أُكتُبْ ، وإنْ... الشاعر عمرو المليجي
أُكتُبْ ، وإنْ
فصَريْرُ أقلامِ الحيارى
والسَّهارى ، والسُّكارى لا يُحرِّكُ عابِداً
أو ماجِناً ، أو مُسْتكِنْ
أُكتُبْ ، وإنْ
فلكلِّ جَهْدٍ بَعْدَ جُهْدٍ مَنْ يَزِنْ
اكتُبْ أنينَكَ بالمِدادِ ، وقل له :
اصْرُخْ ، فأنَّتُكَ الضَّعيفَةُ لا تَفِنْ
واجْعَلْ صُراخَكَ كالطَّنين إذا وغى
فقلوبُ مَنْ سَحَروا المآقيَ لا تَحِنْ
الخَيْرُ مِنْ كَفِّ السماءِ مُنَزَّلٌ
وعلى أكُفِّ خُطاهُمُ
مِنْ كلِّ مائِدَةٍ يَجِنْ
هذا - ورَبِّ مُحَمَّدٍ
قَتْرٌ يُخالِطُهُ السُّفورُ ، مع الفُجورِ ، مع الهَوى
وكأنَّ كلَّ مُناهُمُ أن نشتهي
ذُلَّ السُّؤالِ ، صّراحةً ، لنقولَها :
باللهِ حِنْ
اكتُبْ ، وإنْ
واسْقي حُرُفَكَ بالدُّموعِ النّازِفةْ
ثم أخْفِها
عنْ كُلِّ شيْطانٍ وجِنْ
فضميرُ مَنْ نَصَبَ المشانِقَ لا يَحِن
ما قل دمع بالبكاء ولا غدا
نَزْفُ العيونِ مهانةً
لحبيس حَرفٍ قدْ يَعِنْ
ولا غدا من يبكهِ
ريماً لآكلة الطحالب في الرواكِدِ إنْ يَئِنْ
قد فارقَ الأحرارَ عَزمُ المُبْتلى
فاغترَّ شيطانُ المَراقَدِ بالموائد واستباحَ عطائَها
لِمَ لا يَطِنْ ؟!
هلْ أخْرَسَ الوَجعُ المُرَقْرَقُ بالدماءِ صَبابَةَ القلبِ الشّجِيْ
فاختارَ طوعاً أنْ يُداهِنَ مُذهِباتٍ للقصائِدِ لا تَضِنْ ؟!
هَلْ أرْهَبَ الرُّعْيانُ صَوتَ حُروفِهِ
فانسَلَّ يَعْدو حيثُ ظلِّ المُسْتكِنْ ؟!
الشاعِرونَ الأوَّلونَ على وتيرةِ نَظْمِهِمْ
هَزَموا الأكاسرَ والقياصِرَةَ العُظامِ بسيفِ حَرفٍ قد يَغنْ
لكنَّهُ ، في ساحِ أدْيرَةِ القصائِدِ لا يَوِنْ
يا أيها الشعراءُ في ساحِ القصيدِ أراكُمُ
مَرْفوعَةٌ ، لكمُ البيارقُ إنْ شددْتمْ للأنينِ حَبائِلَهْ
الجِذْعُ أنَّ على فِراقِ المُصْطفى
لِمَ لا نئنْ ؟!
إنْ كُنْتَ حَقاَ شاعِرا
( أوْ مُشْعِراً ) يَرجو العُلا
فاكتُبْ ، وإنْ
ساحة النقاش