عبدالله صبري : القصيدة وسيلة لمقاومة الحياة

نادي حافظ أهم من أثروا  في مشروعي الإبداعي

أحب التفلسف وأكره التصنيف وأحترم الشاعر المفكِّر

العامية المصرية بخير ولدينا شعراء حقيقيين يعتبره الكثيرون علامة مميزة في شعر العامية المصرية ، وصاحب مدرسة شعرية لها نكهتها المختلفة ، له قاعدة جماهيرية واسعة ومريدين من شباب الشعراء الذين يعتبرونه قدوة يحتذى بها في كتابة الشعر المغاير الذي يجمع بين التنغيم وبكارة الطرح الإبداعي والتجديد في مضامين وأفكار وتقنيات الكتابة الشعرية . الشاعر عبدالله صبري الذي سيكمل عامه الواحد والثلاثين في نوفمبر القادم  والذي قال عنه الشاعر الراحل أحمد الشربيني " أحياناً أشفق عليه من موهبته المتجاوزة كل الحدود والتي تجعله عصيّ على التصنيف " يقيم بدولة الكويت ويشارك في إدارة العديد من الجماعات والأنشطة الثقافية ، وقد أجرينا معه هذا الحوار :  

أجرى الحوار / شحات فكري

ماذا تمثل لك القصيدة ؟

القصيدة بالنسبة لي شعور بالقدرة على المقاومة ، وصرخة للذين يقرأوني لكي يطلعوا على ما تدبره الحياة لنا من مكائد ، وهي بنتٌ جميلة أحبها لكني أستمتع بالبحث عنها لا بالوصول إليها .

من هم الشعراء الذين تأثرت بهم وأثروا مشروعك الشعري ؟

كثيرون ، بداية من المتنبي وأبي تمام ، مروراً بمحمود درويش وأدونيس وأحمد بخيت ونادي حافظ ، وصولاً إلى أشرف البولاقي وفتحي عبدالسميع ، وحسام حسين وحتى جيل الشباب الذين بعضهم يصغرني في السن مثل عبدالرحمن مقلد ، وتامر عبدالحميد وغيرهم ، فأنا دائم البحث عن الشعراء الحقيقيين حتى لو لم يكونوا من المشاهير .

ومن أكثر الذين أثروا في رؤيتي للشعر والعالم الشاعر الصديق نادي حافظ ، فهو من المثقفين أصحاب الرؤى المغايرة وألجأ إليه في الإشكاليات العويصة التي تواجهني ، وعندما كنت في مرحلة البدايات تأثرت برؤى ودراسات الشاعر القنائي الكبير فتحي عبدالسميع فهو صاحب باع كبير في العملية التثقيفية في صعيد مصر ، وشديد الحرص على نشر الوعي والثقافة أينما حل . أيضاً الشاعران مصطفى جوهر وعبيد عباس من أصحاب الفضل علي والذين وقفوا بجانبي كثيراً .

لماذا تكره التصنيف ؟

لأنني أكره القولبة والتحجيم والقيود ، وأرفض أن يصفني أحد بأنني شاعر حداثي أو تقليدي ، الشاعر يحب التحليق والتنوع والحرية التي لا تحدها حدود ، وأنا كتاباتي تشبهني ولا يمكن أن تندرج تحت نوع معين وثابت من الكتابة .

هل شعر العامية المصرية بخير في هذه المرحلة ؟

على عكس ما يُشاع ، أنا سعيد جدًا بالشعراء الشباب حالياً وأرى أن الحركة الشعرية المصرية ما زالت قادرة على العطاء والتجدد وهناك عشرات الشعراء الشباب الذين يقدمون نصوصاً إبداعية تنضح بالشاعرية والتجليات والجماليات المغايرة رغم حداثة أعمارهم ، مثل ميسرة صلاح الدين ، وزينب محمد ، ومجدي طه وأحمد حافظ ومصطفى ابو مسلم ومحمود جعفر ، ومصطفى عابدين وعشرات الشعراء الشباب غيرهم من الذين يقدمون مشاريعاً شعرية حقيقية تستحق الإشادة والاحتفاء .

