كانت للنسبة المتزايدة من الأطفال الذين تعرضوا للإعاقة قبل مرحلة المدرسة اكبر الأثر في ارتفاع الأصوات التي تنادي بحاجتهم إلى خدمات خاصة تسمى التربية الخاصة المبكرة أو برامج التدخل المبكر Early Intervention وهذه البرامج ما زالت قاصرة في معظم الدول العربية، ويمكنها ان تلعب دورا فعالا في حالة عدم نجاح برامج الوقاية أو تتطلب إجادة الكشف المبكر لتقديم تلك الخدمات.
ومع تعاظم الاهتمام بتطوير برامج الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من العمر الأمر الذي دفع الكثير من مؤسسات الرعاية في العالم كله إلى إعادة النظر في برامجها المعلقة ومحاولة تعديلها للحاق بركب التقدم في مجالات أبحاث برامج مكافحة الإعاقة ساعدها في ذلك التقدم العلمي المؤهل في أساليب الكشف المبكر والوقاية من مسببات الإعاقة والتطور في مجالات الرعاية الصحية الأولية وارتفاع أعداد هؤلاء الأطفال ذوي الحالات الخاصة في الآونة الأخيرة ومع ارتفاع معدلات الفقر والعوز والحرمان والتشرد خاصة بالدول النامية المتخلفة وبالتحديد في مواقع بؤر التوتر والغليان التي تنفق معظم دخولها الوطنية رغم تدافعها في شراء السلاح واستيراد وسائل القتل السريع. وقد نجم عن هذا كله قصور في الخدمات، وقصور في وسائل الوقاية من الإعاقة خاصة غياب التحصينات ضد الأمراض المعدية وتواضع الخدمات المتقدمة للأمومة والطفولة .. وذلك عبر خدمات علاجية وتربوية صممت ببرامج تخص الأطفال في مرحلة الست سنوات الأولى من العمر يتميزون بحالات خاصة تتطلب التدخل سواء أكانوا معاقين أو متأخرين نمائيا أو معرضين لخطر الإعاقة أو التأخر (Atrisk).
هذه الخدمات تقدم إما من خلال مراكز متخصصة يعمل بها أخصائيون في مجالات مكافحة الإعاقة والتربية الخاصة مثل العلاج الطبيعي، والعلاج النطقي، والعلاج الوظيفي والإرشاد الأسري والبرامج التربوية الفردية والتقييم التربوي النفسي تحت خطة إشراف طبي مستمر من اجل تطوير مهارات الطفل أو تقدم تلك الخدمات في منازل الأطفال بهدف تدريب الأمهات على وسائل العناية بالطفل المعوق من خلال متخصصات في الإرشاد الأسري مؤهلات لهذا الغرض تزرن المنازل أسبوعيا. وقبل ان يحقق البرنامج سمعته الإعلامية الملموسة كانت حالات التدخل المبكر يتم إحالتها أساسا من قبل طبيب مختص في فروع الطب وتجرى اختبارات كشفية سريعة عليهم لتعيين أوجه الإعاقة العقلية أو الحركية أو السلوكية من خلال الاختبارات والقياسات المتوفرة بالمركز بعدها يتم اتخاذ قرار العلاج والتدخل المناسب، وبعد ما تحقق للبرنامج الاستجابة لدى الأسر صارت تلك الأسر التي تعاني من ولادة طفل معوق هي الأسرع مبادرة لاستشارة خدمات المركز.
المصدر: موقع شبكة ألم الإمارات
ساحة النقاش