• 2015/10/04 - ‎منذ 4 ساعات

على مدار عمر الانسان في الكرة الأرضية له العديد من الإنجازات والمعارف التي يتم تناقلها بين الأجيال المختلفة، ومن اهم هذه الإنجازات والتي تساهم في نقلها كذلك هي المكتبات العريقة، ولكن ايدي الانسان الغاشمة دمرت العديد من المكتبات العظيمة..

ولأسباب مختلفة لتنهي أجزاء كبيرة من الحضارة، واليوم نتعرف على عشرة مكتبات عظيمة تم تدميرها لأسباب إنسانية وليس طبيعية.

مكتبة اشور بانبيال

تأسست مكتبة اشور بانيبال في القرن السابع قبل الميلاد، وقد تم تسميتها نسبة إلى اشور بانبيال اخر الملوك الإمبراطورية الاشورية الحديثة، واحتوت هذه المكتبة على الاف من الواح الطين ونصوص اكثرها باللغة الاكادية.

وعام 612 قبل الميلاد تم تدمير نينوي بسبب التحالف بين البابليين والسكوثيون والميديون، وتم اضرام النيران في القصر ووصل إلى المكتبة مما ادي إلى انصهار الواح الطين، وقد قدر العلماء مقتنيات المكتبة بكونها احتوت على الأقل 10000 لوح طيني، وقد جمعها الملك اشور بانبيال  من القصور الملكية لأجداده وأضاف إليها الكثير، وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة.

مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية كانت واحدة من أكبر وأعظم المكتبات في العالم القديم، ازدهرت خلال العصر البطلمي، وقامت بدور تعليمي عظيم منذ تم بنائها في القرن الثالث قبل الميلاد، حتى دخول الرومان مصر عام 30 قبل الميلاد، واحتوت مجموعات من المخطوطات، وغرف للمحاضرات والاجتماعات، حدائق، وكانت ضمن مركز بحث أكبر سُمي متحف الإسكندرية عمل بها الكثير من مشاهير المفكرين والعلماء في العالم القديم، وتم بنائها على يد بطليموس الأول خليفة الاسكندر الأكبر.

واحتراق المكتبة أحد اشهر حوادث التدمير الثقافية عبر العصور، وهناك الكثير من الاقاويل حول الفترة الزمنية والحادثة التي أدت إلى ذلك، وأتفق العلماء على كون الاغلب ان التدمير حدث على مدار ثمان قرون من خلال أربعة حوادث رئيسية هم:

• الحريق الذي تسبب فيه يوليوس قيصر بالإسكندرية عام 48 قبل الميلاد.
• هجوم الامبراطور الروماني اورليان على الإسكندرية في الفترة 270-275 ميلادياً على الإسكندرية.
• حرقها على يد الامبراطور الروماني ثيوديوس الأول عام 391 ميلادياً.
• بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 642 ميلادياً.

كيف تُعيد المكتبات إحياء الحاجة إلى القراءة؟

مكتبة سابور ببغداد (دار العلم)

كان “أبو النصر سابور بن أردشير” وزير بهاء الدولة ابن نصر ابن عضد الدولة بون بويه الديلمي، بالإضافة لكونه كاتب سديد، ومن اهم ما أشتهر به مكتبته العملاقة التي انشأها عام 991م، وقد أبتاع داراً وأسماها دار العلم لينقل لها كل كتبه التي ابتاعها وجمعها، ثم صنع لها فهرس، واحتوت هذه المكتبة على اكثر من عشرة الاف مجلد، منها مائة مصحف بخطوط بني مقلة.

وقد حُرقت هذه المكتبة عند دخول الملك طغرل بك السلجوقي عام 1059 ميلادياً والكتب الباقية منها كانت نواة لمكتبات أخرى عديدة.

بيت الحكمة ببغداد

بيت الحكمة كانت مؤسسة علمية في العراق، وتم انشائها في العصر العباسي، وكان عصر ازدهارها في عهد الخليفة العباسي المأمون، وحدثت خلال هذه الفترة نقلة نوعية في الترجمة، وكان بيت الحكمة تضمن ساحات جامعية ومطعم ومساكن للطلاب، والطابق الأسفل به قاعات خزائن الكتب والترجمة والتجليد والدراسة.

وأنشأ بيت الحكمة ابي جعفر المنصور، حيث كان شهيراً باهتمامه بالعلوم والمعرفة، وأصبح سريعاً بيت الحكمة مركز للترجمة للغلة العربية في كل المجالات سواء طب او هندسة او حساب او فلك.

احتوى بيت الحكمة قبل تدميره ما يزيد عن 300 ألف كتاب، وقد انتهت كل هذه المعارف على يد المغول عندما اجتاحوا بغداد عام 1285 ميلادياً.