أنت من المهتمين بشعر الفصحى أيضاً ، كيف ترى الساحة الشعرية المصرية الآن ؟

للفصحى رونقها وسحرها الخاص الذي لا ينازعها فيه منازع ، التطور في شعر الفصحى الحالي لا يتناسب مع تطور الحركة الثقافية المصرية بشكلٍ عام ، لكن هذا لا يعني خلو الساحة من الشعراء الحقيقيين ، فما زال أحمد بخيت يحافظ على القصيدة العمودية من التهميش والتشرذم بنصوصه البديعة ، وفي السنوات الأخيرة تعرفت على أصوات شعرية رائعة مثل ، علاء جانب الذي فاز بجائزة أمير الشعراء مؤخراً  عبدالرحمن مقلد ، محمد توفيق ، هناء المشرقي ، محمد سالم عبادة ، أحمد زكريا ، أيمن مسعود ، أحمد البرعي ، تقى المرسي ، رضا أحمد ، محمد عبدالرحمن شحاتة ، عادل محمد وغيرهم ، أما أجمل الأصوات الشعرية العربية التي لفتت انتباهي في الفترة السابقة فمنهم محمد عبدالباري ، جعفر حجاوي ، محمد مصطفى خميس  ، صلاح دبشة .

كثيرون يطلقون عليك لقب الشاعر الفيلسوف ، وذلك لما تتضمنه نصوصك من فلسفة ورؤى فلسفية تنم عن دراستك للمذاهب الفلسفية المختلفة واستخدامك للتفلسف كآلية لاقتناص الشعر أحياناً ؟ هل تزعجك هذه التسميات ؟

لا ، أنا أحب الفلسفة والتفلسف ، وأسعد أوقاتي هي تلك التي أقضيها في قراءة كتب الفلسفة المختلفة ، الشعر لابد أن يكون مرتبط بفكر ورؤية وموقف من العالم ، فأنا من المؤمنين بأن كل تغيير على أرض الواقع يكون نتيجة لتغيير فكري وثورة على المفاهيم التقليدية المعتادة ، ومن أهم مشاكلنا كعرب أننا نعطل التفكير والتحليل المنهجي والعلمي والفلسفي لصالح النقل وإعادة إنتاج القديم والتعامل مع التراث كمسلمات غير قابلة للتفكيك والوضع تحت مجهر البحث .

لك قراءات نقدية ، كما أن لك بعض الكتابات في الدراسات الإسلامية الخاصة بإعادة التأويل وإعادة النظر للفقه الإسلامي ، هل تؤثر هذه الاهتمامات المتنوعة بالسلب على مشروعك الشعري ؟

على العكس تماماً إن القراءة في المجالات المختلفة تفتح آفاقاً جديدة للشاعر ، وتضع يده على أمور كان يصعب الوصول إليها بالقراءة في الشعر فقط. أنا دائماً ما أعتبر الشاعر المفكر أفضل الشعراء ، لأن الفكر هو الركيزة الأساسية لتقدم الحضارة الإنسانية وكل عملٍ عظيم على الأرض بدأ بفكرة في عقل أحد المفكرين المبدعين .

https://www.facebook.com/agarridgeneration

https://www.facebook.com/ShahatFekry76

https://www.facebook.com/abdallahsabrypoetry?fref=ts

shetuskw

أغاريد الجيل الجديد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2014 بواسطة shetuskw

ساحة النقاش

أغاريد الجيل الجديد

shetuskw
أغاريد الجيل الجديد الأدبية الإلكترونية هدفنا هو خلق حراك ثقافي بناء قائم على إعلاء قيمة الأدب والفن وتحريك المياه الراكدة في المجال الثقافي . ونسعى إلى اكتشاف المواهب الشابة ورعايتها وتقديمها إلى الساحة الأدبية والمساهمة في نشر الوعي الثقافي ، لإيماننا أن تقدم أي أمة من الأمم يبدأ بالارتقاء بوجدان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

63,612