جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
إنطلاقه جديدة للسينما الروسية
يحقق الفيلم الروسي (الفرقة التاسعة)، وهو أول فيلم يخصص (لأبطال أفغانستان) بعد عشرين عاماً من انتهاء هذا النزاع الذي انغمس فيه الاتحاد السوفياتي، أرقاماً قياسية في صالات العرض في روسيا.
ويروي الفيلم قصة فرقة من الجيش الأحمر من بداية تدريباتها وحتى مقتل أفرادها دفاعاً عن موقع روسي في أفغانستان في فبراير 1989، وهو آخر ايام الحرب.
وقد شهد الفيلم استقطاباً غير مسبوق في روسيا إذ شاهده حوالي مليوني شخص بعد أسبوع تماما من اطلاقه، مع عائدات قاربت ثمانية ملايين دولار.
ويعد هذا الفيلم الاضخم إنتاجياً في تاريخ السينما الروسية من حيث تكلف حوالي تسعة ملايين دولار.
إلا أن ما يميز هذا الفيلم بحق هو أنه يعتبر الفيلم الأول من نوعه الذي يغطي هذه الفترة الزمنية من التاريخ الروسي.
وبمعنى آخر فإنه الفيلم الأول الذي يحاول إلقاء الضوء على هذه الحرب التي عانت منها روسيا في القرن الماضي.
جدير بالذكر أن صناعة السينما الروسية تكون سخية في تعاطيها مع الحرب السوفياتية في افغانستان والتي استمرت قرابة العشر سنوات من دون ان تنتهي بانتصار.
ويقول الكسندر بروخانوف الذي عمل مراسلاً في حرب افغانستان وهو حالياً رئيس تحرير صحيفة (زافترا) القومية ان (المكتبة السينمائية ضعيفة وفقيرة فيما يتعلق بحرب أفغانستان وليس فيها أي عمل ملحمي كالافلام التي أخرجها الامريكيون حول حرب فييتنام).
كما خصصت الصحف مقالات كبيرة لهذا الفيلم الملحمي الذي يخلو تماما من البعد النقدي الذي قد تتضمنه افلام اميركية من هذا النوع.
من ناحية أخرى نظرت اعتبر الروس أن هذا الفيلم هو أول تكريم يتم للجنود الروس المشاركين في الحرب منذ نهايتها.
كما رافق الفيلم حملات دعاية ضخمة مما ساعد على انتشاره ونجاحه جماهيرياً، إضافة إلى أنه فيلم تشويقي ومليء بالحركة.
إلا ان السر يكمن ايضا بحسب المحللين في ان الفيلم يلبي الرغبة المتنامية في روسيا في السنوات الاخيرة في إيجاد ابطال قوميين جدد ونماذج وطنية تشهد لتاريخ مشترك عظيم.
الا ان المحللين يحذرون في الوقت ذاته من ان هذا الفيلم يمجد الروح الشمولية التي طغت على ثقافة الاتحاد السوفياتي اذ انه يعرض قصة هذه الفرقة التي يأتي عناصرها من جميع انحاء الاتحاد إلا أن الفيلم لا يتطرق إلى الحرب من زاوية انها كانت مستنقعاً تورط فيه الاتحاد السوفياتي بل يكتفي بتجسيد (أسطورة) الصداقة بين شعوب المعسكر السوفياتي السابق.
وفي هذا السياق، تقول الناقدة كاترينا باراباش من صحيفة (نيزافيسياما غازيتا) ان الفيلم لا يولد أي من مشاعر (الحداد والالم والعار) التي ولدتها الأفلام الأمريكية التي حكت عن عبثية الحرب في فييتنام.
وتضيف الناقدة ان جميع شخصيات الفيلم متشابهة وتدور حول فكرة واحدة: ليس مهما أين يرسلك الوطن بل المهم ان تبقى إنساناً.
انها فكرة جيدة لمسلسل تلفزيوني الا انها فكرة خاطئة وخطيرة بالنسبة لفيلم أراد أصحابه معالجة احدى اكثر صفحات تاريخنا مأساوية.
ويركز فيلم (الفرقة التاسعة) على فكرة التضامن بين الرفاق المجندين بدون اي اشارة إلى مضمون الحرب بحد ذاتها التي اعتبرها السوفيات حرباً لدعم (نظام شيوعي شقيق).
وينفي مخرج الفيلم فيدور بوندارتشوك المعروف خصوصاً بأفلام الفيديو كليب التي أخرجها، ان يكون فيلمه يحمل اي (رسالة سياسية).
وقال المخرج لم أرد ان يكون الفيلم عملاً سياسياً يعرض للاخطاء التي ارتكبت في افغانستان، بل فيلما عن الصداقة بين شباب جيلي وجيل افغانستان.
وأضاف انها قصة بلدنا، البلد الذي ولدت فيه، الاتحاد السوفياتي الا ان الفيلم ينتهي مع اظهار شعور الجنود بان دولتهم قد تخلت عنهم عندما امرت بسحب قواتها.
المصدر: مجلة الجريدة