مكتبات الفاطميين (دار الحكمة)

أهتم الفاطميين بالعلم بفروعه المختلفة، وتم إنشاء دار الحكمة على يد الحاكم بأمر الله الفاطمي بالقاهرة عام 395 هجرياً، وأصبحت مركز علمي وثقافي، وأُلحق بها مكتبة عظيمة، وقيل إنها شملت ألف وستمائة ألف كتاب.

كانت نهاية هذه المكتبة باستلام صلاح الدين الايوبي حكم مصر، وهناك قولان حول هذا الامر، الأول إنه حرقها، والثاني إنه أمر ببيع كتبها بأثمان بخسة حتى انتهت تماماً خلال عشر سنوات.

مكتبة رجلان بويلز

مكتبة رجلان مكتبة كانت تقع في قصر رجلان في الجنوب الشرقي من ويلز، واحتوت هذه المكتبة على مجموعة قيمة للغاية من المخطوطات القديمة والتاريخية، واعمال لكتاب كبار، وقد تدمير هذه المكتبة الثمينة خلال الحرب الاهلية الإنجليزية في أغسطس 1646 على ايدي الجنود تحت قيادة اوليفر كرومويل، وقد تم وصفه هذه الحادثة بخسارة لا تعوض.

مكتبة الكونجرس

تأسست مكتبة الكونجرس في 24 ابريل عام 1800 في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية، وقد تم بنائها لتخدم الكونجرس الأمريكي، ولكنها في الحقيقة مكتبة قومية، وهي ثاني اكبر مكتبة من حيث عدد الكتب المتواجدة بها، وبها كتب تغطي كافة المواضيع تقدمها للباحثين في المجالات المختلفة ب 450 لغة وثلثين الكتب المتواجدة بها من لغات أخرى غير الإنجليزية.

صاحب فكرة بناء المكتبة هو جيمس ماديسون عام 1783، وتم وضع ميزانية لها تبلغ 5000 دولار وبدأت ب 740 كتاب وثلاثة خرائط.

خلال حرب عام 1812 قام البريطانيون بحرق واشنطن في أغسطس 1814 وتم تدمير مكتبة الكونجرس ومجموعتها التي بلغت في هذا الوقت ثلاثة الاف كتاب.

مكتبة بولي خمري بأفغانستان

تقع مدينة بولي خمري في شمال أفغانستان وكانت احدى اهم معالمها مكتبة ضخمة احتوت على 55 ألف كتاب ومخطوطة منهم قطع نادرة للغاية، ولكن للأسف هذه المكتبة تدمرت 12 أغسطس عام 1998 على ايدي طالبان.

المجمع العلمي بمصر

تم انشاء المجمع العلمي بالقاهرة في العشرين من أغسطس عام 1798 وذلك بناء على قرار من نابوليون بونابرت، وتم انشاءه في منزل لأحد البكوات في القاهرة، ثم تم نقله إلى الإسكندرية عام 1859 وهناك تم إطلاق عليه المجمع العلمي المصري، وعاد مرة أخرى للقاهرة عام 1880.

وضمت مكتتبته 200 ألف كتاب منها أطلس باسم مصر الدنيا والعليا كُتب عام 1752، واخر عن فنون الهند القديمة، وأطلس ألمانيا منذ عام 1842 حول مصر واثيوبيا، وأطلس ليسوس، والذي كان يمتلكه الأمير محمد علي.

وفي صباح السبت 17 ديسمبر عام 2011 وخلال احداث مجلس الوزراء اشتعلت النيران في المجمع العلمي والتي تكررت مرة أخرى يوم 18 ديسمبر، وخلال هذه الحداثة احترقت اغلب محتويات المجمع منها النسخ الاصلية لكتاب وصف مصر، ولم يبقى من ال 200 ألف وثيقة سوى 25000 فقط.

المكتبة المركزية بالموصل

تقع المكتبة المركزية في مدينة الموصل وتم تأسيسها عام 1921 وعرفت في ذلك الوقت بالمكتبة العمومية، وترأسها منذ 1921 وحتى 1928 حسين الجميل، واحتوت هذه المكتبة على مجموعات خاصة تبرع بها أصحابها للمكتبة، وكتب قيمة ونادرة ومخطوطات تراثية، وكتب باللغة السيريانية تم طبعها بأول مطبعة بالعراق، وكذلك على تحف نادرة، مثل الاسطرلاب والساعة الرملية، وضمت ثمانية ألف كتاب في مجالات متنوعة مثل الثقافة والتاريخ والفلسفة والعلوم.

وفي 21 فبراير 2015 قام تنظيم داعش بتفجير هذه المكتبة واحراق محتوياتها عن بكرة ابيها.