إن الله-سُبحانه،وتعالى- قد أنعمَ علينا بنِعم كثيرة،وفضل بعضنا على بعض فى النِعم؛فتجد الغنى ،وتجد الذكى،وتجد العالِم،وتجد حسن الصوت،وتجد الصبور....إلى أخر هذه النِعم التى فضل بها الله كل إنسان عن الأخر..

ولكن هُناك مَن لا يؤمن بقضاء الله،ويتمنى زوال النِعمة عن غيره؛لكى لا يكون أفضل مِنه،فهذا هو الحاسد،كما تجد مَن لا يؤمن بقضاء الله،ويستكثر النِعمة على غيره كُرهًا لصاحب هذه النِعمة،فهذا هو الحاقد،فالحاقد ينتظر الوقت الذى يكون فيه المحقود عليه فى أسوء حاله !

فمثلاً الغنى،أو العالِم،تجد مَن يتمنى زوال نِعمة المال عن الغنى،أونِعمة العِلم عن العالِم،فهذا هو الحاسد،كما تجد مَن يستكثر نِعمة المال على الغنى،أو العِلم على العالِم كُرهًا له،فهذا هو الحاقد،فالحاسد يتمنى زوال النِعمة،أما الحاقد فيستكثر النِعمة على صاحبها،ويحب أن يراه دائمًا مكسورًا،ولا يُريد أن يسمع عنه أى خير،فالحاقد يُريد أن يسمع أخبار سيئة عن المحقود عليه !

وهاتان الصِفتان الخبيثتان المُتقاربتان مُتلازمتان فى كثير مِن الأحيان فتجد كثيرًا أن مَن يحسد غيره يحقد عليه أيضًا !

بل إن مَن لا يؤمن بقضاء الله تجد فيه أخبث مِن هذه الصفات،فتجد فيه الكذب،والنميمة،والبُهتان،والغيبة،والخِسة.... بالإضافة إلى تمنى زوال النِعم عن أصحابها حسدًا،وإستكثارالخير عليهم حِقدًا !

وينبغى عدم الدخول فى حِوارات،ومُعاملات،وتعامُلات مع أى شخص حاسد،أو حاقد،أو مُنافق......مِن أجل الصحة النفسية؛لأن الشخص الخبيث لا تجنى مِن وراءه سِوى الندامة .

ولكن مَن يتمنى أن يكون له نفس النِعمة التى عِند الأخرين مع عدم تمنى زوالها عنهم،أو إستكثارها عليهم فهذه هى الغِبطة،وحُكمها أنها خصلة جميلة،وجائزة شرعًا،ولا يوجد فيها أى مُشكلة،فمثلاً مَن يتمنى أن يكون غنى مثل فلان فلا بئس عليه .

واللهم أجعلنا مِن المؤمنين بقضائك،ولا تجعلنا مِن المُنافقين،واللهم أبعد عنا كُل خبيث،يا أرحم الراحمين،واللهم أهلك الظالمين بالظالمين،وأخرجنا مِن بينهم أعزةً سالمين !

👍


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 403 مشاهدة
نشرت فى 7 مايو 2025 بواسطة starstar200

عدد زيارات الموقع

251,528