أنواع الجنوح والانحراف

الكاتب الدكتور علي القائمي

يتعرّض أبناؤنا في هذه المراحل من السن إلى سلوكيات مختلفة كثيرة لكل منها خصائصها في كل مرحلة من المراحل. فالسرقة مثلاً يحتمل صدورها من الأطفال ومن الأحداث، ألا أن بعض مراحل الطفولة تتسم بطابع يصعب معه إطلاق كلمة السرقة على مثل هذا الفعل.

وتوصف هذه السلوكيات المنحرفة بالكثرة والتنوّع ويمكن ذكر أهمها كالتالي:

1-الرغبة بمخالفة التعليمات، وهي ظاهرة سائدة بين الأطفال والأحداث ولكن بدرجات متفاوتة تبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة وتتفاقم في سنوات البلوغ.

2-ظاهرة التسكع وهي موجودة عند الأطفال بشكل لا إرادي أما عند الاحداث والمراهقين فهي متعمدة ومقصودة.

3-ظاهرة التسول التي لا يراد منها قضاء حاجة أساسية بل دوافعها على الأغلب خبيثة وشيطانة، وقد تلاحظ هذه الظاهرة حتى لدى اطفال العوائل الغنية.

4-إثارة المشاكل في الصف والمدرسة والبيت، وإيجاد المصاعب للأب والأم والمدرسة، بل وتحدوهم رغبة عارمة لإثارة الضجيج والصخب وحتى أنهم قد يكونوا في بعض الحالات موضع استغلال من قبل الآخرين.

5-الوقوع في شراك الانحرافات الجنسية، وهي ظاهرة متفشية بين الاطفال والأحداث، وتتفاقم لديهم الحالة في سنوات المراهقة والبلوغ، ومما يؤسف له أنها تلاحظ أيضاً بشكل أو آخر حتى بين العوائل الدينية والمدارس النموذجية، إلا أن الوالدين والأشخاص التربويين لا علم لهم بها.

وقد وجدنا خلال تجربتنا في المدارسة الثانوية لمدة 15 عاماً أن الكثير من الأشخاص واقعون في هذه الانحرافات. ويمكن القول بخصوص الأطفال أن هدفهم ليس الاشباع الغريزي بل لا يخرج عن سمة الطابع التقليدي أو قد يُعزى إلى رغبات الآخرين في الإطلاع على خفايا الأمور.

6-الاتجاه نحو استخدام أسلوب العنف وارتكاب الجرائم وهو اتجاه غير هادف لدى الأطفال بينما يصبح هادفاً لدى الأحداث بشكل تدريجي.

7-الاتصاف بصفات الأنانية والغرور والتوجه الذاتي والإنطوائية وهي ذات جذور انحرافية من جهة وذات دلالات نفسية من جهة أخرى. لاشك أن ابناءنا حينما يدخلون في سن المراهقة والبلوغ يستاؤون من رؤية بعض المشاهد التي يعتبرونها منافية للعدالة كمشاهدة ظاهرة التمييز في البيت وفي المدرسة، والأوضاع المأساوية في المجتمع. فأمثال هذه المسائل تحز في أنفسهم وتثير قلقهم وتدفعهم إلى الإنطواء والاختلاء في زاوية يجدون فيها الراحة والسكينة، ومن الطبيعي أن هذا الأسلوب في إفراغ العقد ليس سيئاً على الدوام، ولكنه إذا تكرر حدوثه فلابد من البحث عن جذوره وأسبابه.

8-العبث والتوجه نحو العنف والجريمة حتى وإن كانت قليلة الأهمية، فإنها ستكون في سنوات المراهقة سبباً لجرائم اكثر خطورة.

9-ظاهرة السرقة التي تشاهد لدى الأطفال والأحداث حتى على مستوى السرقات البسيطة.

10-الهرب من البيت والمدرسة وهي ظاهرة ملموسة لا سيما في سن الشباب.

11-الانتحار؛ وهي حالة تلاحظ لدى المراهقين والبالغين الذين يتّسمون بالحساسية المفرطة وخاصة عند مواجهة حالات من الانتحار في المجتمع وإن كانت قليلة.

12-التهريب، والاستغلال من قبل الآخرين كأداة للتهريب، وهو ما نراه في عصابات التهريب التي تضم بين صفوفها أطفالاً وأحداثاً.

13-الإدمان على المواد المخدرة والمثيرة للأوهام، أو العمل على نقلها وتوزيعها.

14-الغش ونكث العهد، والتعامل السقيم مع الأشياء والأدوات ...الخ.

 

إمكانية العلاج

السؤال الذي يثار هنا هو: هل هذه الانحرافات ممكنة العلاج؟ وهل يمكن إعادة الشخص المنحرف إلى جادة الصواب؟ أم علينا الوقوف إزاء زلاتهم موقف المتفرّج؟

من حسن الحظ أن الإجابة على هذا السؤال إيجابية من الناحيتين العلمية والدينية.

فالانحراف كما نراه أمر طارىء، أي أنه لم يكن موجوداً ثم حدث لاحقاً، ويمكن إصلاحه وعلاجه باستخدام بعض الأساليب والفنون.

فالناس وحتى المنحرفين منهم لديهم جوانب يمكن التعويل عليها، لأننا نعلم أن من بين المنحرفين من يحترم الأنظمة ويلتزم بها كالوفاء، والخجل، وعدم إخلاف العهد، وأداء الواجب (في إطار منهجه في العمل)، وتشكيل وتنظيم المجاميع والتمسك بصيغ عملها. وهذه كلها نقاط أمل يمكن الاستناد عليها في العلاج.

يلاحظ مثلاً عند اللصوص صفات من قبيل الشهامة (في إطار عمل اللصوصية)، الشطارة والالتزام بالوعد، وبإمكان المربي استغلال هذه الجوانب والنفوذ إلى أنفسهم وإعادتهم إلى الطريق القويم.

 

 

المصدر: الكاتب الدكتور علي القائمي منقول عنه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1449 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2013 بواسطة shoshosaber

عدد زيارات الموقع

20,762