الإخوه والأخوات الكرام
هانحن نعود مره اخرى لنلتقى فى درس اخر من دروس هذه الدوره الرائعه
أعتقد اخوتى الكرام ان الدرس الاول قد إستغرق منا كلاما كثيرا
ليس لصعوبته او صعوبة فهمة ولكن لصعوبة التنفيذ فانت تريد ان تخرج منك عملاقا كان ساكنا لسنين طويله فجأه تريد منه ان ينطلق
نعم سينطلق بإذن الله ولكن كل شىء بالتدريج
لم ينتهى موضوع خروج العملاق عند الدرس الاول الموضوع ممتد معنا بطول الدوره
ولكن دعونا نخوض فى درسنا اليوم
كنا قد وقفنا فى درسنا الماضى عند قصة ذلك الشاب الذى جلس مع نفسه وثبر اغوار نفسه الداخليه ومن المفترض انه من نهاية الدرس الماضى ان نكون
كلنا ذلك الشاب كلنا بدأ وتوكل على الله وانطلق لإخراج هذا العملاق الكامن
إخوتى الكرام الكل يسأل
هانحن قد أخرجنا العملاق وجعلناه يسير فماذا سيستجد على حياتى
ماذا سأستفيد من ذلك
دعونا اخوتى الكرام نبدأ سويا ونقول انه بمجرد خروج ذلك العملاق ستجد ان علاقاتك
سوف تأخذ مسارا جديدا وذلك على مستوى ثلاث مجالات
وسنحاول اليوم بإذن الله توضيح هذه المجالات
بداية نقول ان اكتشاف ذاتى او العملاق بداخلى سيؤثر على
ثلاث مجالات هى
1-مجال العلاقات الإجتماعيه
2-مجال علاقة العبد مع ربه
3-مجال علاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه
ودعونا اخوتى الكرام نبحر سويا فى هذه المجالات ونستعرض سويا التغير الهائل الذى سيطرأعلى حياتنا
اولا:العلاقات الإجتماعيه
كما قال صاحبنا فإنه بمجرد إكتشاف ذاتك والعملاق الكائن بداخلك فإن هذا سيعطينا الفرصه فى التخلص من العقد المتأصلة في نفوسنا مما سيفتح أمامنا المجالات المتنوعة لعلاقات أرحب مع الآخرين
فعندما مثلا تضع في ذهنك هذه المقولة
(عند تعاملك مع الآخرين ، تعامل معهم منطلقا من لحظتك التي تعيشها الآن ! ولا تجلب الماضي البائس)، هذه المقولة لو طبقت من بعض بني البشر لكان الحال مختلفا!!
وعندما نتعامل مع الآخرين بإطار
أننا عندما نخدمهم (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) لأن الأجر من عند الله فإن الفارق يظهر كالشمس في وسط النهار، ولكن! مع تطبيق التوازن نجد أننا عندما نتعامل بهذا التجريد سينشأ تعامل جاف في بعض جوانبه باعتبار أننا لا ننتظر الجزاء ، لذلك كان لزاما علينا أن نفهم الصورة التالية:
عندما نعطي شخصا ما عطاء ما -بغض النظر عن ماهية هذا العطاء- ونذر أنفسنا أصحابا للعطاء فإننا بغير قصد نطبق أقصى درجات الأنانية لماذا؟؟
لأنك عندما تعطي وتعطي ولاتترك الفرصة للآخر لكي يعطي فإنك تحرمه من العطاء هو الآخر، لأنك عندما تعطي فهذا يدل على وجود مقدار معين من المحبة عندك تجاه الذي تعطيه… الآن انقل (الكاميرا) أو المنظور إلى الطرف الآخر وضع نفسك في مكانه، ستجد نفسك آخذا للعطاء ولكنك لا تستطيع أن تعبر للذي يعطيك ذلك الحب الذي يغلف علاقتك به؟؟
شلل نصفي أليس كذلك؟؟؟
تأخذ وتأخذ دون أن تستطيع التفكير ولو للحظة بالعطاء لكي تعبر لحبيبك عن حبك له، لجهل حبيبك بأبجديات العلاقة المشتركة بين الإنسان!!!
