تقرير: نشوة الشربينى 
زحام متواصل.. أعطال متكررة.. زيادة زمن التقاطر.. سرقات بالإكراه.. هذا هو حال مترو الأنفاق الآن فى ظل إدارة الشركة المصرية وكأن «الطرف الثالث» المسئول عن الفوضى السياسية فى البلد، يكثف نشاطه الآن فى مترو الأنفاق!
فبعد أن كان المترو وسيلة مواصلات سهلة وسريعة ومريحة وخارج نطاق الزحام فى الطرق والشوارع، وقد ظل هكذا لسنوات قليلة بعد إدارة الشركة الفرنسية له تحولت رحلاته إلى معاناة يومية لحوالى 3 ملايين راكب، بعد أن طالته يد الإهمال وأصبح من وسائل النقل المرهقة التى زادت من معاناة الركاب فى ظل الزحام الشديد والاختناقات وانعدام الصيانة وزيادة زمن التقاطر والأعطال المتكررة وافتقاد التهوية الجيدة، مما يتسبب فى تعطيل مصالح الركاب وتأخر الموظفين والطلبة عن أعمالهم ومدارسهم وجامعتهم، بخلاف انتشار اللصوص والمتسولين والباعة الجائلين الذين يندسون وسط الركاب، مما قد يتسبب فى نشوب المشاجرات، ناهيك عن تعرض الركاب لمخاطر العدوى بالأمراض المعدية نتيجة سوء التهوية.
«الوفد» قامت برحلة فى مترو الأنفاق ورصدت الصورة الواقعية لما يعانيه المواطنون داخله.
بداية الرحلة كانت على خط «المرج - حلوان»، والرحلة الثانية على خط «شبرا الخيمة - المنيب»، وتلاحظ أن مشاكل مترو الأنفاق تبدأ من الصباح الباكر، حيث نجد المواطنين يقفون فى طوابير طويلة أمام شبابيك التذاكر، فضلاً عن الزحام الشديد على منافذ المترو صعوداً وهبوطاً، وأيضاً أمام ماكينات التذاكر وقد وجدنا أغلبها معطلاً وهو دليل على عدم صيانتها، بالإضافة إلى تعطل السلالم الكهربائية مما يجعل الصعود من الرصيف إلى الشارع فوق الأرض عملية شاقة ومرهقة، خاصة لكبار السن والسيدات والمرضي، ناهيك عن ارتفاع أسعار الاشتراكات السنوية للموظفين التى كانت العام الماضى 400 جنيه، وارتفعت هذا العام إلى 440 جنيهاً، والسبب هو إلغاء الدعم، مما يشكل عبئاً كبيراً على الموظف والطالب لكونهما أكثر الفئات استفادة من الاشتراكات.
مهازل تحت الأرض
وبالنزول على سلالم المترو إلى الأرصفة تحت الأرض، خاصة فى خط «شبرا الخيمة - المنيب»، وجدنا الصورة غير مطمئنة، حيث لاحظنا أوضاع الركاب وحالة الاستياء الشديدة بينهم بسبب سوء أحوال القطارات وزيادة زمن التقاطر بين المترو والآخر، فبعد أن كانت تتراوح ما بين 3 و 4 دقائق زادت الآن لتصل فى بعض الأوقات إلى 15 دقيقة.
وعلى الأرصفة وداخل العربات يدور الحديث بين الركاب بانفعال وغضب، حيث يؤثر هذا التأخير فى مواعيد الطلبة والموظفين ويظهر الاستياء أكثر من الوقوف على الأرصفة فى انتظار وصول القطارات لمدد طويلة، مما يتسبب فى تكدس الركاب داخل المحطات سواء كانت المحطات المغلقة داخل النفق أو المحطات العلوية «المفتوحة» فوق سطح الأرض، وعند وصول القطار نجد مهازل وكوارث تحدث بين النازلين والصاعدين من وإلى عربات المترو نتيجة الزحام مثل السرقات بالإكراه والمشاجرات والتحرشات فى غياب تام لأفراد الأمن، كما أن أبواب القطارات لا تفتح إلا للحظات قليلة فيكون نصف الركاب داخل القطار والنصف الآخر على الرصيف، لهذا يحاول الركاب فتح الأبواب عنوة من خارج القطار وبمساعدة من بداخله، وهذا يؤدى إلى تأخر زمن التقاطر، وكانت ملامح الاستياء تبدو واضحة على أوجه الركاب الذين يصرخون من أنهم يتأخرون عن الوصول لأعمالهم يومياً بسبب طول الانتظار فى المحطات لحين وصول المترو، هذا بخلاف الأزمة الخطيرة التى يشهدها المترو فى جميع الخطوط من حيث الأعطال المستمرة، كما نجد الباعة الجائلين من بائعى الأذكار القرآنية والاكسسوارات الحريمى والمناديل والحلوى والجرائد ينتشرون ليس فقط داخل المحطات ولكن داخل عربات المترو نفسها، كما لاحظنا جلوس الشباب على المقاعد الخاصة بالمعوقين وكبار السن والسيدات، خاصة الحوامل الواقفات فى طرقات المترو، فضلاً عن انتشار القمامة والمخلفات والفئران والحشرات على قضبان القطارات.
