سَلامٌ حِيِنَ ينجرحُ السَّلامُ
ويَطْعَنُ فِي الضِّيا النُّوُرَ الظَّلامُ
وَغَيْثٌ حِيِنَ يُفْتَقَدُ الْغَمَامُ
وَسَيْفٌ حِيِنَ يَنْتَشِرُ الطَّغَام
عَلَى الدُّنْيَا السَّلامُ إِذَا تَجَنَّى
«مُرِيْسٌ» ذَلِكَ الرَّجُلُ الْحَرَام
عَلَى خَيْـرِ الْبَرِيَّةِ فِي وقاحٍ
وُمَا وَاللهِ يَعْرُوُهُ اتهَام
كَفَى مِنْ نكْبَةِ الأَيَّامِ أَنَّا
نَرَى الآسَادَ يَقْذِفُهَا النَّعَام
يَسِبُّ «مُحَمَّدًا» حِقْدًا وَجَهْلاً
سُبَابًا يَشْمَئِزُّ لَهُ الْكِرَام
لَعِرْضِي دُوُنَ عِرْضِكَ يَا حَبِيِبِي
إِذَا طَعَنَتْ بِعِرْضِكَ ذِي اللِّئَام
أَمَا قَالُوُا بِأَنَّكَ زَيْفُ قَوْلٍ
وَأَنَّكَ يَـا «مُحَمَّدُ» لا تُرَام
وَأَنَّ «بَحِيِرَةً» وَضَعَ الْمَعَانِي
لَدَى الْقُرْآنِ يُزْكِيِـهُ انتظام
غَبِيٌّ يَا «مُرِيْسُ» الْيَوْمَ قُلْتُمْ
بِأَنَّ مُحَمَّدًا حَقٌ مُقَام
سُبَابُكَ حَقَّقَ الْيَوْمَ اعْتِرَافًا
أَيَرْقُدُ فِيِكَ جَهْلٌ أَمْ فِصَام؟
أَفِيِكَ جُنُوُنُ عَقْلٍ أَمْ خَبَالٌ
أَفِيِكَ الْحِقْدُ أَمْ فِيِكَ السَّقَام
تَقُوُلُ الْحَقَّ فِي كَذِبٍ قَبِيِحٍ
فَلَيْتَ يَحِلُّ عَنْ قَوْلٍ صِيَام
أَرَدْتَ بِـ«فِلْمِكَ» الأفّاكِ نَوْلاً
فَنَالَكَ مِنْـهُ حَقٌّ وَانْهزَام
إِذَا نَامَتْ عُيُوُنُكَ عَنْ ضِيَاءٍ
فَعَيْنُ اللهِ قَطْعًا لا تَنَام
لإنْ لَمْ يُبْعَثِ الْهَادِي- زَعَمْتُمْ-
لِمَ التَّجْرِيِحُ هَذَا وَالصِّدَام
دِمَاءُكَ مِنْ فُيُوُضِ النِّيِلِ تَجْرِي
لِمَاذَا ذَا الْعَدَاءُ لَهُ الزُّؤَام
أَلَمْ تَشْرَبْ مِنَ النِّيِلِ الْمَعَانِي
وَيَجْرِي فِيِكَ مِنْهُ هوًى طعامُ
أَلَمْ تَأْخُذْ مِنَ الْحَارَاتِ خِلاً
أَلَمْ يَأْخذْكَ وُدٌّ أَوْ غَرَام
بِعَوْنِ اللهِ إِنْ شِئْنَا بَطَشْنَا
وَلَكِنَّا يُؤَدِّبُنَا الْتِزَام
«ألا لا يَعْلَمِ الأَقْوَامُ أنَّا
تَضَعْضَعَنَا» وأنَّا قد نُضامُ
لَنَا فِي سَاحَةِ الإِقْدَامِ طَوْلاً
إذا رَاحَتْ تُصَبِّـحُنَا الْحِمامُ
يَمِيِنَ اللهِ أَوْصَى نُوُرُ قَلْبِي
«مُحَمَّدُ» ذَلِكَ الْبَدْرُ التَّمَام
بِأنْ خَيْرًا بِمِصْرَ إِذَا فَتَحْتُمْ
وَلِلْقِبْطِ الْمَوَدَّةُ وَالسَّلام
جَزَاءُ الْمُحْسِنِيِنَ إِلَى لَئِيِمٍ
كَجُرْحٍ لا يُجَاوِرُهُ الْتِئَامُ
نُصَافِحُ أَيْدِيَ الأَعْدَاءِ دَهْـرًا
وَلِلأَحْبَابِ بُغْضٌ وَاخْتِصَام
هُمُ الأَشْرَارُ إِنْ شِئْتَ الْوَصَايَا
تُقَلِّبُهُمْ لَدَى الدُّنْيَا الأَثَامُ
«مُحَمَّدُ» لا يُضِيِرُكَ مِنْ سُبَابٍ
تَناقَلَهُ الأَرَاذِلُ والْهَوَامُ
لأَنْتَ الْمَاءُ فِي صَهْدِ الصَّحَارَى
لأَنْتَ النُّوُرُ إِنْ عَمَّ الظَّلامُ
لأَنْتَ الْوُدُّ فِي كَيْدِ الأَعَادِي
لأَنْتَ الصَّفْحُ إِنْ حَلَّ انْتِقَام
لأَنْتَ الطَّوْدُ فِي الشَّأوِ الْمُعَلَّى
لأَنْتَ الأُنْسُ إِنْ شَدَّ الزِّحَام
لأَنْتَ الأَمْنُ فِي يَوْمٍ مُخِيِفٍ
لأَنْتَ الشَّافِـعُ الْمُنْجِي الْهُمَام
لأَنْتَ نجاتنا إن حلَّ حشرٌ
لأَنْتَ بجدب أنفسنا الغمام
لأَنْتَ سَرِيَّةُ الإِحْسَانِ فِيِنَا
لأَنْتَ الجَّيْشُ فِي الْحَرْبِ اللُّهَام
لأَنْتَ الْبَذْلُ مِنْ غَيْرِ امْتِنَانٍ
لأَنْتَ بِمَنْزِلِ الْحَقِّ الْحُسَام
«وأَجْمَلَ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ «عَيْنٌ»
وَأَكْـرَمَ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ «الْعِظَام»
لَكَم وجمت بوجهك عاتياتٌ
وفيك- بقوة الله- ابتسامُ
طَلَعْتَ مِنَ الثَّنَايَا فَاسْتَقَامَتْ
لَكَ الأَيَّامُ فِيْهَا وَالأَنَامُ
إِذَا قَالُوُا: الْمُخَلِّصُ أَنْتَ فِيِهِمْ
كَمَا الأَقْوَاسِ تَعْلُوُهَا السِّهَام
قَضَيْتَ سَنِيَّ عُمْرِكَ فِي صَلاحٍ
لِيَغْمُرُنَا وَيَرْعَانَا السَّلام
تُبَاعِدُنَا اللَّيَالِي مَا حَيِيْنَا
وَمِنْ ذِكْرَاكَ يَجْمَعُنَا الْتِحَام
يُبَاعِدُنَا الزَّمَانُ وَأَنْتَ ذِكْرٌ
نُرَدِّدُهُ فَيُرْجِـعُهُ الْحَمَام
لَقَدْ صَلَّى الأَوَائِلُ فِي خِتَامٍ
وَنَتْبَعُهُمْ إِذَا حَلَّ الْخِتَامُ
سَلامُ اللهِ مَا بَقِيَتْ صَلاة
بِمِئْذَنَةٍ لَدَى الدُّنْيَا تُقَامُ
ساحة النقاش