النوم سلطان.. جزء 2

 صديقى ... النعسان نائما

لي صديق ناجح جدا فى عمله ومتميز بين زملاءه، وده عادى لآن كل أصدقائي أخذوا منى الأسس و الدعامات الأساسية للنجاح فى الحياة، وبعد كدة أتركهم يشقوا طريقهم ويكملوا مشوارهم ... مشكلة صديقي، وهو لا يعتبرها مشكلة، أنه ينام طول الوقت ... في الصباح أمر عليه، ملقيا تحية بداية اليوم: صباح الخير يا عم الشباب ... هو بالفعل في مقتبل العمر ... يرفع رأسه فى هدوء شديد ـ والهدوء أبرز سماته ـ يقول متثائبا: انت جيت.. هيه الساعة بقت كام دلوقت؟

ويبدأ في حكى 10أسباب على الأقل حالت بينه وبين عشقه الأول فى الحياة : النووووم، أولها أنه كان عنده "نوم" ـ قصده "شغل" في حتة تانية، تانى الأسباب و أهمها أن ابنته الطفلة الرائعة الذكية، كانت تراقبه أثناء النوم، وأسلوبها فى ذلك أن تشترط عليه أن تنام بعد أن ينام هو، فيمثل أنه نائم ولكن بعد 5 ثواني، يكون صاحبي في تاسع نومه ... وهنا تبدأ جومانة فى فتح التليفزيون والدش والثلاجة، حيث تعزم نفسها على عصير وبطاطس مقلية، وتفتح التليفزيون بصوت عالى بحثا عن أفلام الكارتون، وهى تعرف نقطة "نوم" ـ قصدي نقطة ضعف أبوها.

بعد وقت قصير يتململ الأب الشاب النعسان، ليس بسبب الصوت العالى ولا الأرق لا قدر الله، فهو يتحدى أن يوجد صوت على وجه المعمورة يقلقه، أو ـ الشر برة وبعيد ـ يوقظه من غفوته ... وإنما هو يتقلب بفعل "السلطنة" وعزف النغمات والتنويعات ...

وهنا يصدر صوت قوى ... صوت ارتطام كتلة ضخمة بالأرض ... عفوا ... لقد نسيت أن أصف لحظة سقوط مجل النسكافيه من يد صديقى النعسان نائما  فوق مقعده الوتير ...

 تطرقع ضحكة جومانة فى الهواء ... ينظر لها بنصف عين غير مدركا لما يحدث ... جومانا تضع كلتا يديها على عينيها، بعد أن تغمضهما ـ تغمض عينيها طبعا مفيش حد بيغمض إيديه ـ فى تمثيلية واضحة أنها نائمة... الأب الشاب لا يزال غير مستوعب لسبب وجوده على الأرض ... جومانا تضع "فوطة" على شاشة التليفزيون لتدارى بها صورته ... ولكن ها تعمل ايه فى الصوت العالى، وهى غير مدربة على استعمال الريموت كونترول، الصوت عالى جدا..والأب نائم على الأرض ـ من دون صوت ارتطام ، فيما الطفلة الموهوبة فى استغلال الظروف، تكرر تمثيليتها المكشوفة مرات ظنا أن الأب سوف يصحو وينهرها على عدم تنفيذ اتفاقهما فى النوم فى توقيت واحد ... ولكن حد بياخد على كلام العيال؟

الطريف إن صاحبي لا يحتسب هذا الوقت من عدد ساعات نومه الفعلية، فهو يبدأ العد من لحظة أن تساعده ابنته على الذهاب إلى سريره، وما قبل ذلك هو ... وقت ضايع يحسبوه إزاى عليه؟

المصدر: طاهر البهى من كتابنا " بخ "
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 239 مشاهدة

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

251,523