بقلم-محمدحمدى السيد
فى النصف الأول من تسعينيات القرن الماضى ،كنا فى المرحلة الابتدائية ،وكانت مشكلة الدروس الخصوصية فى الأرياف أكبر مننا ببضع سنوات فقط ؛وأخذت تلك المشكلة تكبر وتكبر وسط شبه غياب من السادة المسئولين المعنيين حتى وصل الحد الأن ونحن فى نهاية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين الى درجة "أن صارت الدروس الخصوصية غولا يبتلع جزءا كبيرا من ميزانية الأسرة"!
أيام زمان عندما كنا نطالب أبائنا بالدروس الخصوصية ،كان يصيبهم الدهشة والاستغراب على هذا الأمر الجديد ،كانوا يقولون لنا : "أيام زمان ولا كان فيه دروس ولا غيره وكان الطالب شاطر "! ولكن ماحدث فى الأمر هو أن بعض من السادة المدرسين فكر فى فكرة ؛لكى يزيد بها دخله حتى هداه فكره الى الدروس الخصوصية ،وطفقت الجهات الرقابية والتنفيذية والتشريعية ... تراقب الموقف بدون أخذ أجراءات حاسمه لوقف نمو هذا الوحش الصغير الذى يكبر فى كل عام ثلاثة أمتار ونصف متر حتى أصبح كابوسا يطارد كل أسرة مصرية.
فأين كانت الجهات المعنية زمان ؛عندما كان بعض المدرسين يهددون الطلبة والطالبات الذين لم يأخذوا دروس خصوصية عندهم؟!
اذا كان التهديد يأتى من بعض المدرسين بصورة مباشرة ومن البعض الأخر بصورة غير مباشرة!!أين الجهات المختصة ؟!
فأنا أحمل خبراء التعليم وخبراء التخطيط والاقتصاد....المسئولية كاملة! لانهم تركوا هذا الوحش ينمو حتى صار بحجم ناطحة السحاب!
لذا لابد من تدارك الأمر فورا ؛لأن الدروس الخصوصية تلتهم حاليا معظم ميزانية الأسرة:
1- لابد من خروج قانون محاربة الدروس الخصوصية الى النور وتنفيذه فورا.
2- تشجيع وتعميم مجموعات التقوية التى تقام بعد انتهاء اليوم الدراسى بأجر رمزى للمدرس يأخذ نصفه من الطالب والنصف الأخر من الوزارة أو الأزهر.
3-أرجو من الجهات الرقابية أن تبذل أقصى ما عندها بضمير وتفانى حينما يخرج قانون الدروس الخصوصية الى النور.
قانون الدروس الخصوصية سيتم مناقشته فى دور الانعقاد الرابع.
4- الدروس الخصوصية سبب أساسى من أسباب تردى التعليم فى مصر ؛لأن المدرس الذى يعطى دروسا خصوصية يضغط على الطلاب والطالبات بعدم شرحه الكافى فى الفصل؛لكى يأخذون عنده دروسا.
5-زيادة أجر المعلم بقدر المستطاع .
6-أتمنى زيادة أملاك وزارة التربية والتعليم والأزهر واستثمار هذا الأملاك بشكل سليم لتوفير الأموال اللازمة للانفاق على التعليم.
هذا كله من أجل القضاء على هذا الوحش الذى أخذ يكبر ويتوحش الى أن صار كابوسا يطارد أولياء الأمور حتى أصاب البعض منهم بأمراض القلب والسكر والضغط... ناهيك عن سرقة ونصب أخرين من أجل توفيرأموال لازمة لتلبية أحتياجات الابناء من الدروس الخصوصية والتى تقدر بالألاف من الجنيهات سنويا!
نشرت فى 14 سبتمبر 2018
بواسطة starstar200
عدد زيارات الموقع
121,655