أكد نجيب ساويرس، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، أن القوى الليبرالية لن تسمح أبدا بكتابة الدستور المصرى المقبل على أساس دينى، ودعا القوى الإسلامية التى تتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية إلى التنازل لتحقيق توافق منعا لأى صدام.

وقال ساويرس فى حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم، الأربعاء، "الدستور لا يكتب على يد فئة سياسية معينة، لا بد أن يمثل كل تيارات المجتمع، وما يسعى إليه الإخوان المسلمون والتيار السلفى الآن، هو دفع القوى الأخرى للإذعان لكتابة الدستور على أرضية دينية.. ولن نوافق عليه ولن نسمح به كتيارات ليبرالية على الإطلاق.. ميدان التحرير موجود، والعصيان المدنى موجود".

وأضاف "لا بد لتيار الإخوان المسلمين إذا أراد أن يتحقق نوع من الوفاق الوطنى، من أن يتنازل عن غرور القوة أو بطش الأكثرية، كما يقولون، من أجل التوافق على هذه النقطة.. ونحن على استعداد للحوار وللتوصل إلى توافق منعا للصدام".

وعن محاكمة مبارك، قال "أعتقد أنه أخطأ، وأعتقد أنه لا يوجد أى إنسان فوق المحاكمة، ولكن ما أستطيع أن أقوله، رغم ما سيسببه لى هذا الكلام، من الكم من الشتائم من الشباب وغيرهم، هو أننى شعرت بإهانة شديدة له ولوطنى عندما رأيت هذا المنظر، أعتقد أن دولة بتاريخ وعراقة مصر كان يمكنها أن تتجاوز ذلك، خاصة فيما يخص مبارك بالذات. لأن ليس كل ما أبلاه كان سيئا، رغم كل أخطائه تنحى من دون أن يستمر فى مسلسل سفك الدماء وهذا يُحسب له".

ووصف ساويرس أداء الكنيسة فى المرحلة الراهنة، قائلا "الكنيسة لم تتطور مع تطور الأحداث، طريقة تفكيرها لا تزال كما كانت. وأنا كإنسان علمانى أرفض تدخل الكنيسة فى السياسة. لكن من جهة أخرى، لأن الأقباط لم يجدوا لنفسهم أى قيادة توجههم، لجأوا إلى الكنيسة كقيادة بديلة، وهذا أمر حسب رأيى الشخصى غير مستحب وغير موفق".

كما وصف مسار عملية التحول الديمقراطى فى مصر بأنه "معوج، لأننا أسرعنا فى العملية الانتخابية البرلمانية، ولم نعط فرصة للأحزاب الوليدة كى تكون نفسها، وأعطينا فرصة للتيار الإسلامى كى يتسلق بسرعة إلى السلطة، لكننى أعتقد أن الانتخابات الرئاسية ستكون نقطة فاصلة، لأنه بوجود رئيس، ضمن نظام رئاسى معتدل، ممكن أن ينجح فى إعادة الاستقرار ويعيد تشكيل حكومة وطنية تعكس العصر الجديد".

وأعرب عن سعادته للدور التركى فى المنطقة، قائلا "تركيا هى مثال الدولة الإسلامية التى نصبو إليها ونتمنى الوصول إلى ما وصلت إليه، سواء على المستوى المدنى أو على المستوى العلمانى أو على المستوى الاقتصادى. لقد جعلت الإسلام يظهر فى صورة الإسلام العصرى المستنير".

ورغم انتقاده للمجلس العسكرى، قال "لكن لا يمكننى إلا أن أدافع عن أعضاء المجلس العسكرى، لأنهم غير متمرسين سياسيا، ولأنهم فى الحقيقة لم يطلبوا هذه المهمة إنما أوكلها إليهم تطور الأحداث وبالتالى لا نستطيع أن نلومهم".

وقال: "الجيش يتمتع باحترام المصريين.. وهناك قطاعات كثيرة من الشعب وأنا من بينهم، نرى أن الجيش هو الملاذ الأخير". اليوم السابع

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas