( محراب الجلالة )

عمل فنى عملاق يستقبل ضيوف الرحمن

مآذن عملاقة منقوشا عليها القرآن الكريم كاملا وتفسيره

ارتفاع المأذنة 42مترا والنص القرآني عمره 400عاما

الإسكندرية: طاهر البهي

في سابقة فريدة من نوعها‏,‏ وافقت المملكة العربية السعودية علي تنفيذ عمل تشكيلي غير مسبوق لفنان الجداريات المصري محمد شاكر، ليستقبل الحجيج العام الحالي بالطرق المؤدية من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة بمني وعرفات ومزدلفة، مع ملاحظة أن العمل من طبعة واحدة نظرا للمشقة الكبيرة في تنفيذه.

ويتكون العمل التشكيلي من خمس مآذن متدرجة الارتفاع تكون معا لفظ الجلالة الله بارتفاع قدره‏42‏ مترا تقريبا، وهو أول وأضخم عمل فني من نوعه في تاريخ الفن الإسلامي ويعتمد في تنفيذه علي الهياكل المعدنية المكسوة برخام التريستا وقد نقش عليه النص القرآني كاملا بما في ذلك الشرح والتفسير ومفاتيح السور والأحزاب‏.‏ ونقل النص عن نسخة أثرية للقرآن الكريم عمرها‏400‏ عام‏،‏ ويرتفع فوقها هلال تضيئه‏99‏ وحدة ليزر ترمز إلي أسماء الله الحسني‏.‏

 

" أسرتي " انفردت بلقاء الفنان الكبير د.محمد شاكر مصمم ومنفذ العمل، الذي يعيش في مدينة الاسكندرية، والذى كشف لنا أن العمل سيتم تركيبه في المملكة، ليكون في استقبال حجيج بيت الله الحرام هذا العام.

القصة الكاملة

يقول د. شاكر لـ " أسرتي ": بدأت الفكرة أثناء التعاون مع المعمارى الكبير الدكتور محمد سعيد فارسى أمين جدة الأسبق .. فى أعمال فنية عديدة أثناء إقامته متنقلاً بين مصر والسعودية .. ومن خلال ثقافته الواسعة فى مجال التخطيط وحرصه الدائم على ضرورة الفن كركيزة أساسية فى التربية الجمالية التى تقوم بها الأعمال الفنية فى الشوارع والحدائق والميادين عند أى تخطيط لأى مدينة متحضرة ، وقد كانت رعايته سباقة لعدة مشروعات فنية، وإختارنى لكى أقوم بها فى الأسكندرية وفى جدة .. فرصة أعتز بها للتعاون مع هذا المستنير الذى آمن بضرورة الفن ودوره المؤثر فى صناعة الأنفس .

وقد كنت أمتلك مصحفاً كُتِبَ بخط اليد .. كتبه ( مبارك بن يوسف) منذ حوالى أربعمائة سنة .

القرآن الكريم كاملا

وراودتنى فكرة عمل فنى يحتوى على محتويات هذا المصحف الأثرى بنفس طريقة الكتابة سواء النص القرآنى كاملاً أو الحواشى المصاحبة التى تشتمل على التفاسير ومفاتيح السور والأحزاب وأسباب نزول الآيات ، وقد اخترتُ شكلاً معمارياً ( مجرداً ) كمجسم يرمز إلى لفظ الجلالة بطريقة مستوحاه من ( الجلى ثُلُث ) حيثُ ترتفع الحروف المقدسة للفظ الجلالة فى تصميم هذا المجسم إلى عنان السماء وقد اخترت أن تكون مستقيمة لكى تأخذ ملامح متتابعة من صفحات الكتاب وتنتهى برأس مهرّمة تُتَوَج بالأهلة التى تعلو المآذن والقباب فى كل تاريخ العمارة الإسلامية ، وقد اخترت الرخام المصرى ( ترييستا ) وهو من أصلب أنواع الرخام ولكى يتم عليه حفر النص القرآنى والحواشى بطريقة ( Water Jett ) كما أعددت دراسة إنشائية لعمل الهيكل المعدنى الذى سيحمل هذا العمل العظيم وقد عاوننى فى الدراسات المعمارية والإنشائية صفوة من خيرة المعماريين والإنشائيين المصريين .

9أشهر للتصميم

ثم بدأت عملية التصميمات التفصيلية للعمل التى استغرقت أكثر من تسعة أشهر .. تلتها عملية التنفيذ على الأسطح الرخامية من خلال الرسوم التنفيذية ( Working drawing ) والتى تقدر بعدة آلاف وكان تتابع أعمال الحفر مع تجهيز الرسوم التنفيذية ملحمة شارك فيها حوالى مُعاونون من خيرة الشباب المصريين العاملين بمرسمى الذين آمنوا بعظمة هذا العمل وتفانوا فى المشاركة المتنوعة .. ما بين مراحل تنفيذ التصميم أو أعمال الحفر أو أعمال التلوين أو أعمال تثبيت المواد الملونة حتى مراحل التغليف وإعداد الأعمال المنتهية للشحن عن طريق ميناء الأسكندرية حتى ميناء جدة.

مكة المكرمة

وقد كان هذا العمل مصمماً لكى يوضع على شاطئ البحر فى أجمل منطقة بكورنيش جدة أمام المسجد الأحمر وتلك كانت رغبة معالى الدكتور فارسى حيث تُعتبر جدة بالنسبة له مشروعه العظيم .. الذى قَدّمَ فيه درساً شديد الموهبة فى تخطيط المدن وتطويرها عندما كان أميناً لها ، وبعد انتهاء العمل وأثناء لقاءٍ جمع معالى أمين العاصمة المقدسة مكة المكرمة مع معالى الدكتور محمد سعيد فارسى .. كان لى الشرف أن قدّمنى الدكتور فارسى إلى أمين مكة المكرمة لكى أقدم اقتراحات لتطوير وتجميل مكة المكرمة وفى أثناء هذا اللقاء أثيرت فكرة انتقال العمل العظيم " محراب الجلالة " من جدة إلى مكة لكى تكون بداية أعمال التجميل فى العاصمة المقدسة بهذا العمل الجليل ولكى يُتاح لملايين الحجيج والمعتمرين للإستمتاع بالعطاء الروحانى والفنى لهذا العمل ، وتمت دعوتى إلى العاصمة المقدسة حيثُ قضيتُ بضعة أيام فى بحث دائم مع فريق من المسئولين السعوديين عن أفضل مكان يوضَع هذا العمل وقد تم الإستقرار على منطقة تقع بين مسارات الشعائر تقرر تحويلها إلى حدائق على أحدث مستويات علم تنسيق المواقع ( landscaping ) لكى يتوسط هذه الحديقة الكبيرة .. محراب الجلالة فى موقع فريد يتناسب مع قداسة المكان وعظمته ، وسوف أقوم خلال الأسابيع القادمة بزيارات متتابعة إلى مكة المكرمة للوقوف على التجهيزات والإستعدادات النهائية لعملية تركيب العمل الذى يتوقع الجميع الإنتهاء منه قبل موسم الحج هذا العام .

المصدر: مقابلة شخصية/ مقالات طاهر البهي
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

252,894