تعد حاسة السمع من الحواس التي يعتمد عليها الكفيف اعتمادًا رئيسيًا في تعويض جانب كبير من جوانب القصور في الخبرة نتيجة فقد أو ضعف حاسة الإبصار، وتعتبر ثاني الحواس أهمية بعد الإبصار نظرًا لعلاقتها الوثيقة بتواصل الكفيف ولغته، حيث يحافظ على تواصله الفاعل مع البيئة عبر هذه الحاسة منذ وقت مبكر من عمره، فهو لا يعتمد على سمعه فقط في الاستماع إلى الأصوات وتحديد مصادرها، وإنما يمكنه الحصول على كثير من المعلومات التي يحصل عليها الفرد المبصر عن طريق حاسة الإبصار بواسطة تلك الحاسة و الأطفال الصغار يستطيعون تحديد مصدر الصوت، وكلما كانت البيئة غنية بالمثيرات حصل الفرد على معنى أفضل للأصوات التي يسمعها، ويصبح الطفل قادرًا على تمييز صوت الإنسان عن صوت الأشياء الأخرى، وعندما يمكنه النطق فإنه يقلد أصوات الآخرين، ومن هنا يحدث الاتصال بين الطفل و بيئته، ويتطور هذا التقليد حسب درجة مهاراته الغوية الأساسية، وتتطور لديه السيطرة على الأصوات التي ينطقها كلما تمكن من التقليد الجيد للأصوات والكلام ويزيد اتصاله مع بيئته بشكل أفضل، فهو يستطيع أن يحدد مصدر الصوت واتجاهه ودرجته، وأن يميز بين الأفراد والطيور و الحيوانات والأدوات والأجهزة والآلات والظواهر الطبيعية ويتعرف عليها عن طريق السمع. 

إن تنمية حاسة السمع منذ وقت مبكر تعتبر من الأهمية بمكان لدى المكفوفين، حيث إنها الوسيلة الأولى لتعليم الطفل الكفيف بحمله ثم التحدث معه والاتصال معه بكافة الوسائل البسيطة والممكنة يعمل على بناء علاقة فعالة كما يحافظ على النمو المبكر لحاسة السمع لديه، ويمكن للطفل أن يصل إلى البيئة من خلال الإيحاءات السمعية طالما أنه فقد فرص الإثارة البصرية لهذا الاتصال، فهو يستطيع الانتباه البحث عن الإثارة السمعية بفاعلية في الوقت الذي تبقى استجابته في المستوى الآلي لاستقبال الصوت إذا لم تقدم له المعلومات السمعية بالمستوى المطلوب لتوظيفها، وحتى يمكن التغلب على ذلك يحتاج الطفل الكفيف إلى مميزات لفظية و تفاعل مستمر ومتكرر مع الآخرين، كما يحتاج إلى مساعدة لإجراء عملية الربط بين ما يسمع والأشياء ذات المعنى في البيئة حيث يلمسها ويكتشفها بيديه. 

ونظرًا لأن تدريب الطفل الكفيف على تنمية مهارات الاستماع ضروري وهام، ومن هذا المنطلق فإن المربين وأولياء الأمور يمكنهم اتباع الكثير من الطرق لتحقيق ذلك، ومن هذه الطرق:

 o جذب انتباه الطفل إلى ما يمكن الاستماع إليه بطريقة مشوقة وممتعة.

 o استخدام استراتيجية قص القصص، ثم تكليف الطفل بإعادة ما سمعه ومحاولة تلخيصه واستخلاص الأفكار الأساسية للقصة.

 o الاستماع إلى الأشرطة المسجلة والتعليق عليها.

 o محاولة التخلص من التشتت وعدم التركيز بعدم إطالة زمن الاستماع وجعله على فترات مناسبة.

 o تشجيع الطفل على الاستماع و تعزيزه على ذلك.

 o يمكن الاستعانة بأشخاص آخرين للتدريب على تمييز الأصوات.

 o أن تتم عملية التعلم في جو من الهدوء والأمان والتنظيم.

 o تركيز الانتباه على النقاط الهامة وإعطاء وقت كاف لاستيعابها.

 o تدريب الطفل على عملية التواصل المنظم وخاصة مع الآخرين كمعرفة وقت الاستماع ووقت التحدث أو الرد وهكذا.

 المصدر: د. محمد خضير -  د. إيهاب الببلاوي

  • Currently 314/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
105 تصويتات / 2930 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2009 بواسطة sn1

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

199,869