من هذا المثال الحي الذي يفسر الكثير من المشاكل التي تحدث في البيوت بين الزوجين ، تستطيع أن تقدر ما لنظرية التوازن من أثر ساحر، كيف؟؟
تملي علينا نظرية التوازن في هذا الموقف أن نكون أصحاب عطاء وأيضا أصحاب أخذ وذلك لكي نترك الفرصة للإنسان الآخر لكي يعبر عن حبه الإنساني لنا وهي حاجة فطرية فينا نحن البشر لأننا بحاجة إلى التعبير عن حبنا للآخر وهذا الحب يتخذ أشكالا عديدة منها العطا
إخوتى الكرام وهكذا تجدون انه بمجرد انطلاق ذلك العملاق
تنطلق معه نظره اخرى تمام للعالم المحيط بنا من نواحى كثيره
تتغير النظره تتغير طريقة التعامل يتغير اسلوب الحوار
كل ذلك يتوقف على مدى انطلاق عملاقك
ثانيا: علاقة العبد مع الله
بسبب الاكتشاف الذاتي سوف تقوى علاقتك مع الله كيف؟؟
عندما تطبق نظرية التوازن في سبر أغوار نفسك ستتعرف على الجانب المادي في حياتك والجانب الروحى ، وهنا سوف تبحث عن مدى الاتزان الحاصل في نفسك
فلا يخفى عليك أخي القارئ كم سلبنا هذه الروحانيه وهذه الشفافيه مع الله بسبب تلك المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل
في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا(وكذلك جعلناكم أمتا وسطا لتكونوا شهداء على الناس(
من ناحية أخرى، عندما أحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوي،
بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يجعلنى بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، أيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الداء وبيدي أصبح الدواء
، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية
أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتة
ثالثا:علاقة الإنسان مع واقعه ومجتمعه
ضغط الدم، الذبحة الصدرية، الإحتشاء القلبي ومن ثم الوفاة
نهايةمأساوية لإنسان القرن العشرين…لماذا؟؟
من أجل نقاش حاد أو من أجل مأزق معينأو من أجل صراع في الشركة بين المدراء أو من أجل………الخ.
هذه هي المأساة ،تخيل عدد العضلات التي تقوم أنت بإرهاقها عندما تنتابك نوبة توتر ، أحصها علىأصابعك:
1-شد في عضلات الرقبة.
2-الصداع
3-ظهور العقد فيالجبين
4-تصلب في عضلات الرقبة
5-شد في عضلات الفكين
6-انحناءالكتفين
7-شد فى العضلات الخلفية
8-وجع معدي
9-بشكل تلقائييتم جذب الساعدين إلى منطقة البطن مما يؤدي إلى
10-صعوبة في التنفس نتيجة الضغط علىالحاجب الحاجز.
لهذه العضلات الحق في أن تشكيك لربها!!!
هذا بالطبعغير المشاكل الداخلية كالصداع وخفقان القلب السريع والإسهال وعسر الهضم والإمساكوالأرق والتعب والتفشش بالأكل وضعف الذاكرة وجفاف الفم وعدم القدرة على التركيزوالأيدي الباردة وغيرها الكثير ، يا لطيف!!!!
لماذا كل هذاياعبدالله؟؟؟
سيساعدك اكتشافك لذاتك على تطوير مقدرتك النفسية على مقاومةالتوتر والقلق والاكتئاب…
عندما تستوعب وتدرك بأنه يجب عليك أن تعيش في حدوديومك فقط! فهذا يعني عدم إشغال نفسك بأمور تريد أنت أن تستبق أحداثها، حاول إسعادنفسك الآن لا تهتم بشأن البحث الذي سوف تلقيه غدا مثلا ، كل ما يجب عليك هو أن تخصصله وقتا معينا وكفى
لكن بتطبيق نظرية التوازن لا أقول بمنعك عن التفكيربالمستقبل لأنه من حقك التفكير بذلك المجهول ولكن لا تدع الأمر يتجاوز حدهووقته…حاول أن تبتسم الآن..
مثال آخر: لديك ظروف عجيبة تمنعك عن التأقلممعها، تقف وتركض بعيدا أم تشعر نفسك بقوة التحدي وتتحدى الظروف ، وتصنع من الليمونشرابا حلوا(الغزالي(
التخطيط وإدارة وقتككل ذلك يساعدك على حياة صحية فيهذا العالم المضطرب، قم بتحديد أولوياتك وأعطها سلما من الأفضلية ولا تنسى وجودالكثير من الأمور الغير مهمة، وضعها على الورقة فمع الورقة والقلم يحلوالسمر…
عندما تصيبك مشكلة ، لا تفكر في المشكلة فقط فكر في المقدمات التيتدركها عن المشكلة وعندما تحيط إحاطة جيدة بهذه المقدمات توكل على الله وابدأ في حلالمشكلة انطلاقا من المقدمات التي تعرفها تمام المعرفة فأنت لها ياعنترة…
عندئذ ستصل إلى النتيجة بعد توفيق الله لك
هذه بعض الأمورالتي تفيد في حياتنا اليومية كبشر نعيش على ظهر هذه المعمورة
وأنا أرى أنتتكامل هذه العلوم الإدارية النفسية مع مناهج التربية التي يضعها الأخصائيون لكيتعطينا إنسانا صالحا ومصلحا قادرا على التعامل مع واقعه بكل ليونة وديناميكية منمنطلق خلفية ثقافية إسلامية
الإخوه والأخوات الكرام
اعلم ان درس اليوم به بعض الغموض
به بعض المصطلحات الثقيله ولكنه ليس بالدرس العملى بقدر ما هو
تبصير ببعض الحقائق المهمه التى ستجد عليك بمجرد البدء فى اكتشاف نفسك والعملاق بداخلك
المصدر : منتديات : هندسة نت
ساحة النقاش