كتب-محمدحمدى
موقعة الإسماعيلية هي حدث وقع في مدينة الإسماعيلية في 25 يناير 1952م، حيث رفضت قوات الشُرطة المصرية تسليم أسلحتها، وإخلاء مبنى المُحافظة للقوات البريطانية،و أسفر الإشتباك بين الشُرطة المصرية ،والقوات البريطانية عن مُقتل 50 شُرطيًا مصريًا ،و80 جريحًا، وقامت القوات البريطانية بالإستيلاء على مبنى مُحافظة الإسماعيلية.......
حيث وصلت قِمة التوتر بين مصر، وبريطانيا إلى حد مُرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب، والأنشطة الفدائية ضد مُعسكراتهم ،وجنودهم ،وضُباطهم في منطقة القنال فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى إنسحاب العُمال المصريين مِن العمل في مُعسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد !
وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عُمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مُساهمة في الكفاح الوطني سجل 91572 عاملًا أسماءهم في الفترة مِن 16 أكتوبر 1951م، وحتى 30 مِن نوفمبر 1951 م- كما توقف المُتعهدون عن توريد الخضروات ،واللحوم ،والمُستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة ثمانون ألف جُندي وضابط بريطاني !
وقد أقدمت القوات البريطانية على مُغامرة أخرى لا تقل رعونة أو إستفزازًا عن مُحاولاتها السابقة لإهانة الحكومة ،وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المُعاهدة، ففي صباح يوم الجُمعة 25 يناير 1952م، إستدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –البريجادير أكسهام- ضابط الإتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تُسلِم قوات الشُرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المُحافظة ،والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كُلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المُكافحين ضد قواته في منطقة القنال، ورفضت المُحافظة الإنذار البريطاني، وأبلغته إلى وزير الداخلية - فؤاد سراح الدين باشا - الذي أقر موقفها، وطلب مِنها الصمود ،والمقاومة ،وعدم الإستسلام .
فَقَدَ القائد البريطانى في القناة أعصابه فقامت قواته ،ودباباته ،وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شُرطة الإسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه مِنه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباط وجنود الشرطة رفضوا قبول هذا الإنذار،ووجهت دباباتهم مدافعها ،وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مُركز، وبشع بدون توقف ،ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات الشرطة مُسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة ،وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم الشرطة الصغير ،ومبنى المُحافظة في الإسماعيلية ، سبعة آلاف جُندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ، بينما كان عدد الجنود المصريين المُحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق !
وإستخدم البريطانيون كُل ما معهم مِن الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون ،واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتَين طويلتَين مِن القتال، سقط مِنهم خلالهما خمسون شهيدًا و ثلاثين جريحًا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز في مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر مِن المدنيين وأسر مَن بقي مِنهم .
كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر مِن المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى !
وتحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية، وفي 2009 م أصبح يوم 25 يناير مِن كل عام يوم عطلة رسمية في مصر .
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 190 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2024 بواسطة starstar200

عدد زيارات الموقع

68,463