه الحياة وكيف يمكننا الانتصارباللجوء الصادق الي الله سبحانه وتعالي فيكافئنا جزاء صبرنا بجوائز السماء المتعددة التي تحول الحزن الي فرح.

طعم الحياة

استعرضت في القصة مواقف قد تبدو مؤلمة لمن يقرأها ولكنها هي الحياة الواقعية بكل ما فيها من مواقف صعبة وألم وشجن ولكني بينت كيف يمكن أن تشق البسمة طريقها من وسط الدموع فيصبح لها مذاقا خاصا ،واستعرضت مواقف كوميدية ضاحكةحدثت لي أثناء رحلة العلاج وكيف كان لها أثر كبير من تخفيف المعاناة .

وخلال تلك الرحلة اكتشفت أن الله يعطي الصبر علي قدر البلاء فيجعلك تنظر بايجابية الي الأمور التي قد تبدو سلبية.

رحلة حياة

الرحلة لم تكن رحلة المرض فقط بل رحلة الحياة بما نواجهه فيها من أشخاص قد يمروا في حياتنا ويخذلونا بعد أن وثقنا بهم ولكني أقول لهم" شكرا لكل من رمي الأشواك في طريقي وأنا حافية القدمين لا أستطيع أن أتفاداها .. شكرا لمن نزلوا من قطاري فخففوا حمولتي لأنطلق سريعا الي حيث أدري والي حيث لا يعلمون مكاني " وهذه دعوة لألا نتوقف طويلاا أمام تلك النماذج التي تكون أحيانا أشد خبثا وفتكا من السرطان ولكن بفضل الله نكتشفهم في الوقت المناسب فلا يجب أن نعطيهم الفرصة لايذائنا مرتان :مرة لأنهم خذلونا والأخري في تعطيلنا عن مسيرتنا في الحياة فأقول لهم شكرا لأننا في النهاية نتعلم من كل من دخل الي حياتنا.

هانى وهالة

ان الترابط الأسري وخاصة بين الأشقاء له مذاق من نوع خاص فبينت دورشقيقاي هاني وهالة في مساندتي بعد أن تربينا علي معاني الحب والايثار والتراحم والعطاء فكانا لي بمثابة الأم والأب وهنا أوكد علي هذا المعني الجميل الذي أصبح غائبا في بعض الأسر نتيجة لتضارب المصالح الشخصية فيفدون صلة من أجمل الصلات بسبب أمور دنيوية زائلة.

المصدر: مقابلة شخصية/ طاهر البهي
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

241,020