بقلم-محمدحمدى
تعتبرُ شَرِكات الإنتاج السِينمائى الممول الوحيد لسينما (مُسلسلات ،أفلام ،مسرحيات.....)مُقابل بيع هذه الأعمال الفنية ،والتربح مِن وراءها ،ويصل هذا الربح إلى الملايين مِن الجُنيهات ،وربما المليارات !
ويغلبُ على الكثير مِن الأعمال الفنية طابع الإثارة-المقصود بالإثارة هُنا إثارة جميع الغرائز- ؛ مِن أجل التِجارة ،ولاسيما وأن شركات الإنتاج السينمائى الخاصة -المستحوذة على مُعظم الأعمال الفنية -تُريد هذا الوضع مِن أجل جنى أكبر رِبح مُمكن دون النظر إلى إشاعة الفجور،وإثارة الغرائِز المكبوتة ، بين المواطنين ،وخصوصًا بين الأطفالِ والشبابِ، ولاحول ولاقوة إلابالله العلىّ العظيم !
أؤكد على أن الدور الإجتماعى لسينما المصرية شِبه غائب ؛ فالكثير مِن الأعمال الفنية بها مشاهد مُثيرة جدًا للغرائِز ،تمحى ،وتُزيل المشاهِد الجميلة التى تُحرك المشاعِر ،والأحاسيس الإيجابية -مِن حُب للوطن ،والحضارة ،والدين ،والإنسانية-،وكُل هذا بسبب شركات الإنتاج التى مولت مِثل هذه الأعمال الفنية التى بها مشاهد تُثير غرائز الحِقد الطبقى ، والجنس....
فكان مِن الأولى أن تمول شركات الإنتاج السينمائى أعمال فنية هادفة تحكى الماضى السعيد ،وتُجسد النماذج البشرية المُشرفة الحاضرة ،والماضية.....
فأرجو أن تعود شِركة "إتحاد الإذاعة ،والتليفزيون للإنتاج السينمائى "كسابق عهدها ؛لإنتاج أعمال فنية تليق بحضارة مِصر،أعمال فنية تعمل على الترويج فى الخارج لمِصر ،وشعب مِصر، وتاريخ مِصر؛فهذه الشركة تُنتج أعمال فنية هادِفة ،وأقل إثارة للغرائِز الحيوانية مِن شركات الإنتاج السينمائى الخاصة ،هذه الشركة مِن المُمكن أن تعود فى ظل صندوق تحيا مصر ،الذى لايبخل عن مِثل هذه الشركة التى فى إستطاعتها أن تبنى أجيال واعية قادِرة على النهوض بالوطن .
كما أرجو أيضًا مِن الشركات الخاصة للإنتاج السينمائى أن تنتهج منهج شِركة"إتحاد الإذاعة والتليفزيون للإنتاج السينمائى "بالمُشاركة فى أعمال فنية مُحترمة خالية مِن الإثارة التى يكون الغرض مِنها هو التِجارة فقط ،أعمال فنية تُفيد الشباب،أعمال فنية تُساعد الشباب على الجد ،والإجتهاد ،والعمل ،وتُزيد مِن إنتمائه !
ومِن ناحية أُخرى أين أموال الزكاة ،والصدقات على هذه الأعمال الفنية المُثيرة التى يصل حجم زكاتها إلى الملايين ،والمليارات مِن الجنُيهات التى لو أُنفقت على مشاريع إستثمارية لِلفُقراء،والشباب(محلات،مطاعم،ورش،مصانع صغيرة،مركبات نقل صغيرة......) ؛لعملت على دفع عجلة التنمية دفعًا ،ولفكت حالة الكساد التى يعيشها الفُقراء فكًا فى ظِل الظروف الإقتصادية الصعبة الراهِنة ،ولعملت على الرواج الإقتصادى لجميع ؟!
فيا مَن تدعون أنكُم تُجسدون الواقع مِن فنانين ،وفنانات ،ومُنتجين، ومُخرجين ... ،أُنظروا إلى الواقع بشكل منطقى أكثر مِن ذلك ،فهُناك فُقراء حيثُما تكونون يفترشون الأرض ،ويلتحفون بالسِماء ،الكثير مِنهم يعيشون على بقايا الطعام الموجود فى أكوام الزِبالة ، لو نظرتم إليهم بشكل منطقى ؛لغيرتُم مِن أعمالكم ،ولأنفقتم زكاتكم، وصدقاتكم على مشروعات تُفيدهم !
هؤلاء الفُقراء فى حاجة إلى مَن يشعر بهم ،مِن خِلال أعمال فنية تُحرك المشاعِر الإيجابية التى لدى الأغنياء....
وعِندما يتحقق هذا فلسوف تكسبون حُب الناس ،هؤلاء الناس الذين خسرتُم حُب الكثير مِنهم فهذه الخُسارة أكبر مِن خُسارة المال !
(ملحوظة : لقد كتبت ذلك المقال ، ونشرته على الإنترنت يوم السبت الموافق 11يونيو2016م )
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2024 بواسطة starstar200

عدد زيارات الموقع

251,312