مجلة ياسمين الشام الألكترونية

ثقافية اجتماعية علمية

تصنيف المناطق الجغرافية في العالم بحسب التنوع البيولوجي

 

تصنيف المناطق الجغرافية في العالم بحسب التنوع البيولوجي

تتواجد الحياة في كل مكان على الأرض من قيعان المحيطات إلى أعلى الجبال ومن الصحاري حتى الغابات الاستوائية ومن المستنقعات الاستوائية وحتى مياه الأقطاب المتجمدة.  ومع ذلك، فان هناك مناطق غنية بشكل خاص من ناحية التنوع البيولوجي مقارنة بمناطق جغرافية أخرى. وعلى المستوى العالمي، فان التنوع البيولوجي الأكبر نجده في الغابات المطيرة الاستوائية والمنظومات البيئية فيها تكون غنية بشكل خاص بالأنواع.

تغطي الغابات الاستوائية المطيرة 7% من سطح الأرض وهي موطن لحوالي 50% من الأنواع المعرفة لدينا.

وبحسب الأكاديمية العلمية في الولايات المتحدة، فانه في مسحة معينة بمساحة 10 كم مربع في من الغابات الاستوائية يتواجد حولي 1500 نوع من النباتات المزهرة و-750 نوعا من الأشجار و-400 نوعا من الطيور و-150 نوعا من الفراش و-100 نوع من الزواحف و-60 نوعا من البرمائيات وعدد غير معروف من الحشرات.

في نهر واحد في البرازيل يوجد عدد من أنواع الأسماك يفوق عدده كافة عدد أنواع الأسماك في كل انهر الولايات المتحدة.  وهناك وحدات مساحة في بيرو تصل مساحتها إلى 10 كم مربع تحتوي على 300 نوع من الأشجار في الوقت الذي يوجد في كل شمالي الولايات المتحدة 700 نوعا من الأشجار. ويمكن أن نجد على شجرة واحد في الغابة الاستوائية في دولة بيرو 43 نوعا من النمل وهو عدد أنواع النمل في كل الجزر البريطانية كافة.

تعتبر الشعب المرجانية الغابات الاستوائية في البحر! وحقا ذلك، إذ أن الشعب المرجانية هي المنظومة البيئية الثانية من حيث عدد الأنواع فيها بعد الغابات الاستوائية.  ففي رف الشعب المرجانية الأكبر في العالم والذي يقع في استراليا نجد أكثر من 3000 نوعا من الكائنات الحية وتمتد على طول 2000 كم. ومن الجدير بالذكر أن الشعب المرجانية التي تقع جنوبي المحيط الهادئ هي الأكثر ثراء من الناحية البيولوجية ومن ناحية عدد الأنواع فيها. يعيش في هذه الشعب المرجانية حوالي 2000 نوعا من الأسماك و-5000 نوعا من الرخويات و-700 نوعا من المرجان وعدد غير قابل للعد من السرطانات ونجوم البحر والدود وغيرها. ومن الجدير بالذكر إن هناك العديد من الكائنات الحية التي تعيش في هذه الشعب المرجانية لم يتم التعرف علية أو تصنيفه أو توثيقه.

 

بيوت التنمية الرطبة (Wetlands)

تحتل بيوت التنمية الرطبة المرتبة الثانية بعد الغابات الاستوائية من حيث التنوع البيولوجي. وتتميز هذه المناطق بكونها مناطق مستنقعات التي تكونت في مصبات الأنهار التي تختلط فيها مياه البحر المالحة بمياه النهر العذبة لتكوِّن هناك منطقة تشبه إلى حد بعيد "منطقة انتقالية" بين بيتي تنمي مختلفين (البحر والنهر). كما وان التقاء ظروفا مختلفة في هذه المنطقة يُمكِن من تواجد تنوع بيولوجي كبير. يمكن إيجاد هذه المناطق في دلتا الأنهار مثل نهر الميسيسيبي في الولايات المتحدة والنيل في مصر.

تُظهر الخريطة التالية الدول التي تتمتع بتنوع بيولوجي كبير. ففي أمريكا والمكسيك وفنزويلا

وكولومبيا والإكوادور وبيرو والبرازيل. في كوستاريكا والتي مساحتها اقل مساحة ولاية نيويورك، على سبيل المثال، نجد 5% من عدد الأنواع في العالم.

في قارة أفريقيا، نجد التنوع البيولوجي الكبير في الكمرون وزائير وأثيوبيا ومدغشقر. في جنوب أفريقيا وفي منطقة "كف الأمل" والتي تصل مساحتها إلى 90 ألف كم مربع، نجد أن عدد الأنواع هناك هو ضعف عدد الأنواع الموجودة في ولاية كاليفورنيا على الرغم من أن مساحتها تصل إلى أربعة أضعاف منطقة "كف الأمل". أما الدول الغنية بالتنوع البيولوجي في آسيا فهي الصين والهند وبورما وماليزيا واندونيسيا والفلبين. أما قارة استراليا فإنها غنية جدا بالتنوع البيولوجي. والمشترك بين هذه الدول هو أنها تقع في منطقة المناخ الاستوائي. وبالفعل، فان الغابات الاستوائية تعتبر موطنا لأكثر من 50% من الأنواع المعروفة في العالم. تُمَكِّن الطوبة العالية ودرجات الحرارة الملائمة ووفرة مواد التغذية في تربة الغابة الخصبة تطور أعدادا كبيرة من أنواع النباتات التي تكون بدورها موطنا لعدد كبير من الكائنات الحية. كلما كان عدد ظروف البقاء الخاصة ببيت التنمية (أعالي الأشجار أو عند الجذور أو تحت القشرة أو تحت الحجارة) اكبر كلما كان تنوع الكائنات الحية التي تستوطنها اكبر.

 

التنوع البيولوجي في البلاد

تعد بلادنا ثرية من حيث التنوع البيولوجي مقارنة بمساحتها الصغيرة.  إلا أن هذا التنوع البيولوجي الكبير نابع من مكانة البلاد الجغرافية المتميزة. إذ أن بلادنا تقع بين ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يجعلها منطقة التقاء لثلاث مناطق مناخية.  في مجالنا الجغرافي الضيق نجد مناخا رطبا في الشمال ومناخا جاف في جنوبي البلاد ومناخا معتدل ورطب في الغرب ومناخ جاف في الشرق.

كما وان الفرق في الارتفاع الطوبوغرافي بين المناطق الجبلية وبين غور الأردن (الشق السوري الإفريقي)  يؤثر على تكون مناطق مناخية مختلفة في نطاق كيلومترات معدودة.

هذه الفروق تساهم في تكوين العديد من بيوت التنمية المتنوعة وتعد موطنا للكثير من الكائنات الحية التي تتمتع بمتطلبات بيئية متنوعة التي مصدرها من البلدان والقارات المجاورة. يمكن أن نجد في بلادنا أنواعا من مناطق الشمال وأنواعا من الجنوب وحتى من مناطق استوائية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 592 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2013 بواسطة shifaaa

ساحة النقاش

shifaaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,902