عز القرب من طه / الشاعر حمدي مهدي عماره
(بكائية إلى رسول الله فى مولده )
بصرت بأنّتى الحيرى على أوتار أحـــــــــــزانى
أكـــافىء غور لجّتـها بتعليلٍ وعصــــــــــــيان
يكفكف دمعتى الخجلى ويخطط صكّ حرمــــانى
وكيف بلا .. وقد شطّت عن الخطوات ألحــــــانى ؟
أجىء – بكل هاجرة - أضمّخ وِردها الفـــــــانى
فيهرب - ليس عن سببٍ - لغزّة أو لســـــــــــــودان ِ*
ليحضر غِيلة الشورى على رقعات أشجــــــــانى
فعمّ القوم – عن سعة - نزيف الوهن ألـــــــــوان
تفرّق شملهم شِيعــــا وعزّ الجنب للجـــــــــانى
يجىء بكل مخمصة ٍ يمزّع حلم عميـــــــــــــانِ
فنشجب ليس يمنعه هنا ترتيل نكــــــــــــــــران
ونصبر نمنح الأغيار سلما صنو أوهــــــــــــان
فليل الأمّة الوسطى على الطرقات يلقــــــانى
يجدّد فضل مئزره سواد الغمّة الــــــــــدانى
فزد فى الوصف – لن تعيا - فحال الكل أعيـــــــــــانى
غثاء والقضا يرمى غثاء السيل بهــــــــــــوانِ
فكيف بنا وقد شحذت نصال الحقد جــــــــــــرذان
تكيد لسيّدٍ أعلـــــــى شعار الحقّ فــــــــــرقان
ألا فاسعد بمولده هو الهادى بقـــــــــــــرآنِ
رسول الله هل قبضت على الحدقات أجـــــــــفانى
هنا ليل وذا لـــــــيل أماط الّلثم عن شـــــانى
أبيت وليس تسترنى عن العلّات أوطــــــــــــانى
فدونك ما ارعوى ألمى ودونك ما سما بـــــــــان
فكن سندى متى ظلّت ركاب القوم تنســــــــانى
فعِزّ القرب يمنعنى ... ولا الدنيا بسلطـــــــــــــــانِ
ساحة النقاش