إعداد: محمد صالح علي

هي أمريكية كانت مصابة بالصمم والعمى والبكم منذ صغرها، ورغم هذا تعلمت الكتابة والنطق، ثم تعلمت اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ودخلت الجامعة وتخرجت، ثم تفرغت للكتابة والتأليف، ولها كتب وقصص ومقالات، ومن مؤلفاتها: كتاب قصة حياتي.

 في ولاية (الباما) الأميركية, ولدت ( هيلين كيلر ) وبدت عليها مظاهر النجابة في سن مبكرة؛ فما كادت تكمل العام الأول حتى بدأت تنطق ببعض الكلمات ولكنها ما أن بلغت الشهر التاسع حتى إصابتها حمى أفقدتها بصرها و سمعها، فغرقت في ظلام وسكون شاملين، ونسيت ما كانت تعرفه من كلمات قليلة،" تم ما لبثت أن فقدت قدرنها على النطق أخذت الطفلة الصغيرة تنظم صلتها بالعلم عن طريق حاستي اللمس و الشم , فكانت تدرك الأزهار برائحتها . وتتحسس طريقها إلى الحديقة يتلمس الجدران و الأسوار، وهكذا قويت لديها حاسة اللمس، فاستطاعت أن تميز ملابسها من غيرها وان تتعرف على لعبها و كثيرا مما حولها .

عندما تجاوزت (هيلين) الخامسة من عمرها اتصل والداها بمعهد (بركنز) في مدينة(بوسطن)وطلبا مدرسة متخصصة المكفوفين لتدريس (هيلين) .

 و بدأت المعلمة تدريسها بأن صبت الماء على يد تلميذتها وأخذت تنطق بكلمة ماء في حين و ضعت يد هيلن على شفتيها و هي تنطق بالكلمة . وكررت المحاولة فإذا بالطفلة تبتسم لأنها قد أدركت العلاقة بين جريان الماء على يدها , واختلاجات شفتي المعلمة , و بدورها بدأت هيلن تحرك شفتيها لتنطق بالكلمة ذاتها , ونجحت محاولتها فقالت (ماء.....ماء.....).

 ما كاد العام ينقضي حتى أيقنت المعلمة أن (هيلين) تستطيع تعلم القراءة والكتابة بطريقة (برايل) فأحضرت لها بعض الكتب المطبوعة بتلك الطريقة. ثم بدأت معها المرحلة الثانية من التعليم . و أظهرت (هيلين)بمحاولة اداث الأصوات الكلامية معتمدة على تحسس تحركات اللسان مدرستها و شفتيها و حنجرتها , وتوالى تدريبها المرهق, حتى استطاعت أن تسيطر على مخارج الحروف وان تصوغ العبارات , وكم كانت دهشة أهلها عظيمة عندما سمعوها تتحدث للمرة الأولى!

التحقت (هيلين) بالمدرسة، وبعد أربع سنوات من الدراسة المتواصلة، والعمل االدؤوب، اجتازت الاختبار النهائي في اللغات اليونانية واللاتينية والألمانية، وفي الجبر و الهندسة , ثم دخلت الجامعة، وأظهرت على عادتها مثابرة ونشاطاً بالغين, أظهرت موهبتها في الكتابة، فنشرت كتابيها (قصة حياتي) و( التفاؤل) تحدثت فيهما عن مشاعر البهجة والإقبال التي دفعتها إلى تتخطي كل ما اعترضها من عقبات . 

تلك هي (هيلين) ذات الشخصية الفذة التي تسلحت بالإيمان العميق والإرادة الغلابة، واقتبست من التفاؤل والأمل شعاعًا لا ينطفئ نوره.

  • Currently 388/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
128 تصويتات / 4824 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2009 بواسطة sn1

ساحة النقاش

AberElgarhe

موضوعات جيدة تفيد كل من له اهتمام بهذا المجال جهد مشكور

AberElgarhe فى 10 ديسمبر 2010 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

200,163