تاريخ الباميا:


ربما لا يدرك الكثيرون من عشاق الباميا ان طبقهم المفضل ( نبتة الباميا) من النباتات الغنية بالفيتامينات المنوعة ، إضافة الى كونها مصدرا جيدا للكالسيوم و الفوسفور و الحديد، زد على ذلك أن الأجزاء الصالحة للأكل من نبات الباميا ليست القرنات فقط بل صالح كله للأكل بمافي ذلك أوراقه و أزهاره، وقبل سرج تنوع استخدامات هذا النبات و فوائده، نقف أولا على منشئه و موطنه.
نشأت الباميا في إفريقيا الاستوائية وبدأت زراعتها في الشرق الأوسط والهند منذ فترة طويلة، وفي القرن التاسع عشر الميلادي شوهدت نباتات البامية البرية على ضفاف النيل الأبيض في السودان. هذا وقد تم إدخال البامية للمرة الأولى إلى أوروبا بواسطة فاتحي الأندلس المسلمين. وقد وصف العالم أبو العباس النباتي، أحد مواطني سيفيل، وصف نبات البامية وصفاً دقيقاً في عام 1216 للميلاد. وبمجرد اكتشاف العالم الجديد (الأمريكتين) رحلت البامية فيمن رحل إلى هناك وعرفت في البرازيل في عام 1658 للميلاد. وتوجد الآن عدة أصناف محلية من البامية في جنوب الولايات المتحدة، حيث تتمتع بشعبية كبيرة هناك، كما توجد أصناف كثيرة منها في إفريقيا وحول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتنقَّل النوع الثاني من رتبة (المالفيسي)، المسمى (بالروزيل)، في الاتجاه المعاكس للبامية، فقد انتقل من جزر الهند الغربية إلى إفريقيا ثم إلى الهند والصين ثم بقية القارة الآسيوية.

* حفظ الباميا:


إذا كانت هناك وفرة في كمية البامية فيمكن تقطيع القرنات إلى أجزاء صغيرة وتجفيفها وحفظها في أوعية زجاجية محكمة القفل أو طحنها إلى بودرة بعد التجفيف ثم تخزينها ويمكن تخزين الثمار جافة كاملة كشرائح أو مسحوق كما يمكن حفظها معلبة أو مخللة. وقبل عملية التخزين يجب انتخاب الثمار الصغيرة الطازجة الخضراء السليمة من العيوب. ويجب أن تكون درجة حرارة التخزين في حدود 7 إلى 10 درجات مئوية (الثلاجة).

* قيمتها الغذائية:


تحتوي القرنات الصغيرة على بعض البروتين (1.6 إلى 2.2%) وبعض الكاربوهيدرات وفيتامينات «أ» و«ج» مع قليل من فيتامينات «ب» ولكنها تكون مصدراً جيداً للكالسيوم والفسفور والحديد.
أما الأوراق فتحتوي على نسب أعلى من تلك العناصر (يصل البروتين فيها إلى نسبة 2.7%) كما أنها تحتوي على كميات كبيرة نسبياً من (الرايبوفلافين) (فيتامين ب2»). والبذور غنية بالبروتين والدهون مع بعض النشا وهي عالية المحتوى من البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور. أما زيت البذور فيتكون من حامض الأوليك (45%) وحامض اللينوليك (20%) والمتبقي أحماض دهنية مشبعة.

* الاستخدام الغذائي:


الأجزاء الصالحة للأكل من نبات البامية ليست القرنات فقط بل إنه يمكن أكل الأوراق والأزهار- يعني كل النبات.
أما القرنات فتستخدم كخضار تسلق أو تطبخ بالطريقة الشرقية أو شرائح تقلى وتضاف إلى الحساء والمرق عادة مع خضراوات أخرى. وتحتوي القرنات على مادة هلامية تعطي قواماً لزجاً عند الطبخ. وفي غرب إفريقيا تخلط البامية مع السمك أو حب الخرنوب أو الباذنجان أو دقيق حب البطيخ أو يمكن تقديم القرنات نيئة كسلطة مع الملح والفلفل والزيت وعصير الليمون. والبامية الجافة المسحوقة تستخدم كمادة تغليظ لقوام الأطعمة وفي السودان ينبت نوع بري من البامية يسمى «الويكة» تجفف قرناته وتسخن ويضاف إلى مرق اللحم لعمل إدام لذيذ يؤكل مع «الكسرة». أما القرنات تامة النضج فإنها تتليف ولا تصلح للأكل.
أما الأوراق الصغيرة فتؤكل كخضراوات وهي عادة تسلق وتطبخ من 15 إلى20 دقيقة حتى تصير طرية ثم يضاف إلىها زبدة الفول السوداني والفاصوليا أما الأزهار فتضاف إلى الحساء.
والبذور الناضجة تحتوي على 20% زيت صالح للأكل يمكن استخدامه في صنع المرجرين. كما يمكن أكل البذور بعد تحميصها كوجبة خفيفة وفي الهند تستخدم البذور كبديل لحبات البن في عمل القهوة. وفي مصر يستخدم دقيق بذور البامية أحياناً كمضاف ومدّعمٍ لدقيق الذرة.
يمكن إضافة البامية الطازجة أو المجففة إلى الحساء أو المرق خصوصاً في المطبخ الهندي والمصري ومطبخ المنحدرين من جزر الهند الغربية. كما يمكن خلط القرنات مع مخيض اللبن والبيض ثم قليها في زيت عميق.
كما يمكن أيضاً تخليل القرنات الصغيرة وفي بعض البلدان يصنع مشروب لذيذ يسمى «سوريل» وحلوى ومربى (جلو) من نوع «الروزيل». وفي الهند تخلط ثمار البامية مع الزبادي في طبق يسمى «داهي كادهي».
ولها استخدامات أخرى
تستخدم أوراق البامية وسيقانها أيضاً كعلف للحيوانات وفي غرب أفريقيا تصنع الحبال وجوالات وخيوط صيد الأسماك من سيقان البامية. كما يمكن الاستفادة من المادة الهلامية الناتجة من طبخ البامية كبديل للبلازما أو لتكثيف حجم الدم. وفي الهند يستخدم مستحضر من السيقان والجذور لتنقية عصير قصب السكر ولصنع مواد غروية في الصين.



  • Currently 54/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 924 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2010 بواسطة shrouk4

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

81,234