أما خط «المرج - حلوان» فالوضع أسوأ، حيث إن هذا الخط هو الأقدم ويستقله عدد كبير من الركاب، لذا من المفروض زيادة عدد القطارات العاملة عليه وتقليل زمن التقاطر لكى يستوعب هذه الزيادة الكبيرة من الركاب.
وفى محطة حدائق حلوان وهى إحدى المحطات فى خط «المرج - حلوان» التى تعانى من إهمال جسيم، حيث ينقصها الكثير من أعمال الصيانة، خاصة الكوبرى الذى يستخدمه الركاب للانتقال إلى الجهة المقابلة للقطار لم ينته العمل فيه حتى الآن، ومع أن إصلاحه استمر لمدة سنة ونصف السنة.
وهناك سببان آخران يتحدث عنهما الكثير من الركاب وراء زيادة معاناتهم هما الأكشاك والمحلات التى تبيع الجرائد وكروت المحمول داخل مترو الأنفاق، وأيضاً الألوان الطاغية التى تكسو القطارات وجدران المكان بالإعلانات الكثيرة، مثل إعلانات الأطعمة وشبكات خطوط المحمول.. وغيرها، والكل يتساءل: من المستفيد من ذلك هل جهاز المترو.. وهل سينعكس على ركابه فى صورة تحسين الخدمة أم لا؟!
زحام وبلطجية
أكد ركاب مترو الأنفاق أن هذا المشروع الحضارى رغم أنه سهل على الجميع صعوبة المواصلات فوق الأرض نظراً للازدحام الموجود فى شوارع القاهرة والإشارات التى تعطل السيارات والأتوبيسات، إلا أنه يعانى العديد من السلبيات التى على رأسها الزحام الشديد وانتشار البلطجية من قبل المتسولين والنشالين والباعة المتجولين وسط الركاب مما يتسبب فى وقوع مشاجرات مستمرة، بخلاف التحرشات بين الركاب، وقد يتطور الأمر أحياناً إلى حدوث جريمة فى عز النهار، وأيضاً حدوث اختناقات، وأعطال متكررة، وطول زمن التقاطر، وانعدام الصيانة، وافتقاد التهوية الجيدة، نظراً لتعطل أجهزة الشفاطات والمراوح المتهالكة إلى جانب الماكينات المتعطلة التى تسمح للعديد من الركاب بالمرور دون استخدام التذاكر، وبالتالى يضيع حق الدولة، وفى بعض الأحيان تقوم إدارة المترو بفرض غرامات فورية قيمتها 15 جنيهاً تدفع فى الحال، وفى حالة عدم الدفع يحرر محضر للراكب، فضلاً عن تعطل السلالم المتحركة وإلغاء الدعم عن اشتراكات المترو، وأخيراً عدم تجاوب الجمهور فى الصعود والنزول من عربات المترو رغم وجود علامات إرشادية لأبواب الصعود والنزول داخل العربات وعلى الأرصفة.
وفى أوائل شهر مارس الحالي، حدثت عملية سطو مسلح بمحطة مترو السادات، حيث قام 9 بلطجية بهاجمة الركاب وهم يشهرون الأسلحة البيضاء فى وجوه من يقابلهم من أجل سرقتهم بالإكراه، وقد استولوا على تليفونات محمولة وأموال، فضلاً عن قيامهم بإحداث أعمال شغب وتكسير للزجاج وإتلاف لبعض لوحات الإعلانات ولمبات الإضاءة، بالاستعانة بعدد من البائعين الجالين فى الاعتداء على محطة المترو، وتم القبض على المتهمين بمساعدة عدد من ركاب المترو وعرضوا على النيابة العامة.
وفى أواخر شهر فبراير الماضى، حدثت واقعة سرقة أخرى بمحطة مترو السيدة زينب بالخط الأول، حيث قام مجهولون باحتجاز العاملين والصرافين بالمحطة، وتم سرقة الإيراد واختفاء نحو 17 ألف جنيه من الخزينة، مما دفعهم إلى إبلاغ شرطة المترو ورئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، ولم يستدل عليهم حتى الآن.
كما قام مجهول بإحداث أعمال شغب فى محطة مترو حدائق المعادي، بالتعدى على موظف شباك صرف التذاكر وسبه بسبب اعتراضه على قبول باقى مبلغ عشرة جنيهات قدمها للصراف وهو مبلغ 9 جنيهات عملات معدنية فئة الجنيه، محدثاً بعض التلفيات فى المترو ولاذ بالفرار فى ظل غياب أفراد الشرطة.
ولا يمكن أن نتجاهل الأعطال الكهربائية التى حدثت خلال الشهور الماضية فى حركة المترو مثلما حدث فى محطة المعصرة التى استمر العطل الكهربائى ما يقرب من ساعة ونصف الساعة.
وأيضاً محطة مترو المطرية الذى استمر انقطاع التيار الكهربائى بها ما يقرب من 45 دقيقة، مما تسبب فى العديد من المهازل وتعطيل مصالح الركاب الذين تزداد شكاواهم دون أن تهتم إدارة شركة المترو بحلها.

الوفد

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas