في كلَّ صباحٍ يستيقظُ سكَّانُ مدينةِ الضَّادِ لِيَبدؤوا أعمالَهم بهمةٍ ونشاطٍ..
وفي كلَّ يومٍ يِتمُّ تكريمُ أبطالٍ جُدُدٍ في تلكَ المدينةِ.
فها هو ذا الفاعلُ البطلُ يكرَّمُهُ الجميعُ على
أفعالِهِ الكثيرةِ التي تستحقُّ الشُكرَ والتَّقديرَ..

أمَّا فعلُ المضارِعِ فيزُورهُ الكثيرونَ...
حيثُ يخبرهُم عن آخرِ الأَخبارِ..
وعن الأفعال التي تحدُثُ في الوقتِ الحاضرِ

إنَّه فعلٌ رائعٌ ومهمٌ في هذِهِ المدينةِ أيضاً...

وكذلكَ فإنَّ فعل الماضي يستقبلُ كلَّ من يريدُ معرفةَ أخبارَ الماضي...
فلديهِ الكثيرُ من القصصِ الشَّيقةِ عن أفعالٍ حدثتْ في وقتٍ مضى..
أجلْ، فعلُ الماضي فعلٌ مهمُّ أيضاً...

وهَا هو ذا فعلُ الأمرِ يُعطي الأوامرَ إلى هذا وذلكَ ليحافظَ بذلكَ على نظامِ المدينةِ..
حتَّى المفعولُ به يشكُرهُ الجميعُ لأنَّه وافقَ أن يُفعلَ به الكثيرُ منَ
الأفعالِ...

جميعُ سكَّانِ مدينةِ الضادِ من الأسماءِ والأفعالِ والحروفِ لهم أدوارٌ مهمَّةٌ...
إلا أنا.....
فأَنا لستُ إلا مضافاً إليه...
أجلْ، لستُ غيرَ اسمٍ يضاف إلى اسمٍ ما..
ولا أدري ما الذي تستفيدُه مني تلكَ الأسماءُ التي أُضافُ إليها.
أشعرُ أن وجودي في هذهِ المدينةِ لا يُفيدُ أحداً على الإطلاقِ....

وغادر المضاف إليه مدينة الضاد باحثاَ عن مكان أفضل له في هذه الحياة...

..... تعب المضاف إليه من الترحال والبحث هنا وهناك

وبينما هو جالسٌ في إحدى
الغابات البعيدة سمع أحدهم يناديه:
الاسمٌ: أنتَ هُنا ؟!!
المضاف إليه: من أنتَ ؟!
الاسم: أنا اسمٌ من مدينةِ الضادِ، مدينةِ اللغةِ العربيةِ.
خرجتُ من المدينةِ أنا وبعضُ أصدقائي وتفرقْنا هُنا وهناكَ للبحثِ عنكَ.
المضاف إليه: للبحثِ عنَّي ؟!!
الاسم: أجلْ، لماذا تركتَ المدينةَ ؟ أخبرني..

كثيرة هي الجملُ التي لم يفهمها أحدٌ بعدَ غِيابكَ..
أنتَ المضافُ إليهِ يا عزيزي.
لا يُمكنكَ أن ترحلَ وتتركَنا بهذهِ البساطةِ.
عُدْ معي أرجوكَ....
المضاف إليه: ماذا ؟!

في المسرحِ كانتْ بعضُ الأسماءِ تُغني أغنيةً لم يُفهمْ معناها:
كمْ نَهوى لغةَ الـ.....
نتغنى في حرفِ الـ....
ونحلَّقُ فوقَ الـ.......
ونحطَّمُ قيدَ الـ....
ما أحلاها لغةَ الـ...

السيد ض يتدخل: للأسفٍ ... صديقُنا المضافُ إليهِ اختفى من المدينةِ مُنذُ يومينِ.
وبدونِهِ لن يفهمَ أحدٌ معنى هذِهِ الجملِ.
انظروا إلى هذِهِ الجملِ كيفَ تبدو دونَ وجودِهِ.
إنَّ الكثيرَ من الأسماءِ تبدو أسماءً نكرةً غيرَ مفهومةٍ

السيد ض: المضافُ إليهِ ؟!

مرحباً بعودتِكَ ...
.مهما يكنِ السببُ الذي دفعَكَ إلى الغيابِ عنَّا فإنَّ جميعَ سكَّانِ مدينةِ الضادِ لن ترضى
أن تستغنَي عنكَ ولو يوماً واحداً..
المضاف إليه: أعتذرُ... أعتذرُ لأنني تركتكُم...
لم أكنْ أعلمُ أن غيابي سيسببُ هذا.
ولم أكنْ أعلمُ أن وجودي سيفيدُكُمْ

والآن تعالوا نغني معاً:
كم نهوى لغةَ الأجدادِ
نتغنى في حرف الضَّادِ
ونحلَّق فوقَ الأمجادِ
ونحطَّم قيدَ الأصفادِ
ما أحلاها لغةَ بلادي
لغةَ بلاديِ لغةَ بلادي


ويصفقُ الجميعُ: هيه... الآنَ فهمنا المعنى وعَرَفنا المغزى..
جيدٌ، أحسنتم جميعاً...
يحيا المضافُ إليهِ... لا ترحلْ ثانيةً أيها المضافُ إليه .. هه هه هه..
السيد ض: والآنَ عرفنا جميعاً أنَّ لكلِ واحدٍ منا دورَهُ المهمَّ في هذا العالمَِ.
وأنتَ أيُّها المضافُ إليه تُعَرَّف الاسمَ وتوضَّحُهُ وتخصصُهُ.
ولا حياةَ لمدينةِ الضَّاد من دونِكَ..

المضاف إليه: اعذُروني جميعاً لنْ يتكررَ ذلكَ بإذنِ اللهِ...
فأَنا الآنَ أعرفُ جَيداً أنني بينَ أخوِتي وأهِلي..

كلُّنا شخصٌ ممَّيزْ أنتَ وأنتِ وأنا..
لا تَقُل: لستُ مهماً إنَّ لي دوري هُنا
وأنا زهرٌ بديعٌ في ربيعِ أرضِنا...
وأنا لحنٌ جميلٌ في نشيدِ كونِنَا