بقلم محمدحمدى
شهرزاد : بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد ،أن البلاد إنتشرفيها بعض العباد هُم مِن أطيب العباد؛إذ تصوروا يا مولاى ،أن الأعداء سوف يصيرون لهم أخلاء بعد أمد طويل مِن العداء، غير مُكترثين بأن مُصاحبة الأعداء كانت لهم مكرًا ،ورياء؛مِن أجل الوقوف على مواطن القوة، والضعف؛لكى يتمَ الإنتقام ؛فالكثير مِن الأعداء حاقدين، ولا يريدون سلام، ومُصاحبتهم تكون أى كلام، ثم ينكشف المستور فى وقت لا ينفع فيه الندم !
مثلما حدث مع الخروف الطيب ،والذئب الغدار الذى سوف يكون عاقبة أمثاله أن شاء الله عذاب النار ،ولسوف يُلاحقه غضب الجبار ،بالدنيا ليل ،نهار....
الذئب : إنقذنى أيها الخروف ،الطيب مِن البئرالذى وقعت فيه !
الخروف : ستأكلنى أيها الذئب، لاحقاً !
الذئب : لأصيرن لك صديقًا ،وفيًا؛لأنك أنقذت حياتى !
الخروف : هات إيدك ؟
الذئب : خذ .
شهرزاد : فتصاحب يا مولاى ،الذئب مع الخروف بضع أيام حتى أطمئن الخروف لذئب تمام، وفى غفلة مِن الخروف وثب الذئب عليه، وغرز مخالبه فى عروق رقبته ؛فصرخ الخروف الغلبان، ولكن هيهات هيهات...ليكون هذا الخروف يا مولاى، عبرة لمَن يعتبر ؛فمَن يُصاحب عدو بدون حذر، ولاسيما لو كان العدو هو الأقوى ؛فهو غفلان، ويستحق أن يُكتبَ اسمه فى قائمة النسيان .
الديك : كوووووووك
شهرزاد : الديك صاح ، والفجر لاح ؛ إلى الغد إذًا يامولاى .
شهريار : إلى الغد ، يا شهرزاد .
عدد زيارات الموقع
121,170